{طالبان} تدعو مترجمي القوات الأجنبية الأفغان لـ«التوبة» والبقاء في البلاد

السفارة الأميركية في كابل: 18 ألف أفغاني طلباتهم معلقة

ضابط شرطة أفغاني يتفقد سيارة تعرضت لهجوم إرهابي في العاصمة كابل أمس (رويترز)
ضابط شرطة أفغاني يتفقد سيارة تعرضت لهجوم إرهابي في العاصمة كابل أمس (رويترز)
TT

{طالبان} تدعو مترجمي القوات الأجنبية الأفغان لـ«التوبة» والبقاء في البلاد

ضابط شرطة أفغاني يتفقد سيارة تعرضت لهجوم إرهابي في العاصمة كابل أمس (رويترز)
ضابط شرطة أفغاني يتفقد سيارة تعرضت لهجوم إرهابي في العاصمة كابل أمس (رويترز)

دعت حركة {طالبان} أمس الاثنين مترجمي القوات الدولية الأفغان إلى «التوبة» والبقاء في أفغانستان بعد مغادرة القوات الغربية التي تسرّع انسحابها من البلاد.
وأكد متمردو {طالبان} في بيان أن هؤلاء الأفغان «لن يواجهوا أي خطر من جهتنا» وأنه «لا ينبغي على أحد أن يغادر البلاد». وشدّدوا على أن «عدداً كبيراً من الأفغان أخطأوا خلال السنوات العشرين الأخيرة (في اختيار) مهنتهم وعملوا مع القوات الأجنبية كمترجمين أو حراس أو في وظائف أخرى، والآن مع انسحاب القوات الأجنبية، يشعرون بالخوف ويسعون إلى مغادرة البلاد».
وأضافت {طالبان} أن «الإمارة تريد أن تقول لهم إن عليهم إبداء التوبة عن أفعالهم السابقة وعدم الانخراط في المستقبل في مثل هذه الأنشطة التي تُعدّ بمثابة خيانة للإسلام ولبلده». وتابعت «لكن لا يجب على أحد أن يغادر البلاد». وأكدت الحركة أن «الإمارة لن تتسبب لهم بمشاكل. تدعوهم إلى العودة إلى حياة طبيعية وإلى خدمة بلدهم. لن يواجهوا أي خطر من جهتنا». وقالت: «كنا ننظر إليهم كأعدائنا، لكن منذ لحظة مغادرتهم صفوف العدو، سيصبحون مجدداً أفغاناً عاديين في وطنهم ولا ينبغي أن يخافوا». وختم المتمردون بالقول: «لكن إذا ادعوا مواجهة خطر ما للحصول على ما يسمّى باللجوء، فهذه مشكلتهم وليست مشكلة المجاهدين».
ومع الانسحاب المتسارع لقوات حلف الأطلسي، يتهافت آلاف المترجمين الأفغان الذين كانوا يعملون مع سفارات وقوات عسكرية غربية إلى القنصليات على أمل الحصول على تأشيرة هجرة، خوفاً من التعرض لعمليات انتقامية في حال عادت حركة طالبان إلى الحكم في كابل. بعد الاتفاق على الانسحاب غير المشروط الذي وقعته الولايات المتحدة مع طالبان، حدّد الرئيس الأميركي جو بايدن تاريخاً رمزياً هو 11 سبتمبر (أيلول) لاستكمال انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، إلا أن العمليات قد تنتهي خلال الصيف. وتراجع عدد التأشيرات الأميركية الممنوحة بشكل حاد في السنوات الأخيرة، إذ يؤكد مسؤولون أميركيون أن بعض المتطرّفين يدّعون أنهم مترجمون. وبحسب السفارة الأميركية في كابل، لا يزال نحو 18 ألف أفغاني ينتظرون الردّ على طلباتهم، فيما حصل عدد مساوٍ من الأفغان على تأشيرات خلال 20 عاماً، بحسب تقرير لجامعة براون. وأكدت الحكومة البريطانية مؤخراً أنها تعتزم تسريع إعادة تمركز موظفيها الأفغان. وفي هذا السياق وافقت لندن على استقبال 1358 أفغانياً ويُفترض أن يستفيد من هذا البرنامج أكثر من ثلاثة آلاف شخص إضافي.
وبعد انسحاب الجيش الفرنسي من البلاد أواخر عام 2021، تحدث عدد من المترجمين عن تهديدات ولا يزالون يطالبون باريس بالحصول على تأشيرة، لكن أقلّ من نصف الموظفين البالغ عددهم 770 شخصاً آنذاك، حصلوا عليها.
وبدأت فرنسا منذ أواخر مايو (أيار) منح نحو مائة تأشيرة لموظفين في السفارة وأجهزة فرنسية أخرى في كابول، إضافة إلى أقربائهم. في غضون ذلك، قُتل 13 شخصاً على الأقل في هجومين استهدفا حافلة نقل مدنية في غرب أفغانستان ومركزاً للشرطة في شمال البلاد، وسط ضغوط متزايدة يمارسها المتمرّدون على السلطات. ووقع الهجومان الأخيران وهما الأحدث ضمن سلسلة اعتداءات تستهدف حافلات نقل مدنية وقوات حكومية، في خضم زيارة إلى كابل يجريها الموفد الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد».
ومساء أول من أمس قُتل 11 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، في تفجير استهدف حافلة كانت تقلّهم غرب أفغانستان، وفق حاكم ولاية بادغيس حسام الدين شمس الذي اتّهم حركة طالبان بزرع لغم على الطريق.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».