اتهامات لصالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي بالتزوير

ساقها ضده عضو كتلته النائب مشعان الجبوري

اتهامات لصالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي بالتزوير
TT

اتهامات لصالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي بالتزوير

اتهامات لصالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي بالتزوير

أعلن عضو البرلمان العراقي مشعان الجبوري أن رئيس البرلمان سليم الجبوري شكل لجنة تحقيق بخصوص قيام نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك بتزوير تواقيع نواب ادعى أنهم سحبوا تواقيعهم على طلب باستجوابه في مزاعم فساد.
ودعا مشعان الجبوري الذي ينتمي إلى كتلة «العربية» التي يتزعمها المطلك نفسه، إلى إحالة الأخير إلى مكافحة الإجرام بتهمة «تزوير تواقيع النواب». وقال الجبوري في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان أمس إن «مستشار رئيس البرلمان صباح الكربولي قدم مذكرة إلى رئيس مجلس النواب بناء على كتاب موقع من صالح المطلك بدعوى أن بعض المقدمين لطلب الاستجواب سحبوا تواقيعهم»، معتبرا أن «هذا عمل هدفه تزييف الحقائق وتغييرها من خلال رفع هذه المذكرة إلى رئيس البرلمان».
وأضاف الجبوري أن «هذه المذكرة تحدثت عن سحب 19 نائبا تواقيعهم من أصل 43»، مؤكدا أن «الكربولي عمل على تسريب تلك الوثيقة للإعلام». وأوضح أن «هناك نائبين تم تزوير تواقيعهما من خلال نقلها من كتب قديمة إلى مذكرة مزورة».
ولفت الجبوري إلى أن «المذكرة أشارت إلى أنها تناولت اسم طلال الزوبعي، الذي سحب توقيعه منذ فترة عندما كانت 65 توقيعا، ومن ثم انخفضت إلى 43 توقيعا، وكذلك عالية نصيف التي كان اسمها مكررا في قائمتين، وهي سحبت توقيعها أيضا مع الوجبة الأولى القديمة». وبين الجبوري أن «عدد التواقيع كان قبل هذه الفضيحة 43 توقيعا، وحاليا 31 توقيعا، لكن المذكرة التي رفعها الكربولي إلى رئيس البرلمان أشار فيها إلى أن التواقيع لم يتبق منها إلا 14 توقيعا، الأمر الذي أفقد الاستجواب شرعيته»، عادًّا ذلك «ضحكا على رئاسة البرلمان وعلى الشعب العراقي».
ودعا الجبوري إلى إحالة المطلك «إلى مكافحة الإجرام ليحاكم بتهمة التزوير»، معلنا قيام رئيس البرلمان بـ«تشكيل لجنة تحقيقية بخصوص تزوير التواقيع من المطلك والكربولي»، مؤكدا أن «موعد الاستجواب باق على موعده في العاشر من مارس (آذار) المقبل».
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن في وقت سابق من الأسبوع الماضي تأييده لاستجواب نائبه صالح المطلك في حال كانت الإجراءات الخاصة بالاستجواب سليمة.
وفي سياق إصراره على استجواب نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، قال مشعان الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد المحاولات المستميتة التي قام بها صالح المطلك بشأن إفشال عملية الاستجواب رغم أنه حق دستوري وقد اتبعنا به كل الآليات المنصوص عليها في هذا المجال، وفي إطار النظام الداخلي للبرلمان، فإن هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن كل ما لدي من معلومات ووثائق تدين المطلك واللجنة التي يرأسها والخاصة بدعم وإغاثة النازحين صحيحة مائة في المائة». وأضاف الجبوري أن «الصيغة الصحيحة التي كان على المطلك اتباعها في حال كونه بريئا من التهم المنسوبة إليه أن يأتي بنفسه إلى البرلمان ويعرض ما لديه مما يثبت براءته، وبالتالي سأكون أنا أول المصفقين له»، مبينا أن «الطريقة التي تتبع في إلغاء الاستجواب من خلال تزوير التواقيع تؤكد أن الإدانة أصبحت مؤكدة، وإلا فإنه إذا لم يكن خائفا من الاستجواب يحضره طالما هو مكفول دستوريا، وبالتالي ننتهي من هذه العملية بالطرق الديمقراطية، لكن تهرب المطلك ومساعيه إلى إلغاء الاستجواب بهذه الطريقة تضع البرلمان والطبقة السياسية في زاوية حرجة؛ لأن السكوت عن هذه الفضيحة أمر معيب، خصوصا أن الجميع الآن يتحدثون عن دعم النازحين وإغاثتهم، بينما لم تصل الأموال المخصصة لهم من قبل الدولة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.