مالي... حقائق وأرقام

مالي... حقائق وأرقام
TT

مالي... حقائق وأرقام

مالي... حقائق وأرقام

جمهورية مالي، وعاصمتها مدينة باماكو، دولة غير ساحلية ضمن دول غرب أفريقيا، تحدها الجزائر شمالاً، والنيجر شرقاً، وبوركينا فاسو وكوت ديفوار في الجنوب، وغينيا من الغرب والجنوب، والسنغال وموريتانيا في الغرب. وتزيد مساحتها عن 1240000 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 14.5 مليون نسمة. وهي تتكوّن من 8 مناطق، وحدودها الشمالية تصل إلى عمق الصحراء الكبرى، أما المنطقة الجنوبية من البلاد حيث تعيش غالبية السكان فيمر فيها نهرا النيجر والسنغال.
انضمت مالي التي اشتهرت أيضاً باسم السودان الفرنسي، إلى المستعمرات الفرنسية أواخر القرن التاسع عشر، حتى نالت استقلالها عام 1959 مكوّنة مع السنغال اتحاد مالي. غير أن هذا الاتحاد ما لبث أن انحل عقده بعد سنة واحدة في أعقاب انسحاب السنغال، وعندها سمت الجمهورية نفسها باسم جمهورية مالي.
منذ استقلال مالي عن فرنسا، لم يتمكن هذا البلد الأفريقي من تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهذا على الرغم من الثروات الطبيعية الهائلة التي يمتلكها، والسبب صراعات نفوذ دولية والصراع على الحكم. فقد شهدت مالي عبر تاريخها 4 انقلابات عسكرية، بخلاف الانقلاب الأخير، كما أنها تعاني من تمدّد الجماعات الإرهابية، والجريمة المنظمة بكل أنواعها من تجارة المخدرات والأسلحة إلى الاتجار بالبشر.
وعلى صعيد الانقلابات العسكرية، وقع الانقلاب الأول يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 1968. وأطاح بحكم أول رئيس للبلاد بعد الاستقلال، وهو موديبو كيتا من قبل الجنرال موسى تراوري.
بقي موديبو كيتا – الذي كان حليفاً للرئيسين الاستقلاليين لغانا وغينيا كوامي نكروما وأحمد سيكوتوري – سجيناً لمدة 9 سنوات حتى وفاته عام 1977. وخلال تلك الفترة شكّل موسى تراوري «لجنة عسكرية» جمع فيها منصب رئيسي الدولة والحكومة.
هذا، واحتفظ موسى تراوري، وهو أطول رؤساء مالي حكماً بـ23 سنة، بالسلطة إلى أن أطاح به الجيش عقب انتفاضة شعبية ضد تردي الأوضاع الاقتصادية. وقاد هذا الانقلاب العسكري الثاني الجنرال أمادو توماني توري يوم 26 مارس (آذار) 1991.
وبالفعل، شكّل توماني توري مجلساً عسكرياً مؤقتاً لإدارة البلاد لفترة انتقالية، قاد خلاله مالي إلى إجماع وطني حول أول دستور يكرس التعددية الحزبية والنظام الرئاسي، وأول انتخابات رئاسية تعددية في تاريخها.
ويوم 8 يوليو (تموز) 1992 أصبح ألفا عمر كوناري أول رئيس مالي ينتخب ديمقراطياً، وذلك لفترتين رئاسيتين، ويتسلم السلطة من المجلس العسكري بقيادة الجنرال أمادو توماني توري الذي قرّر التقاعد من الجيش.
ولقد لاحق الرئيس كوناري الرئيس الانقلابي السابق موسى تراوري قضائياً بتهم «جرائم قتل معارضين ومدنيين وأخرى تتعلق بالفساد». وصدر ضد تراوري حكمان، الأول كان عام 1993 بالإعدام شنقاً مع زوجته قبل أن يصار إلى تجميده، والثاني في 1999 في جرائم اقتصادية، وصدر بعده عفو رئاسي عنه عام 2002.
بعدها، عاد الجنرال أمادو توماني توري إلى الحياة السياسية إثر ترشحه للانتخابات الرئاسية التي فاز بها من الدور الثاني في مايو 2002 نتيجة الشعبية الكبيرة التي كان يحظى بها. واستمر حكمه 10 سنوات كاملة، قبل أن يطيح به الجيش في ثالث انقلاب عسكري تشهده المستعمرة الفرنسية السابقة يوم 22 مارس 2012. وفي حينه، اتهم المتمردون - الذين كانوا من الحرس الرئاسي - الرئيس توماني توري بـ«الفشل في التصدي لتمرد الطوارق والجماعات الإرهابية المتمركزة في شمال البلاد». وأعلن المتمردون حل جميع المؤسسات الدستورية وإغلاق كل حدود البلاد، وعينوا النقيب أمادو سانوغو رئيساً لـ«اللجنة الوطنية لاستعادة الديمقراطية وإعمار الدولة» المكلفة بقيادة البلاد. إلا أن الماليين رفضوا تأييد ذلك الانقلاب العسكري، واكتسحوا العاصمة باماكو في مظاهرات ضخمة مطالبة بإعادة نظام توري الديمقراطي، غير أن المجلس العسكري أصر على إبعاده عن الحكم.
ثم في عام 2013 نظّم المجلس العسكري الانتقالي انتخابات رئاسية جديدة، فاز فيها المرشح المدني إبراهيم أبو بكر كيايتا (75 سنة) ليصبح سادس رئيس في تاريخ مالي، قبل أن يطيح به الجيش في 18 أغسطس 2020.


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»