«داعش» بصدد التفوق على «بوكو حرام» في نيجيريا

مجموعة من تلاميذ المدارس برفقة الجيش النيجيري عقب إطلاق سراحهم بعد اختطافهم من قبل مسلحين في ولاية كاتسينا ديسمبر الماضي (أ.ب)
مجموعة من تلاميذ المدارس برفقة الجيش النيجيري عقب إطلاق سراحهم بعد اختطافهم من قبل مسلحين في ولاية كاتسينا ديسمبر الماضي (أ.ب)
TT

«داعش» بصدد التفوق على «بوكو حرام» في نيجيريا

مجموعة من تلاميذ المدارس برفقة الجيش النيجيري عقب إطلاق سراحهم بعد اختطافهم من قبل مسلحين في ولاية كاتسينا ديسمبر الماضي (أ.ب)
مجموعة من تلاميذ المدارس برفقة الجيش النيجيري عقب إطلاق سراحهم بعد اختطافهم من قبل مسلحين في ولاية كاتسينا ديسمبر الماضي (أ.ب)

سيطرت جماعتان متشددتان متنافستان على أجزاء كبيرة من منطقة بحيرة تشاد، إلا أن تنامي نفوذ «داعش - ولاية غرب أفريقيا» يشكل منعطفاً رئيسياً في هذا النزاع المتواصل منذ 12 عاماً. وازدادت حدة الخصومة مع حركة «بوكو حرام» منذ سنوات عدة، وأسهمت في إضعاف الطرفين. لكن يبدو أن تنظيم «داعش - ولاية غرب أفريقيا»، الذي صار الجماعة المهيمنة، يسيطر بوضوح وبشكل واسع على المنطقة. فقبل أسبوعين باشر التنظيم، وهو فرع من تنظيم «داعش»، عملية في مناطق تسيطر عليها جماعة «بوكو حرام» في غابة سامبيسا وطوق مقاتلوه منزل زعيمها التاريخي. وأصيب أبو بكر شكوي بجروح بالغة خلال المعارك، على ما أفادت مصادر قريبة من أجهزة الاستخبارات. ورجحت وسائل الإعلام النيجيرية أن شكوي قُتل أو انتحر من خلال تفجير نفسه. ومع أن هذه المعلومات تبقى مبهمة ولم تعلن أي من الجماعتين الجهاديتين مقتله رسمياً، يبدو مؤكداً أن المعارك بين المجموعتين المتخاصمتين، تكثفت. فقد أعدم تنظيم «داعش - ولاية غرب أفريقيا» عشرة من قادة «بوكو حرام»، في حين انضم ثلاثون من الأعضاء البارزين في هذه الجماعة الأخيرة إليه، على ما أفادت مصادر قريبة من الاستخبارات وسكان في المنطقة. وتفيد مصادر أمنية بأن التنظيم عين قائداً على غابة سامبيسا هو أبو مصعب البرناوي نجل مؤسس «بوكو حرام» محمد يوسف، الذي سبق واختاره تنظيم «داعش» في 2016 لقيادة الحركة الجهادية في المنطقة. ويثير تعاظم نفوذ التنظيم وإعادة هيكلته قلقاً كبيراً، لأن هذا الأمر يعني أن تنظيم «داعش ولاية غرب أفريقيا» بات يسيطر على أجزاء أكبر من المنطقة ولديه مزيد من الرجال والسلاح. وخلافاً لجماعة «بوكو حرام» التي لم تكن تتردد في قتل المدنيين الذين لا ينخرطون في صفوفها بشن هجمات أو ارتكاب مجازر فظيعة، يفضل تنظيم «داعش - ولاية غرب أفريقيا» كسب ثقة أبناء المنطقة وضمان موارد مالية بشكل منظم. وفي تغريدة، كتب فينسان فوشيه الباحث في المركز الفرنسي للبحث العلمي نقلاً عن مصادر في المنطقة أن التنظيم على جري العادة باشر «حملة لكسب تعاطف المدنيين في مناطق نفوذه السابقة والجديدة». وتابع فوشيه في تغريدته أن مقاتلي «داعش - في ولاية غرب أفريقيا» يؤكدون أن شكوي قُتل وأنهم باتوا يسيطرون على المنطقة، وأن المدنيين المسلمين في أمان طالما أنهم يدفعون الخوة. وفي منطقة بحيرة تشاد، وجه التنظيم رسالة رحب فيها بالسكان في دولة «الخلافة» التي أعلنها، على ما قال صائد سمك في بلدة باغا الواقعة على ضفة بحيرة تشاد لوكالة الصحافة الفرنسية. وأكد المقاتلون كذلك أنهم يريدون «التخلص من بوكو حرام للتفرغ بعدها للجنود النيجيريين» على ما أضاف الصياد، الذي أوضح: «لا يريدون القتال على جبهتين في وقت واحد». وإلى جانب غابة سامبيسا، لجماعة «بوكو حرام» معاقل كبيرة على جانبي الحدود بين الكاميرون، خصوصاً في غووزا وبولكا وفي جبال ماندارا، ومع النيجر أيضاً. ويقول مسؤول أمني في المنطقة: «من أجل تعزيز هيمنته فعلاً، على تنظيم (داعش - ولاية غرب أفريقيا) أن يخضع هذه الأطراف أو يقنعها بالانضمام إليه». ويبدو أن هذه الحملة بدأت بالفعل. فالأسبوع الماضي، هاجم جهاديون من تنظيم «داعش» على متن زوارق سريعة معسكرات عدة في منطقة بوسو في النيجر، حيث أدت المواجهات إلى سقوط عدة قتلى، على ما أفادت مصادر قريبة من أجهزة الاستخبارات. وأوضح أحد هذه المصادر: «وقعت مواجهات عنيفة في أغاديرا وليليو وكواتر بونا بين تنظيم الدولة الإسلامية وبوكو حرام». وسُمع تبادل لإطلاق النار قرب جبال ماندار وعلى طول الحدود بين نيجيريا والكاميرون، حيث رفض مقاتلون في «بوكو حرام» الخضوع للتنظيم الذي بات مهيمناً. وقال إيفان سان - بيار الذي يدير مركز «مودرن سيكيوريتي كونسالتنغ غروب» الاستشاري للتحاليل الأمنية: «في حال نجح تنظيم (داعش - ولاية غرب أفريقيا) في استقطاب عناصر (بوكو حرام) ومواردها، فمن شأن ذلك تعزيز ثقله وقدرته على التوسع».
ويمكن للجهاديين أن يعززوا عزلة مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو التي لا تزال بمنأى نسبي، وإلى حيث لجأ أكثر من مليون مدني وزيادة الضغوط على الجيش الموجود في الأساس في «ثكنات محصنة»، ويعتمد كثيراً على الضربات الجوية.


مقالات ذات صلة

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)
آسيا خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)

أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

قال أنس حقاني، ابن شقيق القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» بأفغانستان، خليل الرحمن حقاني، إن الوزير وستة آخرين قُتلوا في تفجير بالعاصمة كابل.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».