موقع إخباري روسي صُنّف «عميلاً أجنبياً» يغلق أبوابه

علم روسيا (ارشيفية- رويترز)
علم روسيا (ارشيفية- رويترز)
TT

موقع إخباري روسي صُنّف «عميلاً أجنبياً» يغلق أبوابه

علم روسيا (ارشيفية- رويترز)
علم روسيا (ارشيفية- رويترز)

أعلن موقع «في تايمز» الروسي المستقل اليوم (الخميس)، إغلاقه خوفاً من اتخاذ إجراءات قانونية بحقه بعد تصنيفه «عميلاً أجنبياً»، وهي فئة مثيرة للجدل تشمل قيوداً صارمة وغرامات محتملة.
وقالت إدارة تحرير الموقع في بيان إنها درست احتمالات عدة لاستمرار وجودها رغم قرار السلطات الروسية في منتصف مايو (أيار) الماضي والذي أخاف المعلنين، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضحت: «في كل سيناريو، كان هناك خطر ملاحقة جنائية بحق موظفي الموقع الإخباري مع احتمال تقييد حريتهم». وأضافت أن تصنيف «عميل أجنبي» أدى إلى تضرر نموذجها الاقتصادي بعدما أبعد المعلنين فيما لم تكن تبرعات القراء كافية للاستمرار.
وهذا التصنيف حرمها أيضاً من بعض المصادر، موضحة: «مسؤولون ورجال أعمال وحتى محللون يخشون التحدث إلى عميل أجنبي». وتابعت إدارة التحرير في بيانها: «عُدّ (في تايمز) ضمن فئة وسائل الإعلام المعارضة. لكننا صنعنا إعلاماً مختلفاً تماماً»، مشيرة إلى أن الإغلاق الفعلي سيحدث في 12 يونيو (حزيران)، وهو يوم عطلة رسمية في روسيا للاحتفال باستقلال البلاد.
ويأتي هذا الإعلان بعد أقل من شهر على مواجهة موقع إلكتروني آخر هو «ميدوزا» المصير نفسه، ما أثّر على عائداته الإعلانية لدرجة أنه أطلق حملة لجمع الأموال من قرائه.
وفي روسيا، يتوجب على «العملاء الأجانب» من منظمات أو أفراد، وفقاً لقانون أُقر عام 2012، التسجل لدى السلطات وتنفيذ إجراءات إدارية مضنية والإشارة بوضوح إلى هذا الوضع في منشوراتهم.
في الوقت نفسه، أعلنت إذاعة «سفوبودا» التي يموّلها الكونغرس الأميركي، الجمعة، أن حساباتها المصرفية أُغلقت بعدما زار مقرها موظفون قضائيون مسؤولون عن تنفيذ قرارات المحكمة. وتُتَّهَم روسيا منذ وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة عام 2000 بكبح كل أشكال حرية التعبير على شاشات التلفزيون وفي وسائل الإعلام الإلكترونية التي كانت لفترة طويلة تتمتع بحرية نسبية.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.