رئيس شركة «إيرباص» لصناعة الطائرات يقر بإنتاج الشركة للطائرة العملاقة «إيه 380»

تبدأ الدخول في حيز الأرباح خلال العام الحالي

طائرة من طراز {إيرباص إيه 380} تابعة لـ{طيران الإمارات}.. التي تعد الأكبر في العالم.. سيستمر إنتاجها (أ.ف.ب)
طائرة من طراز {إيرباص إيه 380} تابعة لـ{طيران الإمارات}.. التي تعد الأكبر في العالم.. سيستمر إنتاجها (أ.ف.ب)
TT

رئيس شركة «إيرباص» لصناعة الطائرات يقر بإنتاج الشركة للطائرة العملاقة «إيه 380»

طائرة من طراز {إيرباص إيه 380} تابعة لـ{طيران الإمارات}.. التي تعد الأكبر في العالم.. سيستمر إنتاجها (أ.ف.ب)
طائرة من طراز {إيرباص إيه 380} تابعة لـ{طيران الإمارات}.. التي تعد الأكبر في العالم.. سيستمر إنتاجها (أ.ف.ب)

نقلت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه زونتاجس تسايتونج» الألمانية في عددها الصادر اليوم الأحد تصريحات لرئيس شركة «إيرباص» الأوروبية لصناعة الطائرات، تفيد باعتزام الشركة إنتاج أكبر طائرة للركاب في العالم «إيه 380» رغم قلة الطلب عليها. وقال رئيس الشركة توم إندرز للصحيفة: «هذا الموقف لم ولن يكون محل نقاش». وأضاف إندرز قائلا: «النقطة الرئيسية تكمن في أن بعض عملاء الشركة يتمنون أن يحصلوا على جيل جديد من الطائرات ذات المحركات الجديدة، بينما نحن نؤكد أننا نحسن من طائراتنا بصورة مستمرة. أما مسألة تطوير محركات جديدة في لحظة ما فهذا متعلق بما إذا كان الأمر يستحق الجهد أم لا، فهنا لا بد أن يكون حال الصفقات مقنعا»، مشيرا إلى أن «إيرباص» ستقرر وقتها هذا الأمر.
وقال إندرز للصحيفة إن الشركة ستوفر خلال العام الحالي آلاف الملايين من تكاليف إنتاج الطائرة «إيه 380» مقارنة بالعام الماضي، مضيفا: «الخبر الطيب هو أننا في 2015 سنصل إلى حيز تحقيق الأرباح، وأنا واثق تماما من ذلك».
وتعد الطائرة هي أكبر طائرة ركاب في العالم، وهي طائرة ذات طابقين وتعمل على 4 محركات نفاثة من نوع ترنت 900 من صنع رولس رويس، أنتجتها شركة صناعة الطائرات الأوروبية «إيرباص».
وأقلعت الطائرة في أول طيران فعلي لها في 27 أبريل (نيسان) 2005 من مطار مدينة تولوز جنوب فرنسا، وقامت الطائرة بأول رحلة تجارية لها في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2007 مع الخطوط الجوية السنغافورية، وكان خط الرحلة سنغافورة - سيدني، وكانت الطائرة تسمى أثناء عمليات التطوير وقبل ظهورها للنور باسم «إيرباص A3XX»، وأطلق على الطائرة في ما بعد لقب «سوبر جامبو»، كونها أكبر طائرة ركاب مدنية حديثة.
وتعتبر «إيرباص إيه 380» أكبر طائرة ركاب في العالم، إلا أنها أقصر من طائرة «إيرباص إيه 340 – 600»، وللطائرة نموذج آخر غير هذا النموذج المخصص للركاب، وهو نموذج الشحن «إيرباص إيه 380 – 800 إف»، إذ تعتبر هذه الطائرة واحدة من كبرى طائرات الشحن الجوي الموجودة في العالم، وتفوق حمولتها حمولة طائرة الشحن الروسية «أنتونوف إيه إن - 225».
يوفر تصميم «إيرباص إيه 380 - 800» القدرة للطائرة على الطيران مسافة تقدر بـ15200 كيلومتر (8200 ميل بحري)، أي أنها تستطيع الطيران من هونغ كونغ في الصين إلى بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية، وتبدأ سرعتها الفعلية من 0.85 ماخ (أي ما يقارب 900 كلم / ساعة)، وتعتبر «إيرباص 380» أول طائرة تجارية تعمل باستخدام الغاز المسال.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.