نقاط جغرافية ساخنة مرشحة لتفشي الفيروس

الخريطة التي وضعها الباحثون (دورية نيتشر فوود)
الخريطة التي وضعها الباحثون (دورية نيتشر فوود)
TT

نقاط جغرافية ساخنة مرشحة لتفشي الفيروس

الخريطة التي وضعها الباحثون (دورية نيتشر فوود)
الخريطة التي وضعها الباحثون (دورية نيتشر فوود)

أنشأ فريق من الباحثين بجامعات البوليتكنيك في ميلانو بإيطاليا، وكاليفورنيا الأميركية، وماسي في نيوزيلندا، خرائط للنقاط الساخنة المحتملة، لتفشي وباء «كورونا»، حيث يكون خطر انتقال الفيروسات من الخفافيش إلى البشر أعلى، وكانت الصين من أبرز تلك النقاط.
وفي ورقتهم المنشورة 31 مايو (أيار) الماضي بدورية «نيتشر فوود»، وصف الباحثون كيف دمجوا مجموعة من البيانات لوضع تلك الخريطة؛ وتتضمن بيانات عن: كثافة السكان البشرية، والغطاء الحرجي (مساحة الغابات)، وتوزيع الأراضي الزراعية، وكثافة الثروة الحيوانية وأنواعها، والمستوطنات البشرية، وتوزيع أنواع الخفافيش، والتغيرات في استخدام الأراضي بالمناطق التي يسكنها خفافيش حدوة الحصان الآسيوية (28.5 مليون كيلومتر مربع)، والأنواع الأكثر شيوعاً التي تحمل فيروسات كورونا.
وفرضت جائحة «كوفيد – 19» العالمية الكثير من الضغط على العلماء لمعرفة المزيد عن فيروسات كورونا، وكيف يمكن أن تؤدي إلى الأوبئة، ويتضمن أحد مجالات البحث، الوسائل التي تقفز بها فيروسات كورونا من الحيوانات، مثل الخفافيش، إلى البشر.
واقترح بحث سابق أنه إذا أمكن تحديد الأماكن الأكثر تعرضاً لخطر مثل هذه القفزات، فيمكن مراقبتها عن كثب للاستجابة بسرعة عند حدوثها، في هذا الجهد الجديد، استخدم الباحثون مجموعة متنوعة من البيانات للعثور على تلك الأماكن الأكثر تعرضاً للخطر ورسم خرائط لها.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن أحد العوامل الرئيسية التي تدخل في انتقال الفيروسات من الحيوانات إلى البشر هو التعدي البشري على الموائل الطبيعية، وعندما يقوم البشر بإزالة الغابات، تحاول بعض الحيوانات التي تعيش فيها التكيف من خلال تعلم العيش في البيئة الجديدة، ويؤدي هذا إلى تفاعلات بين الحيوانات البرية والحيوانات الأليفة والبشر، ويمكن أن تكون النتيجة انتقال فيروسات من الحيوانات إلى البشر.

ولعزل النقاط الساخنة المحتملة لقفز الفيروس التاجي، بحث العلماء عن التعديات الأخيرة من خلال دراسة صور الأقمار الصناعية، وحصلوا أيضاً على معلومات من قواعد البيانات الموجودة التي تتعقب الحياة البرية مثل خفافيش حدوة الحصان (الحيوان الوحيد الذي وجد أنه يستضيف باستمرار فيروسات كورونا من نوع السارس)، كما قاموا بسحب بيانات السكان التي تحتوي على معلومات حول الحيوانات الأليفة، خاصة الماشية.
وحلل الباحثون جميع البيانات واستخدموها لتحديد بعض النقاط الساخنة حول العالم، ثم قاموا بتمييز النقاط الساخنة على الخريطة، ما يسهل على المشاهدين رؤية الأنماط وإجراء تقييمات للمخاطر.
ومن المثير للاهتمام، أن الباحثين صنفوا الصين كواحدة من أبرز النقاط الساخنة عالمياً، لتفتت الغابات بكثافة عالية في آن واحد، وكثافة الثروة الحيوانية، والاستيطان البشري.
وتوجد النقاط الساخنة العالمية الأخرى خارج الصين في جاوة بإندونيسيا، ومملكة بوتان جنوب آسيا، وشرق نيبال، وشمال بنغلاديش، وولاية كيرالا (الهند) وشمال شرقي الهند، حيث تشتهر مناطق بنغلاديش وشمال شرقي الهند بتفشي فيروس نيباه، ومصدره خفاش آخر غير خفاش حدوة الحصان.
ووجد الباحثون أن المنطقة الصينية الواقعة جنوب شنغهاي معرضة بشكل كبير لخطر التحول إلى نقطة ساخنة نتيجة لزيادة التعدي على الغابات، وتشمل المناطق الأخرى المعرضة للانتقال إلى نقاط ساخنة نتيجة لتفتيت الغابات، اليابان وشمال الفلبين.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.