سوق الوظائف العالمية‭ ‬لن تتعافى من الجائحة قبل 2023

«كورونا» أغرق مائة مليون عامل إضافي في الفقر

مواطنون يتلقون مساعدات غذائية بعد فقدانهم وظائفهم في نيودلهي (أ.ف.ب)
مواطنون يتلقون مساعدات غذائية بعد فقدانهم وظائفهم في نيودلهي (أ.ف.ب)
TT

سوق الوظائف العالمية‭ ‬لن تتعافى من الجائحة قبل 2023

مواطنون يتلقون مساعدات غذائية بعد فقدانهم وظائفهم في نيودلهي (أ.ف.ب)
مواطنون يتلقون مساعدات غذائية بعد فقدانهم وظائفهم في نيودلهي (أ.ف.ب)

كشفت الأمم المتحدة، أمس، أن جائحة «كوفيد - 19» المنتشرة منذ 17 شهرا أغرقت مائة مليون عامل إضافي في الفقر، بسبب التراجع الكبير في ساعات العمل وغياب فرص العمل الجيدة.
وحذّرت منظمة العمل الدولية في تقريرها السنوي من أن الأزمة ستطول، متوقّعة ألا تستعيد العمالة مستويات ما قبل الجائحة إلا في 2023. وأشار تقرير منظمة العمل الدولية السنوي حول العمالة العالمية والتوقعات الاجتماعية إلى أن العالم سيفقد 75 مليون وظيفة في نهاية هذا العام مقارنة بما سيكون عليه الوضع لو لم تحدث الجائحة. كما سيظل عدد الوظائف أقل بنحو 23 مليون وظيفة بحلول نهاية العام المقبل، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال جاي رايدر، رئيس منظمة العمل الدولية، للصحافيين إن كوفيد - 19 «لم يكن مجرد أزمة صحية عامة، بل كان أيضا أزمة إنسانية وأزمة توظيف». وصرّح: «من دون بذل جهد مقصود للإسراع بإيجاد الوظائف اللائقة ودعم أفراد المجتمع الأكثر ضعفاً وتعافي القطاعات الاقتصادية الأشد تضرراً، يمكن أن تستمر الآثار المتبقية للوباء معنا لسنوات في شكل قدرات إنسانية واقتصادية مهدرة وارتفاع معدلات الفقر وعدم المساواة».
توقع التقرير أنّ تشمل البطالة العالمية 205 ملايين شخص في 2022، أي أعلى قليلا من 187 مليون عاطل في 2019، لكنّ الوضع أسوأ مما تظهره أرقام البطالة الرسمية.
ففيما احتفظ كثير من الناس بوظائفهم، تقلص مجموع ساعات عملهم بشكل كبير. في عام 2020، فُقد 8.8 في المائة من ساعات العمل العالمية مقارنة بالربع الأخير من عام 2019، وهو ما يعادل 255 مليون وظيفة بدوام كامل.
ورغم تحسن الوضع، لا تزال ساعات العمل عالميا أبعد ما تكون عن التعافي، وسيفقد العالم ما يعادل 100 مليون وظيفة بدوام كامل بحلول نهاية العام الحالي، على ما أظهر التقرير. وفيما يتوقع أن يتعافى التوظيف في العالم في النصف الثاني من 2021 بشرط عدم تفاقم وضع الجائحة في العالم، حذّرت منظمة العمل الدولية من أن التعافي سيكون متفاوتا بشكل كبير. وهو ما عزته إلى الوصول غير المتساوي للقاحات المضادة لـ«كوفيد - 19». وحتى الآن، استخدمت أكثر من 75 في المائة من اللقاحات في عشر دول. وقالت المنظمة إنّ محدودية إمكانيات معظم الاقتصاديات النامية والصاعدة لدعم تدابير التحفيز المالي ستكون لها آثارها، محذرة من أنّ جودة الوظائف الحديثة ستتدهور على الأرجح في هذه الدول.
وتُرجم تراجع التوظيف وساعات العمل إلى انخفاض حاد في دخل العاملين وزيادة في الفقر. وأظهرت الدراسة أنه مقارنة بعام 2019 تم تصنيف 108 ملايين عامل إضافي حول العالم على أنهم فقراء أو فقراء جداً، ما يعني أنهم وعائلاتهم يعيشون على أقل من 3.20 دولار للفرد في اليوم. وقال رايدر إنّ «أرقام الفقر درامية للغاية»، محذرا من تلاشي خمس سنوات من التقدم نحو القضاء على فقر العمال.
كما سلّط التقرير الضوء على الكيفية التي أدت بها أزمة كوفيد - 19 إلى تفاقم عدم المساواة الموجودة أساسا من خلال التأثير بشكل أكبر على العمال الضعفاء. بالنسبة للعديد من العمال المندرجين تحت ملياري شخص ممن يعملون في القطاع غير الرسمي ويفتقدون الحماية الاجتماعية بشكل عام، كان لاضطرابات العمل المرتبطة بالجائحة عواقب كارثية على دخل الأسرة وسبل عيشها. كما أثرت الأزمة بشكل غير متناسب على النساء، اللاتي خرجن من سوق العمل بمعدل أكبر من الرجال، حتى مع تحملهن المزيد من العبء الإضافي المتمثل في رعاية الأطفال غير الملتحقين بالمدارس وغيرهم.
وحذر التقرير من أن هذا الوضع خلق خطر «إعادة تشكيل» أدوار الجنسين. وفي الوقت نفسه، انخفض توظيف الشباب بنسبة 8.7 في المائة العام الماضي، وهو أكثر من ضعف 3.7 في المائة للعمال الأكبر سنا. وقالت منظمة العمل الدولية إنّ «عواقب هذا التأخير والاضطراب على تجربة سوق العمل المبكرة للشباب قد تستمر لسنوات».
لضمان الانتعاش الاقتصادي وتجنب حدوث ندوب طويلة الأجل في سوق العمل العالمية، قال رايدر إن العالم بحاجة ماسة إلى استراتيجية شاملة ومنسقة مدعومة بالعمل والتمويل. وأضاف أنه «لا يمكن أن يكون هناك انتعاش حقيقي دون استعادة الوظائف اللائقة».


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.