مسؤول إسرائيلي: فرصة لـ «صفقة» مع {حماس}... وننتظر عرضاً مصرياً

العقبة الكبرى متعلقة بتصنيف الأسرى المفرج عنهم وليس عددهم

روبرت مارديني المدير العام للصليب الأحمر الدولي في زيارة استطلاعية لغزة أمس (رويترز)
روبرت مارديني المدير العام للصليب الأحمر الدولي في زيارة استطلاعية لغزة أمس (رويترز)
TT

مسؤول إسرائيلي: فرصة لـ «صفقة» مع {حماس}... وننتظر عرضاً مصرياً

روبرت مارديني المدير العام للصليب الأحمر الدولي في زيارة استطلاعية لغزة أمس (رويترز)
روبرت مارديني المدير العام للصليب الأحمر الدولي في زيارة استطلاعية لغزة أمس (رويترز)

قال مسؤول إسرائيلي إن احتمال إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس، ارتفع، بانتظار أن تقدم مصر عرضا جديدا لعقد هذه الصفقة.
وأكد المسؤول الأمني الكبير لصحيفة يديعوت أحرنوت، أن إسرائيل تنتظر حاليا عرضا من قبل الوسطاء المصريين لصفقة من هذا القبيل، والتي يفترض أن تشمل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في إسرائيل مقابل إعادة جثامين الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدن، وتسليم أبرا منغيستو وهشام السيد اللذين تحتجزهما حماس في قطاع غزة. وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن المصريين مهتمون بإنجاز اتفاق، ويفهمون أنه دون حل قضية الأسرى والمفقودين، لن تكون هناك إعادة لأعمار قطاع غزة. وأضاف «في الوضع الحالي، المصريون مصممون للتوصل إلى صفقة، وهناك توقعات بوضع اقتراح على الطاولة في غضون الأيام القادمة. إسرائيل تقدر أن مصر ستمارس ضغوطات على حماس بإبداء مرونة بخصوص الملف، من أجل تحريك ملف إعادة إعمار قطاع غزة بدعم المجتمع الدولي».
وجاءت التصريحات الجديدة بعد يوم من تشكيك مسؤولين إسرائيليين في إمكانية دفع اتفاق إلى الأمام، باعتبار أنه لا توجد أي فرصة لموافقة إسرائيل على طلب قائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، بالإفراج عن 1111 أسيراً فلسطينياً مقابل الأسرى الإسرائيليين لدى حركته. وكان السنوار قد صرح بعد مباحثات مع وزير المخابرات المصرية عباس كامل، في قطاع غزة، أنه واثق من أن حركته ستنتزع صفقة تبادل مستحقة، مضيفا «سجلوا على لساني الرقم 1111 وستذكرون هذا الرقم جيدا».
وفسر كلام السنوار الذي شغل وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية ومواقع التواصل الاجتماعي، بأنه يريد الإفراج عن 1111 أسيرا فلسطينيا مقابل أسرى إسرائيل لدى حركته. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن مصر ستمارس ضغطا كبيرا من أجل تليين موقف حماس، لكن المشكلة قد لا تكون في العدد وإنما في طبيعة المفرج عنهم. وقال مصدر أمني إسرائيلي تعقيباً على الرقم 1111: «المشكلة ليست في عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، وإنما من هم. لن يفرج عن سجناء ملطخة أيديهم بالدماء (...) لن نفرج عن قتلة».
وفشلت جولات كثيرة سابقة في إحراز أي تقدم لإنجاز صفقة تبادل، في ظل أن إسرائيل لم تدفع الثمن المطلوب، وهو إطلاق سراح جميع الذين أعادت اعتقالهم بعد الإفراج عنهم ضمن الصفقة السابقة بين حماس وإسرائيل في عام 2011، وإطلاق سراح قادة أسرى ومؤبدات وأصحاب أحكام عاليه في الصفقة الحالية. وأشرفت مصر على المباحثات السابقة بين حماس وإسرائيل وتدخلت دول غربية أيضا في فترات متباعدة، مثل ألمانيا وسويسرا والنرويج، لكن عادت مصر لتضغط بعد الحرب الأخيرة من أجل صفقة تبادل، ضمن خطوات أخرى تشمل إعادة أعمار القطاع وتحقيق مصالحة داخلية، في محاولة للوصول إلى تهدئة شاملة تسمح بإطلاق مسار سياسي جديد.
وذكر تقرير يديعوت أن الدور المصري بالتوصل إلى وقف إطلاق نار، رفع رصيد القاهرة أمام الإدارة الأميركية التي باتت ترى أنها عامل أساسي في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن المصريين مصممون على التوصل إلى صفقة، وهناك توقعات بوضع اقتراح على الطاولة في غضون الأيام القادمة.
وفي الوقت الحالي، تصر حماس على فصل قضية الأسرى والمفقودين عن قضية إعمار غزة، والحديث عن الملفين في قنوات منفصلة، لكن في المقابل تعلن إسرائيل مجددا أنها لا توافق على الأمر، وتربط إعادة إعمار غزة بإعادة الأسرى والمفقودين (باستثناء المساعدات الإنسانية).
ويفترض أن يزور وفد إسرائيلي القاهرة قريبا لبحث ملف الجنود الأسرى لدى حركة حماس، كما سيطرح وزير الأمن بيني غانتس هذا الملف خلال زيارته الخاطفة إلى واشنطن، اليوم الخميس، مع نظيره الأميركي.
ويوجد في قطاع غزة 4 إسرائيليين لدى حماس، «شاؤول آرون» و«هادار جولدن» وقد أسرتهما حماس في الحرب التي اندلعت في صيف 2014. (تقول إسرائيل إنهم جثث ولا تعطي حماس أي معلومات حول وضعهم)، و«أبراهام منغستو» و«هاشم بدوي السيد» وهما يحملان الجنسية الإسرائيلية، الأول إثيوبي والثاني عربي، ودخلا إلى غزة بمحض إرادتيهما بعد حرب غزة في وقتين مختلفين.



اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
TT

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)

كشف تقرير أممي حديث عن أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 219 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، أغلب هذه الحالات تم تسجيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين استفاد أكثر من مليون شخص من خدمات توفير مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي المقدمة من الأمم المتحدة.

وأظهر تقرير مشترك صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة وكتلة المياه والصرف الصحي في اليمن، أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 219 ألف حالة اشتباه بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في معظم أنحاء البلاد خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) وحتى 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وكانت أغلب هذه الحالات في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتشكل ما نسبته أكثر من 80 في المائة من إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها.

الحوثيون يواصلون التكتم على أعداد المصابين بالكوليرا (إعلام محلي)

وطبقاً لهذه البيانات، احتلت محافظة حجة قائمة المحافظات اليمنية في معدل حالات الإصابة بالوباء، حيث سُجل فيها نحو 35 ألف حالة، تلتها محافظة الحديدة بنحو 24 ألف حالة، ثم محافظة عمران التي سجلت 19 ألف حالة إصابة، ومن بعدها محافظتا إب وذمار بنحو 16 ألف حالة في كل واحدة منهما.

كما سجلت محافظة تعز 15 ألف حالة إصابة مشتبه بها، والعاصمة المختطفة صنعاء ومحافظتا الضالع والبيضاء بواقع 14 ألف إصابة في كل واحدة منها، في حين سجلت محافظة ريف صنعاء أكثر من 12 ألف إصابة، وسجلت محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين 11 ألف إصابة، ومثل هذا العدد سُجل في محافظة المحويت الواقعة إلى الغرب من صنعاء، في حين سجلت بقية المحافظات 5 آلاف حالة.

وأظهر التقرير المشترك أن شركاء العمل الإنساني، وضمن جهود الاستجابة المشتركة لمواجهة تفشي وباء الكوليرا، تمكّنوا من الوصول إلى أكثر من مليون شخص بخدمات توفير المياه النظيفة والصرف الصحي ومستلزمات النظافة في 141 منطقة و128 موقعاً للنزوح الداخلي، منذ بداية العام.

شريان حياة

في تقرير آخر، أكد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أن الأحداث المناخية المتطرفة في اليمن خلقت عواقب مدمرة على المجتمعات الحضرية والريفية على حد سواء، وأن الطرق المقاومة للمناخ أصبحت شريان حياة للسكان، الذين يعانون بالفعل أزمة إنسانية مدمرة، حيث أدى مناخ البلاد شبه الجاف، إلى جانب الأحداث المناخية المتطرفة، إلى تفاقم نقاط الضعف القائمة.

وبيَّن المكتب أن تطوير البنية الأساسية المستدامة والمقاومة للمناخ والتي يمكنها تحمل الصدمات والضغوط المستقبلية بات أمراً ضرورياً لمعالجة الاحتياجات الهائلة للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد.

الفيضانات ضاعفت معاناة سكان الريف في اليمن ودمَّرت طرقات وممتلكات (الأمم المتحدة)

وأوضح التقرير أنه من خلال مشروعين ممولين من قِبل مؤسسة التنمية الدولية التابعة للبنك الدولي، استجاب للتحديات الملحة المتمثلة في الأحداث المناخية المتطرفة المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ في كل من المناطق الريفية والحضرية.

وذكر أن كثيراً من اليمنيين الذين يعتمدون على الزراعة في معيشتهم ومصدر غذائهم، أصبحوا أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك ندرة المياه وأنماط هطول الأمطار غير المتوقعة وتآكل التربة، كما أن الفيضانات يمكن أن تقطع المجتمعات الريفية عن الخدمات الأساسية وتجعل من الصعب على المزارعين نقل منتجاتهم إلى الأسواق.

ولأن هذا المزيج، بحسب مكتب مشاريع الأمم المتحدة، أدى إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد؛ فإن مكونات المشروع تستهدف إعادة تأهيل وتطوير 150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية، وبناء جسرين نموذجيين في مواقع استراتيجية ودعم صيانة 60 كيلومتراً من طرق الوصول إلى القرى و150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية من أجل ضمان الوصول الآمن والموثوق به إلى الأسواق والخدمات الاجتماعية والخدمات الأساسية للمجتمعات الريفية.

مشاريع الطرقات وفَّرت فرص عمل لعشرات الآلاف من اليمنيين (الأمم المتحدة)

ويركز المشروع على ترقية أسطح الطرق وتحسين الصرف واستخدام المواد الصديقة للمناخ، وإنشاء شبكة طرق يمكنها تحمُّل آثار تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام تقنيات تثبيت المنحدرات لمنع التآكل وحماية الطرق من الانهيارات الأرضية؛ مما يعزز مرونة البنية الأساسية الريفية.

ولتعزيز الاستدامة بشكل أكبر؛ يؤكد المكتب الأممي أنه يتم تنفيذ الأعمال من قِبل أكثر من 40 شركة محلية، وأن التدريب في بناء القدرات ونقل المعرفة ساعد حتى الآن في إيجاد نحو 400 ألف فرصة عمل، بما في ذلك 39 ألف فرصة للنساء.