سوريا.. 35 قتيلا في معارك بين حركة «حزم» و«النصرة»

سوريا.. 35 قتيلا في معارك بين حركة «حزم» و«النصرة»
TT

سوريا.. 35 قتيلا في معارك بين حركة «حزم» و«النصرة»

سوريا.. 35 قتيلا في معارك بين حركة «حزم» و«النصرة»

قتل 35 مقاتلا معظمهم من حركة حزم المعارضة في معارك مع جبهة النصرة في ريف حلب الغربي، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (السبت)، مشيرا إلى سيطرة المتطرفين على بعض مقار الحركة، بينها قاعدة عسكرية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «اندلعت مساء أمس اشتباكات عنيفة بين حركة حزم (فصيل عسكري مدعوم من الولايات المتحدة) وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في سوريا) في محيط الفوج 46 وبلدة الأتارب وفي المشتل وريف المهندسين ومنطقة ميزناز في الريف الغربي لمحافظة حلب»، ما تسبب بمقتل 29 مسلحا على الأقل من حركة حزم و6 من جبهة النصرة.
وذكر عبد الرحمن أن جبهة النصرة تمكنت من السيطرة على مقر الفوج 46 الذي كان تحت سيطرة حزم وعلى مقار أخرى للحركة في المشتل وريف المهندسين. وسحب مقاتلو حزم الذين تمكنوا من التراجع نحو الأتارب معهم عددا من الآليات، وأحرقوا أخرى منعا لوقوعها في أيدي النصرة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها الطرفان، فقد حصلت جولة معارك بينهما في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين في ريف إدلب، ساندت خلالها حركة حزم جبهة ثوار سوريا، وانتهت بسيطرة جبهة النصرة على المنطقة وطرد الفصائل المعارضة الأخرى منها.
ثم حصلت جولة أخرى في نهاية يناير (كانون الثاني) في ريف حلب الغربي وانتهت بسيطرة جبهة النصرة على قاعدة الشيخ سليمان العسكرية واستيلائها على كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات. وفي كل الجولات السابقة، تدخلت فصائل أخرى من المعارضة المسلحة لإيجاد تسويات ووقف القتال بين الطرفين.
وتلقى حركة حزم إجمالا دعما بين سكان الأتارب ومحيطها. وأصدر هؤلاء بيانا خلال الساعات الأخيرة دعوا فيه الطرفين إلى «عدم الاقتتال». واعتبر البيان أن «جبهة النصرة باغية في هجومها على الفوج 46 (قرب الأتارب) والمشتل قرب ميزناز ومزارع ريف المهندسين الثاني»، وطلبوا من قادتها وعناصرها «التوجه إلى جبهات القتال فورا ضد النظام النصيري والميلشيات الشيعية».
ويتبادل الطرفان الاتهامات بقتل وخطف عناصر من كل منهما على يد الطرف الآخر. ويتراجع أكثر فأكثر نفوذ المجموعات العسكرية المعارضة في مواجهة المتطرفين من جبهة النصرة وتنظيم داعش في سوريا، بسبب عدم حصول هذه المجموعات على التسليح والتجهيز الملائم، وبسبب انقساماتها وتعدد ولاءاتها الإقليمية وفشلها في إنشاء قيادة وهيكلية موحدة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.