دراسة: مخلفات عصر «كورونا» أفسدت الحياة البرية

عالم الأحياء هايمسترا من المركز الهولندي للتنوع البيولوجي الطبيعي (يمين) والباحثة رامبونيت من جامعة لايدن وأمامهما نفايات صحية جراء وباء «كورونا» (د.ب.أ)
عالم الأحياء هايمسترا من المركز الهولندي للتنوع البيولوجي الطبيعي (يمين) والباحثة رامبونيت من جامعة لايدن وأمامهما نفايات صحية جراء وباء «كورونا» (د.ب.أ)
TT

دراسة: مخلفات عصر «كورونا» أفسدت الحياة البرية

عالم الأحياء هايمسترا من المركز الهولندي للتنوع البيولوجي الطبيعي (يمين) والباحثة رامبونيت من جامعة لايدن وأمامهما نفايات صحية جراء وباء «كورونا» (د.ب.أ)
عالم الأحياء هايمسترا من المركز الهولندي للتنوع البيولوجي الطبيعي (يمين) والباحثة رامبونيت من جامعة لايدن وأمامهما نفايات صحية جراء وباء «كورونا» (د.ب.أ)

لطالما كان التخلص من القمامة يمثل مشكلة بيئية قبل تفشي وباء كورونا. ولكن على الرغم من أن هناك الكثير من الأشخاص الذين ظلوا داخل منازلهم خلال الفترة الأخيرة بسبب قرارات الإغلاق والقيود التي يتم فرضها لمكافحة تفشي فيروس كورونا، فإن المعركة القائمة ضد مرض «كوفيد 19-» لم تقلل بالضرورة من الضغط الذي تضعه نزعتنا الاستهلاكية على البيئة.
وقد وجد باحثون أن العناصر التي يتم استخدامها لحماية البشر من فيروس كورونا، يمكن أن تتسبب في نفوق الحيوانات البرية، وذلك بداية من كمامات الوجه التي تستخدم لمرة واحدة، ووصولا إلى القفازات البلاستيكية.
وقام فريق من «المركز الهولندي للتنوع البيولوجي الطبيعي» و«جامعة لايدن»، بإعداد مشروع يطلب من المواطنين أن يرسلوا إليهم صورا لحيوانات عالقة داخل قفازات أو كمامات أو غيرها من المعدات الواقية الأخرى، وذلك بعد ملاحظة وجود سمكة صغيرة عالقة داخل أصبع قفاز مصنوع من مادة اللاتيكس.

وتلقى الباحثون صورا وتقارير من العديد من الدول، من البرازيل وحتى ماليزيا، مما دفعهم إلى إطلاق تحذير من «موجة جديدة من القمامة»، ناجمة عن تفشي جائحة كورونا، قاموا بنشره ضمن النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت في مجلة «أنيمال بيولوجي جورنال» في مارس (آذار) الماضي.
وفقًا للدراسة، تتأثر الحيوانات الأليفة، وخاصة الكلاب، بموجة القمامة الجديدة التي خرجت في عصر الجائحة، وغالبًا ما يبتلع الحيوانات أقنعة الوجه، وهو ما يقع بالضرر عليها.
ولذلك يحذر مؤلفو الدراسة: «نشير إلى أن فضلات عصر كورونا تشكل تهديدًا جديدًا لحياة الحيوانات لأن المواد المصممة للحفاظ على سلامتنا تضر بالحيوانات من حولنا».
وأوصت الدراسة بإلقاء الأقنعة أو القفازات في أكياس قمامة محكمة الغلق، والتخلص منها في النفايات المتبقية.



«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
TT

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)

من خلال إجاباتها على أسئلة وجَّهها وزراء الحكومة والأكاديميون والطلاب حول تغيُّر المناخ، والقانون، وتعاطي المخدرات، وكذلك استفسارات الأطفال عن كيفية «ولادتها»، ووصفها بأنها «نسوية»؛ نجحت الروبوت الشهيرة عالمياً المعروفة باسم «صوفيا» في أسر قلوب الحضور ضمن معرض الابتكارات في زيمبابوي.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ «صوفيا» تتمتّع بقدرة على محاكاة تعابير الوجه، وإجراء محادثات شبيهة بالبشر مع الناس، والتعرُّف إلى إشاراتهم، مما يجعلها «أيقونة عالمية» للذكاء الاصطناعي، وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي جلبها إلى هذا البلد الواقع في جنوب أفريقيا؛ وقد صُنِّعت بواسطة شركة «هانسون روبوتيكس» في هونغ كونغ عام 2016، ومُنحت الجنسية السعودية في 2017، لتصبح أول روبوت في العالم يحمل جنسية.

هذه المرّة الأولى التي تستضيف فيها زيمبابوي روبوتاً من هذا النوع، فقد أبهرت «صوفيا» كبار السنّ والشباب في جامعة «زيمبابوي» بالعاصمة هراري، إذ حلَّت ضيفة خاصة في فعالية امتدّت لأسبوع حول الذكاء الاصطناعي والابتكار.

خلال الفعالية، ابتسمت «صوفيا» وعبست، واستخدمت إشارات اليد لتوضيح بعض النقاط، وأقامت اتصالاً بصرياً في عدد من التفاعلات الفردية، كما طمأنت الناس إلى أنّ الروبوتات ليست موجودة لإيذاء البشر أو للاستيلاء على أماكنهم.

لكنها كانت سريعة في التمييز بين نفسها والإنسان، عندما أصبحت المحادثات شخصيةً جداً، إذا قالت: «ليست لديّ مشاعر رومانسية تجاه البشر. هدفي هو التعلُّم»؛ رداً على مشاركين في الفعالية شبَّهوها بالنسخة البشرية من بعض زوجات أبنائهم في زيمبابوي اللواتي يُعرفن باستقلاليتهن الشديدة، وجرأتهن، وصراحتهن في المجتمع الذكوري إلى حد كبير.

لكنها اعتذرت عندما نبَّهها أحدهم إلى أنها تجنَّبت النظر إليه، وبدت «صوفيا» أيضاً صبورة عندما تجمَّع حولها الكبار والصغار لالتقاط الصور، وأخذوا يمطرونها بكثير من الأسئلة.

والجمعة، آخر يوم لها في الفعالية، أظهرت ذوقها في الأزياء، وأعربت عن تقديرها لارتداء الزيّ الوطني للبلاد؛ وهو فستان أسود طويل مفتوح من الأمام ومزيَّن بخطوط متعرّجة بالأحمر والأخضر والأبيض. وقالت: «أقدّر الجهد المبذول لجَعْلي أشعر كأنني في وطني بزيمبابوي»، وقد سبق أن زارت القارة السمراء، تحديداً مصر وجنوب أفريقيا ورواندا.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه يأمل أن تُلهم مشاركة «صوفيا» في الفعالية شباب زيمبابوي «لاكتشاف مسارات مهنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».