الكويت تجدد دعمها إقامة دولة فلسطينية

رئيس الوزراء الفلسطيني التقى الأمير ورئيسي الحكومة والبرلمان

أمير الكويت لدى استقباله رئيس الوزراء الفلسطيني أمس (كونا)
أمير الكويت لدى استقباله رئيس الوزراء الفلسطيني أمس (كونا)
TT

الكويت تجدد دعمها إقامة دولة فلسطينية

أمير الكويت لدى استقباله رئيس الوزراء الفلسطيني أمس (كونا)
أمير الكويت لدى استقباله رئيس الوزراء الفلسطيني أمس (كونا)

أكد أمیر الكويت الشیخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمس، موقف دولة الكویت الثابت والمساند للقضیة الفلسطینیة. وخلال لقائه أمس في قصر بیان رئیس الوزراء الفلسطیني محمد إبراهیم أشتیة الذي يقوم بزيارة للكويت، أكد الشيخ نواف الأحمد موقف بلاده «الثابت والمساند للقضیة الفلسطینیة العادلة والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطیني الشقیق سعیاً لتحقیق ما یتطلع إلیه من إقامة دولة فلسطین المستقلة، عاصمتها القدس الشرقیة، وفقاً لقرارات الشرعیة الدولیة ومبادرة السلام العربیة».
وقالت وكالة الأنباء الكويتية، إن أمير البلاد، جدّد التأكید على أن القضیة الفلسطینیة كانت ولا تزال قضیة دولة الكویت الأولى وذات مكانة مركزیة في عالمنا العربي والإسلامي، متمنیاً للشعب الفلسطیني الأمن والسلام. ونقلت الوكالة عن رئیس الوزراء الفلسطیني، «شكره واعتزازه» للأمير، ولجهود الكویت ودعمها اللامحدود للقضیة الفلسطینیة ومناصرة الشعب الفلسطیني لتحقیق كل ما یتطلع إلیه من أهداف. وكان رئيس الوزراء الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، قد عقد أمس في قصر بیان، جلسة مباحثات رسمیة مع رئیس الوزراء الفلسطیني محمد أشتیة. وقالت الوكالة إن المباحثات «جرت في أجواء ودیة عكست عمق العلاقات الثنائیة التاریخیة بین البلدین والروابط الأخویة المتینة بین الشعبین الشقیقین». وتبادل الجانبان الرؤى ووجهات النظر تجاه القضایا الإقلیمیة، ورغبة البلدین في تعزیز التشاور المستمر والتنسیق الدائم، دعماً للجهود الدبلوماسیة المبذولة لتحقیق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد رئیس الوزراء الكويتي، في تصریح صحافي عقب جلسة المباحثات «التزام دولة الكویت بموقفها المبدئي والثابت تجاه القضیة الفلسطینیة ودعمها لحق الشعب الفلسطیني الشقیق المشروع في إقامة دولته المستقلة عاصمتها القدس الشرقیة، وفقاً لقرارات الشرعیة الدولیة ومبادرة السلام العربیة». وشدد على ضرورة تضافر الجهود العربیة والدولیة لاستئناف عملیة السلام في الشرق الأوسط، وضمان عدم تكرار الإنتهاكات المتكررة لسلطات الاحتلال الإسرائیلي، «وإنهاء عملیات العنف ضد الشعب الفلسطیني الشقیق وصولاً إلى تحقیق السلام والاستقرار المنشودین».
كما التقى رئيس الوزراء الفلسطيني، رئيس مجلس الأمة الكويتي «البرلمان» مرزوق الغانم، الذي شدد خلال اللقاء، على «أن الموقف البرلماني الشعبي تجاه القضیة الفلسطینیة، امتداد لموقف الكویت الرسمي المبدئي من القضیة». وأكد الغانم على الموقف البرلماني الكویتي «الصلب»، في دعم صمود ونضال الشعب الفلسطیني وعدالة قضیته، لافتاً إلى أن صمود الشعب الفلسطیني وتكاتف أبنائه أسهما في فضح ممارسات الاحتلال أمام الرأي العالمي أجمع.
من جانبه أثنى رئیس مجلس الوزراء الفلسطیني على مواقف دولة الكویت الرسمیة والشعبیة من قضیة الشعب الفلسطیني، مثمناً الدعم الكویتي تاریخیاً للقضیة الفلسطینیة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.