الطلب المكبوت يعزز الصناعة الأميركية... والخامات والعمالة يقيّدان الإنتاج

الأسهم قرب ذُرى قياسية

فتحت الأسواق الأميركية على ارتفاع أمس مع موجة تفاؤل بالتعافي الاقتصادي (أ.ب)
فتحت الأسواق الأميركية على ارتفاع أمس مع موجة تفاؤل بالتعافي الاقتصادي (أ.ب)
TT
20

الطلب المكبوت يعزز الصناعة الأميركية... والخامات والعمالة يقيّدان الإنتاج

فتحت الأسواق الأميركية على ارتفاع أمس مع موجة تفاؤل بالتعافي الاقتصادي (أ.ب)
فتحت الأسواق الأميركية على ارتفاع أمس مع موجة تفاؤل بالتعافي الاقتصادي (أ.ب)

ارتفع نشاط قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة في مايو (أيار) الماضي، إذ عزز طلب مكبوت وسط إعادة فتح الاقتصاد طلبيات الشراء، لكن الإنتاج يقيده نقص في المواد الخام والعمالة.
وقال معهد إدارة المعروض أمس (الثلاثاء)، إن مؤشره لنشاط المصانع في أكبر اقتصاد في العالم زاد إلى قراءة عند 61.2 نقطة الشهر الماضي، من 60.7 نقطة في أبريل (نيسان). وتشير قراءة فوق 50 إلى نمو لقطاع الصناعات التحويلية الذي يشكل 11.9% من الاقتصاد الأميركي. وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا أن يرتفع المؤشر إلى 60.9 نقطة في مايو.
وقفز المؤشر الفرعي لطلبيات الشراء الجديدة إلى قراءة عند 67.0 من 64.3 نقطة في أبريل. لكنّ الإنتاج يكبحه نقص في العمالة مع هبوط المؤشر الفرعي للتوظيف بالمصانع إلى أدنى مستوى في ستة أشهر في مايو. ويوجد شح في العمالة على الرغم من أن نحو عشرة ملايين أميركي هم رسمياً عاطلون عن العمل.
ورغم تباين التقييم، غلب التفاؤل على الأسواق وفتحت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية مرتفعة، في مستهلّ تعاملات أسبوع مزدحم بالبيانات الاقتصادية المتوقع أن تلقي مزيداً من الضوء على مسار التضخم.
وارتفع المؤشر «داو جونز الصناعي» 54.7 نقطة بما يعادل 0.16% ليصل إلى 34584.19 نقطة، وزاد المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 12.4 نقطة أو 0.30% مسجلاً 4216.52 نقطة، وصعد المؤشر «ناسداك المجمع» 80.3 نقطة أو 0.58% إلى 13829.055 نقطة.
وفي أوروبا، ارتفعت الأسهم، إذ قادت الأسهم المرتبطة بالسلع الأولية المكاسب بدعم زيادة أسعار المعادن والنفط. وصعد المؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية 0.5% في أولى جلسات التداول في يونيو (حزيران)، ليحوم حول أعلى مستوياته على الإطلاق الذي بلغه الأسبوع الماضي. وارتفع المؤشر «فاينانشيال تايمز 100» البريطاني 0.4% بعد عطلة أول من أمس.
وزادت أسهم شركات التعدين ومن بينها «أنغلو أميركان» و«بي إتش بي غروب» و«غلينكور» بأكثر من 2%، وكانت الداعم الرئيسي للمؤشر «ستوكس 600» مع ارتفاع أسعار النحاس والمعادن الأخرى.
وارتفعت أسهم شركات التعدين الكبرى «بي بي» و«رويال داتش شل» و«توتال» بعدما تجاوزت العقود الآجلة لخام برنت 70 دولاراً، ليجري تداولها عند أعلى مستوى منذ مارس (آذار) بفضل التفاؤل حيال مستقبل الطلب على الوقود. وأظهرت مسوح في وقت سابق أن نشاط المصانع في آسيا نما في مايو بفضل التعافي الحالي للطلب العالمي.
آسيوياً، أغلق المؤشر الرئيسي للأسهم اليابانية على هبوط طفيف، لكنّ الخسائر حدّت منها آمال في عودة الاقتصاد المحلي لنشاطه الطبيعي في ظل تزايد نشاط التطعيم باللقاحات رغم التأخير.
وانخفض المؤشر «نيكي» 0.16% ليغلق على 28814.34 نقطة، بينما زاد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.17% إلى 1926.18 نقطة.
ومن جانب آخر، ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في قرابة خمسة أشهر، مدعومةً بانخفاض الدولار وتنامي الضغوط التضخمية. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1910.24 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 05:04 بتوقيت غرينتش. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 1913 دولاراً.
وقالت مارغريت يانغ، المحللة لدى «ديلي إف إكس»: «أسعار الذهب تمضي في اتجاه صعوديّ قويّ جداً... هذا على خلفية انخفاض الدولار الأميركي وأيضاً مخاوف التضخم. ربما يكون العامل الأساسي الآخر الداعم للذهب هو عودة المشترين الصينيين والهنود. على المدى القريب... إذا تمكن الذهب من اختراق حاجز 1922 دولاراً للأوقية، فيمكن أن يفتح المجال لمزيد من احتمالات الصعود».


مقالات ذات صلة

ما الذي يجعل غرينلاند «جائزة استراتيجية» وسط تصاعد التوترات؟

العالم صورة تظهر المنازل المغطاة بالثلوج في نوك بجزيرة غرينلاند 7 مارس 2025 (أ.ب) play-circle

ما الذي يجعل غرينلاند «جائزة استراتيجية» وسط تصاعد التوترات؟

أدت التوترات الدولية المتزايدة والاحتباس الحراري والاقتصاد العالمي المتغير إلى وضع غرينلاند في قلب المناقشة حول التجارة والأمن العالميين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

انخفاض عائدات سندات الخزانة الأميركية مع ازدياد المخاوف من الركود

انخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية الاثنين بعد تعليقات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد التي أثارت مخاوف بشأن الركود الوشيك في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت يتحدث بجانب الرئيس ترمب في المكتب البيضاوي 7 مارس 2025 (رويترز)

مستشار ترمب الاقتصادي يتوقع زوال عدم اليقين التجاري قريباً

صرّح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت الاثنين بأنه يتوقع انقشاع حالة عدم اليقين المرتبطة بسياسات الرئيس دونالد ترمب التجارية بحلول أوائل أبريل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد وزير الطاقة الأميركي يحيي العمال في منشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة «فانتشر غلوبال» في بلاكيمينز (أ.ب)

وزير الطاقة الأميركي: النفط الصخري قادر على الحفر حتى عند انخفاض الأسعار

قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت إن قطاع النفط الصخري قادر على الوفاء بتعهد ترمب بـ«الحفر، يا عزيزي الحفر» وزيادة إنتاج النفط حتى لو انخفضت الأسعار.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية المخطط لها.


الإمارات تعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
TT
20

الإمارات تعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)

اعتمد مجلس الوزراء الإماراتي، برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تهدف إلى تعزيز مكانة البلاد بصفتها مركزاً عالمياً لجذب الاستثمارات الأجنبية.

وتركز الاستراتيجية على خمسة قطاعات رئيسية: الصناعة، والخدمات المالية، والنقل والخدمات اللوجيستية، والطاقة المتجددة والمياه والاتصالات وتقنية المعلومات، مع دعمها بالاستثمارات في البنية التحتية.

وتتضمن الاستراتيجية 12 برنامجاً وطنياً و30 مبادرة، وتهدف إلى رفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم (30.4 مليار دولار) في عام 2023 إلى 240 مليار درهم (65.3 مليار دولار) في عام 2031، وزيادة مخزون الاستثمار الأجنبي في الدولة إلى 2.2 تريليون درهم (598.9 مليار دولار) خلال السنوات الست المقبلة، مع تعزيز مساهمة الاستثمار الأجنبي في الناتج المحلي الإجمالي لتتجاوز 8 في المائة.

وتشمل القطاعات الفرعية المستهدفة الصناعات التصديرية، الأغذية والتقنيات الزراعية، والمستحضرات الدوائية، وأشباه الموصلات، وإدارة الأصول، والتخزين والخدمات اللوجيستية، وإنتاج الطاقة والمياه، والاقتصاد الدائري والهيدروجين، إضافة إلى معالجة البيانات والخدمات التقنية المتقدمة.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «ترأست اليوم اجتماعاً لمجلس الوزراء بقصر الوطن بأبوظبي... أقررنا في بدايته استراتيجيتنا الوطنية للاستثمار خلال السنوات الست المقبلة؛ الهدف سيكون رفع المعدل السنوي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم (30.4 مليار دولار) في 2023 إلى 240 مليار درهم (65.3 مليار دولار) في 2031، ورفع مخزون الاستثمار الأجنبي في الدولة من 800 مليار درهم (217.8 مليار دولار) إلى 2.2 تريليون درهم (598.9 مليار دولار) خلال السنوات الست المقبلة».

وأضاف: «ستركز الاستراتيجية على قطاعات الصناعة، والخدمات اللوجيستية، والخدمات المالية، والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات... الإمارات مستمرة في تطوير الاقتصاد، وفتح الأسواق، وجذب الاستثمارات، وخلق أفضل بيئة للأعمال عالمياً».

وبحسب ما نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام)، استعرض المجلس نتائج الشراكات الاقتصادية مع الدول الأفريقية، التي أسفرت عن ارتفاع حجم التجارة مع دول جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 87 في المائة خلال خمس سنوات، إلى 235 مليار درهم (63.9 مليار دولار).

كما أقرَّ المجلس 28 اتفاقية دولية، بما في ذلك اتفاقيات اقتصادية مع ماليزيا ونيوزيلندا وكينيا، إضافة إلى اتفاقيات أمنية ولوجيستية لتعزيز التعاون مع مختلف دول العالم.

ووافق المجلس على مراجعة الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي، التي تهدف إلى رفع مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7 في المائة إلى 19.4 في المائة. كما أطلق برنامج التحول التكنولوجي الصناعي لتعزيز التحول الرقمي في القطاع الصناعي، مع تقديم حوافز لتعزيز القدرة التنافسية للصناعات الإماراتية على المستوى العالمي.

وأقرَّ المجلس سياسة وطنية لمكافحة المخاطر الصحية لضمان الجاهزية لأي طارئ صحي، واعتمد اللائحة التنفيذية للتبرع وزراعة الأعضاء البشرية، حيث ارتفع عدد عمليات زراعة الأعضاء في الدولة بنسبة 30 في المائة خلال العام الماضي. كما تم تعزيز منظومة الدعم الاجتماعي، حيث زادت مخصصات الدعم بنسبة 29 في المائة، مع ارتفاع عدد المستفيدين بنسبة 37 في المائة، وتوظيف أكثر من 3200 مستفيد في سوق العمل.

وأقرَّ المجلس في اجتماعه الأخير نظام العمل عن بعد من خارج الدولة في الحكومة الاتحادية، وأصدر تشريعات عدة تشمل حماية الأصناف النباتية الجديدة، ومكافحة الغش التجاري والصحة النفسية. كما وافق على إعادة تشكيل مجلس الإمارات للبحث والتطوير، برئاسة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان؛ لتعزيز الابتكار والشراكات البحثية بين القطاعين الحكومي والخاص.

استضافة مؤتمرات عالمية

ووافقت الحكومة على استضافة مؤتمر الاتصال الدولي (غلوبكوم) 2025، واجتماعات مجموعة عمل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمجموعة «بريكس»، والملتقى التاسع لكليات التربية بدول مجلس التعاون الخليجي.