جزء ثالث من «موسوعة تاريخ السينما المصرية»

تقيم في أميركا
تقيم في أميركا
TT

جزء ثالث من «موسوعة تاريخ السينما المصرية»

تقيم في أميركا
تقيم في أميركا

تتناول «موسوعة تاريخ السينما في مصر»، التي صدر الجزء الثالث منها مؤخراً، خمسين عاماً من مسيرة الفن السابع التي بدأت في مصر عام 1896، وهو العام الذي شهد أول عرض سينمائي في القاهرة والإسكندرية على يد الأخوين أوغست‏ ولويس لوميير، ‏وهما مهندسان فرنسيان لعبا دوراً رئيسياً في تاريخ السينما المصرية والعالمية.
الموسوعة تأليف الناقد السينمائي والمؤرخ أحمد الحضري، وقامت بطباعة أجزائها الثلاثة هيئة الكتاب المصرية بالاشتراك مع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية، ويركز هذا الجزء على الفترة من 1941 وحتى نهاية 1945، ويضم معلومات وثائقية عن 112 فيلماً روائياً طويلاً، قدم منها المخرج إبراهيم لاما 9 أفلام، وأحمد بدرخان عشرة أفلام، وتوجو مزراحي أحد عشر فيلماً، وكمال سليم تسعة أفلام، ونيازي مصطفى اثني عشر فيلماً، بينها فيلم «سي عمر» بطولة نجيب الريحاني، وهو واحد من الأفلام التي تم اختيارها ضمن قائمة أهم مائة فيلم في السينما المصرية.
ويؤرخ الحضري في الموسوعة لعدد من الأفلام التي قام بإخراجها ممثلون من مشاهير السينما المصرية، كان بينهم الفنان إستيفان روستي وقدم ثلاثة أفلام، ويوسف وهبي ونصيبه 11 فيلماً، أما أنور وجدي، فله فيلم واحد هو «ليلى بنت الفقراء». وتتضمن الموسوعة 14عملاً من الأفلام التسجيلية، منها فيلم يتناول رحلة الملك السابق فاروق لإحدى المدن المصرية، وهو فيلم إخباري تم تصويره عام 1943، كما تتضمن القائمة فيلمي رسوم متحركة هما «دقدق» و«عزيزة ويونس»، وفيلماً حول صناعة السكر في مصر، فضلاً عن فيلم غنائي تلحين محمد الكحلاوي، وتم عرضه بسينما أوليمبيا مع فيلم «سي عمر» في برنامج واحد عام 1941، أما فيلم «سيمفونية القاهرة» فيصور عادة المصريين حين يغنون وينادون على بضائعهم، ويلفتون بإيقاعات نغمية أنظار المارة.
ويوثق الجزء الثالث من الموسوعة لكل فيلم بداية من تاريخ إنتاجه، واسم الشركة التي قدمته، واسم المخرج وأبطال العمل من الممثلين، ثم يضع ملخصاً لقصة الفيلم، وصاحبها وكاتب السيناريو والحوار، فضلاً عن أسماء الملحنين ومؤلفي الأغاني والمطربين الذين شاركوا في الأحداث.
وقسم مؤلف الموسوعة الجزء الثالث لخمس سنوات، مُعتبراً كلاً منها فصلاً منفصلاً عن سواه، وخصصه للأفلام التي تم إنتاجها فيه، كما نقل خلال توثيقه لكل فيلم المعلومات التي أوردها عنه والتي اعتمد فيها على وثائق دار الكتب المصرية، وما بها من صحف ومجلات وكتب صدرت عن السينما المصرية في تلك المرحلة، كما استعان بما كتبه النقاد والصحافيون عن كل فيلم بعد عرضه في دور السينما وقتها، وذلك دون أي تغييرات تذكر، حتى يقدم صورة صادقة من الصحافة الفنية في تلك الأيام.
وفي الجزء الأول من الموسوعة، وخصصه الحضري للسنوات من 1896 وحتى عام 1930، وتحدث خلاله عن الأحداث الهامة التي تلت عرض الأخوين لوميير في القاهرة والإسكندرية، وأول تصوير سينمائي في مصر عام 1907، وظهور أول ممثل مصري وهو محمد كريم عام 1918، وبزوغ نجم فوزي الجزايرلي وفرقته بعده بعام، ثم فرقة علي الكسار في العام التالي، وإنتاج أول فيلم روائي صامت طويل هو «بلاد توت عنخ آمون» عام 1923، ثم فيلم «ليلى» الذي شاهده الجمهور في مصر عام 1927.
أما الجزء الثاني فقد تضمن الأفلام السينمائية التي ظهرت في الفترة من 1931 وحتى 1940، وفي هذا الجزء لم يتوقف الحضري عن حدود الكتابة عن قصص الأفلام والمشاركين فيها، بل تابع خلالها الأحداث التي أحاطت بأفلام تلك المرحلة، وشهدت ظهور أول فيلم روائي ناطق بعنوان «بنت ذوات»، عام 1932، وفيلم «الوردة البيضاء» الذي قام ببطولته الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكان أول بداية سينمائية له، وتم عرضه عام 1933.
وتحدث الحضري خلال الجزء الثاني عن وضع حجر الأساس لإستوديو مصر عام 1934، وفيلم «وداد» وهو أول عمل سينمائي يتم تصويره فيه عام 1935.



«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
TT

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، بدولة قطر، مساء الثلاثاء، الفائزين في فئات الدورة العاشرة، وذلك خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير البلاد، وشخصيات بارزة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية، ونخبة من الباحثين والعاملين بمجال الترجمة.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربياً وعالمياً في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

الشيخ ثاني بن حمد لدى حضوره حفل تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب، ويبلغ مجمل قيمة الجائزة في مختلف فئاتها مليوني دولار أميركي.

وقال الدكتور حسن النعمة، أمين عام الجائزة، إنها «تساهم في تعزيز قيم إنسانية حضارةً وأدباً وعلماً وفناً، اقتداءً بأسلافنا الذي أسهموا في بناء هذه الحضارة وسطروا لنا في أسفار تاريخها أمجاداً ما زلنا نحن اليوم الأبناء نحتفل بل ونتيه مفتخرين بذلك الإسهام الحضاري العربي في التراث الإنساني العالمي».

وأشاد النعمة بالكتاب والعلماء الذين ترجموا وأسهموا في إنجاز هذه الجائزة، وبجهود القائمين عليها «الذين دأبوا على إنجاحها وإخراجها لنا في كل عام لتكون بهجة ومسرة لنا وهدية من هدايا الفكر التي نحن بها حريُّون بأن نرى عالمنا أجمل وأسعد وأبهج وأرقى».

الدكتور حسن النعمة أمين عام الجائزة (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، أعربت المترجمة والأكاديمية، ستيفاني دوغول، في كلمة نيابة عن الضيوف وممثلة للمترجمين، عن شكرها لجهود دولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة في تكريم المترجمين والمثقفين من كل أنحاء العالم، موجهة التحية لجميع الفائزين، وللغة العربية.

يشار إلى أنه في عام 2024، توصلت الجائزة بمشاركات من 35 دولة حول العالم، تمثل أفراداً ومؤسسات معنية بالترجمة، من بينها 17 دولة عربية. وقد اختيرت اللغة الفرنسية لغة رئيسية ثانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، بينما اختيرت الهنغارية والبلوشية والتترية واليوربا في فئة اللغات القليلة الانتشار.

الفائزون بالدورة العاشرة

وفاز بالجائزة هذا العام «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية»، في المركز الثاني رانية سماره عن ترجمة كتاب «نجمة البحر» لإلياس خوري، والثالث إلياس أمْحَرار عن ترجمة كتاب «نكت المحصول في علم الأصول» لأبي بكر ابن العربي، والثالث (مكرر): ستيفاني دوغول عن ترجمة كتاب «سمّ في الهواء» لجبور دويهي.

وعن «فئة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية»، فاز بالمركز الثاني الحُسين بَنُو هاشم عن ترجمة كتاب «الإمبراطورية الخَطابية» لشاييم بيرلمان، والثاني (مكرر) محمد آيت حنا عن ترجمة كتاب «كونت مونت كريستو» لألكسندر دوما، والثالث زياد السيد محمد فروح عن ترجمة كتاب «في نظم القرآن، قراءة في نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي» لميشيل كويبرس، والثالث (مكرر): لينا بدر عن ترجمة كتاب «صحراء» لجان ماري غوستاف لوكليزيو.

من ندوة «الترجمة من اللغة العربية وإليها... واقع وآفاق» (الشرق الأوسط)

أما (الجائزة التشجيعية)، فحصل عليها: عبد الواحد العلمي عن ترجمة كتاب «نبي الإسلام» لمحمد حميد الله. بينما فاز في «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية»، حصلت على المركز الثالث: طاهرة قطب الدين عن ترجمة كتاب «نهج البلاغة» للشريف الرضي. وذهبت الجائزة التشجيعية إلى إميلي درومستا (EMILY DRUMSTA) عن ترجمة المجموعة الشعرية «ثورة على الشمس» لنازك الملائكة.

وفي (فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية) حصل على المركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة كتاب «دليل أكسفورد للدراسات القرآنية» من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه، والثاني (مكرر): علاء مصري النهر عن ترجمة كتاب «صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس» لستانلي لين بول.

وفي «فئة الإنجاز»، في قسم اللغة الفرنسية: (مؤسسة البراق)، و(دار الكتاب الجديد المتحدة)، و«في قسم اللغة الإنجليزية»: (مركز نهوض للدراسات والبحوث)، و(تشارلز بترورث (Charles E. Butterworth)، وفي لغة اليورُبا: شرف الدين باديبو راجي، ومشهود محمود جمبا. وفي «اللغة التترية»: جامعة قازان الإسلامية، و«في قسم اللغة البلوشية»: دار الضامران للنشر، و«في اللغة الهنغارية»: جامعة أوتفوش لوراند، وهيئة مسلمي المجر، وعبد الله عبد العاطي عبد السلام محمد النجار، ونافع معلا.

من ندوة «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة» (الشرق الأوسط)

عقدٌ من الإنجاز

وعقدت الجائزة في الذكرى العاشرة لتأسيسها ندوة ثقافية وفكرية، جمعت نخبة من أهم العاملين في مجال الترجمة والمثاقفة من اللغة العربية وإليها، تتناول الندوة في (الجلسة الأولى): «الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق»، بينما تتناول (الجلسة الثانية): «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور».

وخلال مشوارها في عشر سنوات، كرّمت الجائزة مئات العاملين في الترجمة من الأفراد والمؤسسات، في نحو 50 بلداً، لتفتح بذلك آفاقاً واسعة لالتقاء الثقافات، عبر التشجيع على الاهتمام بالترجمة والتعريب، ولتصبح الأكبر عالمياً في الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث اهتمت بها أكثر من 40 لغة، كما بلغت القيمة الإجمالية السنوية لمجموع جوائزها مليوني دولار.

ومنذ تأسيسها، كرمت الجائزة 27 مؤسسة ودار نشر من المؤسسات التي لها دور مهم في الترجمة، و157 مترجماً و30 مترجمة، حيث فاز كثيرون من مختلف اللغات الحية عبر العالم. حتى اللغات التي يتحدث بها بضعة ملايين بلغتها الجائزة وكرمت رواد الترجمة فيها من العربية وإليها. أما اللغات الكبرى في العالم فكان لها نصيب وافر من التكريم، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألانية والصينية والكورية واليابانية والتركية والفارسية والروسية.

وشملت الجائزة كذلك ميادين القواميس والمعاجم والجوائز التشجيعية للمترجمين الشباب وللمؤسسات الناشئة ذات الجهد الترجمي، وغطت مجالات الترجمة شتى التخصصات الإنسانية كاللغوية والتاريخية والدينية والأدبية والاجتماعية والجغرافية.

وتتوزع فئاتها على فئتين: «الكتب المفردة»، و«الإنجاز»، تختص الأولى بالترجمات الفردية، سواء من اللغة العربية أو إليها، وذلك ضمن اللغات الرئيسية المنصوص عليها في هذه الفئة. وتقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه، ويمكن أيضاً ترشيح الترجمات من قبل الأفراد أو المؤسسات.

أما الثانية فتختص بتكريم الجهود الطويلة الأمد المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، في عدة لغات مختارة كل عام، وتُمنح الجائزة بناء على عدد من الأعمال المنجزة والمساهمة في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي.