ألمانيا تشدد إجراءات مكافحة الاحتيال في اختبارات «كوفيد ـ 19»

ألمانيا تشدد إجراءات مكافحة الاحتيال في اختبارات «كوفيد ـ 19»
TT

ألمانيا تشدد إجراءات مكافحة الاحتيال في اختبارات «كوفيد ـ 19»

ألمانيا تشدد إجراءات مكافحة الاحتيال في اختبارات «كوفيد ـ 19»

على خلفية الاشتباه في جرائم احتيال تتعلق بفواتير اختبارات الكشف عن الإصابة بـ«كورونا»، يخطط وزراء الصحة الألمان على المستوى الاتحادي والولايات لتشديد قواعد تحصيل تكاليف الاختبارات من أموال الدولة. وعلمت وكالة الأنباء الألمانية من مصادر مشاركة في مشاورات وزراء الصحة، أمس (الاثنين)، أنه سيُجرى لذلك دراسة وضع قواعد جديدة للائحة الاختبارات خلال فترة قصيرة.
وبحسب البيانات، من المقرر عقد مشاورات مع اتحادات معنية بشؤون المحليات لبحث كيفية جعل الاحتيال أكثر صعوبة، على سبيل المثال، عن طريق قيام اتحادات التأمين الصحي بمقارنة التكاليف المادية لعدد مجموعات الاختبار بالاختبارات التي تم إصدار فواتير بها. وقد يتعين على مراكز الاختبار تزويد اتحادات التأمين الصحي برقم التعريف الضريبي الخاص بها، بحيث يمكن للسلطات الضريبية مقارنة الاختبارات التي تم إصدار فواتير بها مع المبيعات المذكورة في الملفات الضريبية.
وقد يُطلب من المراكز تقديم تأكيد كتابي لسلطات الصحة بأنها تقوم بإجراء الاختبارات على النحو الذي ينص عليه القانون. وذكرت مصادر من المشاركين أنه تم التأكيد أيضاً على النجاح في إنشاء بنية تحتية على نحو سريع لمراكز الاختبارات بمشاركة العديد من مقدمي الخدمات ذوي السمعة الطيبة. وبحسب البيانات، تم بالفعل فحص مراكز للاختبار وإغلاق بعضها بسبب مخالفات. وأكد المشاركون أن إساءة استخدام عروض الاختبارات أمر غير مقبول.
وبدأ مكتب المدعي العام للجرائم الاقتصادية في مدينة بوخوم الألمانية تحقيقات بشأن الاشتباه في التحايل في فواتير اختبارات فيروس «كورونا» للمواطنين. وأكد متحدث باسم الادعاء العام، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، في دوسلدورفي، أنه يجري التحقيق مع مسؤولين اثنين عن شركة مقرها في بوخوم، وتدير مراكز اختبار في عدة مواقع. وتأتي التحقيقات على خلفية تقرير استقصائي أجرته إذاعتا شمال وغرب ألمانيا وصحيفة «زود دويتشه تسايتونج».
وبحسب بيانات الادعاء العام، تم بالفعل تفتيش مبانٍ تجارية ومنازل خاصة في منطقة الرور. كما تمت مصادرة الوثائق. ولم يرغب الادعاء العام في الكشف عن اسم الشركة المشبوهة.
ويتم العمل بلائحة اختبار كورونا للمواطنين، التي وضعتها الحكومة الألمانية، منذ مارس (آذار) الماضي. وفي أبريل (نيسان) الماضي، قامت اتحادات أطباء التأمين الصحي القانوني (KV) بتسوية التكاليف مع مكتب الضمان الاجتماعي الاتحادي لأول مرة. وتتلقى مراكز الاختبار 18 يورو عن كل اختبار. وحوّل مكتب الضمان الاجتماعي ما مجموعه 660 مليون يورو خلال هذا الشهر والشهر الماضي لمراكز الاختبار.
ووفقاً للبحث الاستقصائي الإعلامي، يوجد بالنظام فجوة تسمح بالاحتيال في الفواتير تتمثل في عدم وجود رقابة عليها. وأظهرت عينات عشوائية في موقع اختبار واحد في كولونيا أنه بدلاً من تحرير فواتير لـ70 اختباراً تم إجراؤها بالفعل، تم احتسابها على أنها ألف اختبار. وأظهرت عينات أخرى عمليات احتيال مماثلة في إيسن ومونستر.
على صعيد آخر، أعلنت وزيرة التعليم الألمانية، انيا كارليتسك، أن الحكومة الاتحادية ستدعم تركيب فلاتر هواء داخل قاعات الدرس للتلاميذ الصغار. وأوضحت السياسية المنتمية إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، أمس (الاثنين)، أن هذه الفلاتر ستكون مركبة بشكل ثابت في قاعات الدرس للتلاميذ الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً وهي الشريحة العمرية التي لا يمكن تطعيمها بعد ضد كورونا.
وأضافت كارليتسك: «وهكذا فإننا سندعم الولايات أو بالأحرى البلديات، بحيث تتمكن من القيام بالتركيبات الثابتة خلال الصيف». يذكر أن الحكومة الاتحادية تدعم بالفعل تركيب فلاتر هواء في القاعات العامة والمسارح والمتاحف والمسارح المدرسية أيضاً. وتعمل وزارة الاقتصاد المختصة في الوقت الراهن على استكمال التوجيه الحالي الخاص بالدعم، بحيث يتم توسيع نطاقه ليشمل قاعات الدرس الخاصة بالتلاميذ الصغار أيضاً.
كما يوجد في الولايات برامج دعم خاصة بها لتركيب مرشحات الهواء. وفي إشارة إلى العام الدراسي المقبل، قالت كارليتسك: «كلما قلت حالات العدوى، وكلما قلت الإصابات لدينا، كان من الأسهل أن نعود إلى العمل بنظام التشغيل العادي عندما نبدأ الدراسة بعد الصيف».


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.