قالت الممثلة نهلة داوود إنها عندما اطلعت على طبيعة دورها في مسلسل «راحوا» أُعجبت به كثيراً، لا سيما أنه يبتعد عن أدوار سابقة قدمتها حول المرأة المتسلطة. وتتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يتعب الممثل من تقديم أدوار متشابهة ليس من باب عدم الاحتراف؛ بل لأن التنويع فيها وتقديمها بشكل مغاير، مهمة صعبة. ورغم أن شخصية الأم التي أؤديها في (راحوا) تمثل المرأة المغبونة ومسحوقة الشخصية، فإنها جذبتني لأسباب كثيرة؛ فهي تعيش صراعاً في أعماقها كونها تعرف مشكلاتها ولا تستطيع البوح بها. وهي حقيقة تعيشها أمهات كثيرات تبذلن تضحيات كثيرة في سبيل أولادهن. فأحياناً المصائب تكشف لنا عن حقيقة وجوه تحيط بنا بشكل يومي، كما أنها تعرفنا على قيم نتحلى بها من حيث لا ندري».
نهلة داوود ممثلة لعبت ببراعة أدوار المرأة المتغطرسة والظالمة، فقدمتها ضمن مسلسلات عدة؛ بينها «وأشرقت الشمس» و«الحب الحقيقي». وتعلق: «يجد الممثل متعة في أداء أدوار الشر؛ لأنها تتطلب منه مجهوداً إضافياً ينبع من أعماقه. هذا الأمر ينعكس إيجاباً على خبراته ويزوده بالتحدي».
وترى داوود أن دورها في «راحوا» ينبع من قصة بسيطة، ولكن عنوانها العريض يتمحور حول الأهمية التي يمكن أن تشكلها الأم حتى لو كانت غير متعلمة. وتتابع: «إحساس الأم لا يخطئ فيكون بوصلتها التي تعتمد عليها في قراراتها. وفي شخصية (زينة) التي أجسدها في (راحوا)، أستطيع أن ألمس مشكلات كثيرة يعاني منها أولادي، من دون أن أملك ثقافة واسعة وتعليماً عالياً. وهذا هو لبّ الرسالة التي يحملها دوري؛ عن التضحيات التي يمكن أن تقوم بها الأم بصورة عفوية، من خلال رسالتها السامية هذه».
يلعب ألكو داوود دور زوج نهلة (منصور) في المسلسل، وهو الدور الذي يؤديه على أرض الواقع معها؛ لأنهما متزوجان منذ سنوات طويلة، فيشكلان معاً ثنائياً متناغماً، فكيف كانت طبيعة عملهما من خلال هذه المشاركة؟ ترد: «عندما نعمل معاً نصبح مجرد زميلين، فنفصل تماماً حياتنا الطبيعية عن مهنتنا. ولكن ما لفتني في ألكو وفي الدور الذي يشاركني فيه، هو كمية الحنان التي يتمتع بها. فهو رغم الخطوط العريضة لدوره بوصفه زوجاً يغار من زوجته وعليها، ويتدخل في قراراتها من باب الذكورية، كان في مشاهد تجمعه مع ابنته في العمل (ناديا شربل) يذوب حناناً. وهذه هي طبيعته الحقيقية في الحياة. ألكو هو بالفعل إنسان محب جداً وأب حنون مع عائلته بشكل كبير».
وعن الانتقادات التي وُجهت إلى المسلسل من نواح عديدة من جهة؛ وتصدره رغم ذلك نسب المشاهدة من جهة أخرى، تعلق: «الانتقادات هي تحصيل حاصل لأي عمل يجري عرضه على الشاشة، فكيف إذا ما كان في رمضان، وهناك نسبة مشاهدين مرتفعة تتابعه؟ ولكن ما أستطيع تأكيده هو أن كلوديا مرشيليان عرفت كيف تخاطب اللبناني بقصص مختلفة تشبهه. وكذلك بالنسبة لمخرج العمل نديم مهنا الذي وضعنا جميعا في خانة (كل الممثلين أبطال)؛ فهو لم يستخف بحرفية أي منا، ولم يوفر أي مجهود لجمعنا كلنا في عمل واحد. فألفنا خلطة جديدة من نوعها، لم يسبق أن شهدناها بكثافة على الشاشة الصغيرة. كما أن الحدوتة التي اختارتها كلوديا مرشيليان للنقاش حولها كانت مميزة. ولا مرة فكر أحدهم بمصير من يتعرض لعمليات إرهابية، أو بالشخص الذي يقف وراءها. فعادة ما نقرأ هذه الأخبار أو نتابعها لفترة قصيرة، ومن ثم ننساها. ولذلك يجذب هذا العمل المشاهد بدءاً من حلقته الأولى، التي تشهد حدثاً إرهابياً تتعرض له مجموعة من الأصدقاء. ومن ثم نتابع تفاصيل حياة هؤلاء بعد الحدث، مما يعطينا فكرة عن المعاناة التي ترافقهم طيلة حياتهم».
تابعت نهلة داوود مسلسلات الدراما الرمضانية وتعلق: «طبعاً تابعتها، وأنا فخورة بما وصلنا إليه في إنتاجاتنا، وفي بلورة قدراتنا التمثيلية والإخراجية. فلقد أعجبت كثيراً بمسلسل (2020) وكذلك (للموت). ويمكنني القول إن نجم الشاشة اللبنانية هذه السنة كان مخرج العملين فيليب أسمر. وكم نحن بحاجة إلى نبض الشباب هذا في الإخراج. فلدينا قدرات هائلة في هذا المجال، أمثال ديفيد أوريان وجو بوعيد ورامز خوري ورودني حداد وإيلي أبي سمعان... وغيرهم. كما أن عملية الكاستينغ كانت رائعة، وشدّنا أداء جميع الممثلين النجوم من ماغي بو غصن وباسم مغنية ودانييلا رحمة وكارول عبود... وغيرهم. وأنا شخصياً أعجبت كثيراً بمسلسل (2020) وبأبطاله مجتمعين. فإضافة إلى نادين نسيب نجيم وقصي الخولي، كان هناك حضور لافت لرندة كعدي وطوني عيسى ويوسف حداد. لطالما كنت ولا أزال فخورة بما نحققه في الدراما العربية المختلطة. فكل ما كان ينقصنا هو الميزانية المادية اللازمة للنهوض بأعمالنا وانتشارها. وبفضل شركات إنتاج رائدة وثقت بقدراتنا، نحقق اليوم النجاح تلو الآخر، ضمن أعمال تعرض أيضاً عبر المنصات الإلكترونية».
وعن أعمالها الجديدة، تخبرنا نهلة داوود عن «صالون زهرة». وتقول: «إنه مسلسل يتألف من 15 حلقة من إنتاج (شركة الصباح) وبطولة نادين نسيب نجيم ومعتصم النهار ومجموعة من النجوم اللبنانيين. والشخصية التي أؤديها تدور في فلك العاملة في الصالون، وهو لا يشبه الذي قدمته في مسلسل (طريق)».
وعن النهاية التي تنتظرنا في مسلسل «راحوا»، الذي لا يزال يعرض على شاشة «إم تي في»، توضح: «لكل قصة من قصص العمل نهايتها، ويجب ألا نتشاءم؛ إذ هناك دائماً بصيص أمل علينا أن نفكر به. فهناك مفاجآت كثيرة تنتظرنا في سياق الحلقات المقبلة... انتظروها».
نهلة داوود: التنويع في أداء أدوار متشابهة مهمة صعبة على الممثل
دورها بمسلسل «راحوا» يحمل رسالة حول الأم المتفانية
نهلة داوود: التنويع في أداء أدوار متشابهة مهمة صعبة على الممثل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة