مطالبة يمنية بـ {حماية دولية} للنساء من بطش الميليشيات المدعومة من إيران

TT

مطالبة يمنية بـ {حماية دولية} للنساء من بطش الميليشيات المدعومة من إيران

طالبت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان للتدخل من أجل توفير حماية للنساء من بطش الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الانقلابية.
مطالبات الحكومة اليمنية جاءت في تصريحات رسمية لوزير الإعلام معمر الإرياني على خلفية الانتهاكات التي تعرضت لها أخيراً الفنانة وعارضة الأزياء انتصار الحمادي في سجون الجماعة مع عدد من صديقاتها، بما في ذلك المساومة على ممارسة الدعارة واصطياد معارضي الميليشيات.
وبحسب ما أوردته وكالة «سبأ» «طالب الإرياني المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحماية المرأة باتخاذ موقف حازم إزاء التنكيل الذي تمارسه ميليشيا الحوثي بالنساء اليمنيات، والضغط على الميليشيا لوقف تلك الجرائم والانتهاكات غير المسبوقة في تاريخ اليمن، والإطلاق الفوري لكافة المختطفات في معتقلاتها الخاصة».
وقال الإرياني: «إن الشهادات التي دونها عدد من البرلمانيين والحقوقيين والناشطين المدنيين بعد زيارتهم للفنانة انتصار الحمادي في السجن المركزي الخاضع لسيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تعيد فتح ملف واحدة من أخطر الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها بحق النساء دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق».
وأوضح وزير الإعلام اليمني «أن ما تعرضت له انتصار الحمادي من اختطاف وإخفاء قسري طيلة 3 أشهر، وإرغامها على التوقيع على اعترافات، ومحاولة الضغط عليها لممارسة الدعارة تحت مبرر خدمة الوطن، يؤكد أن جرائم ميليشيا الحوثي بحق النساء اليمنيات، ومحاولات استغلالهن جنسياً لتحقيق مآرب سياسية، ليست أعمالاً فردية وإنما سلوك ممنهج».
وكان حقوقيون وناشطون يمنيون في العاصمة صنعاء أفادوا قبل أيام بأن عناصر في الميليشيات الحوثية الدعومة من إيران لجأوا أخيراً إلى مساومة الفنانة الشابة وعارضة الأزياء المختطفة في سجونهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر انتصار الحمادي على ممارسة الدعارة لمصلحة الجماعة مقابل الموافقة على الإفراج عنها.
وشدد الحقوقيون والناشطون في بيان تضامني وقع عليه العشرات على ضرورة إطلاق سراح الحمادي التي قاموا بزيارتها في السجن المركزي يوم الاثنين الماضي، بعد مرور 94 يوماً على اعتقالها، كما أبدوا تضامنهم مع محاميها خالد الكمال بسبب التهديدات التي يواجهها على خلفية دفاعه عن موكلته.
واختطف مسلحو الجماعة الحمادي المولودة لأب يمني وأم إثيوبية مع رفيقات لها من أحد شوارع صنعاء واقتادوها للتحقيق بعد أن وجهوا لهن تهماً بترويج المخدرات وأخرى بالدعارة، وثالثة بمحاولة زعزعة ما يسميه زعيم الجماعة «الهوية الإيمانية» التي تعني تصوراته لما يجب أن تكون عليه الحياة الشخصية وطريقة المظهر والملبس للأفراد وخاصة النساء.
وفيما أثار اختطاف الحمادي سخطاً حقوقياً محلياً ودولياً وسط مطالبات للحوثيين بسرعة الإفراج عنها، أكد بيان الناشطين اليمنيين أن «كل الدعاوى التي تم على أساسها اعتقالها مع زميلاتها بدون تهمة واضحة قد سقطت وأن المضبوطات لم تكن سوى حقيبة يدها وهاتفها الشخصي».
وأوضح البيان الذي وقّع عليه سياسيون ومحامون وحقوقيون أن الحمادي «رفضت عرضاً بالعمل» مع الحوثيين، دون الإشارة إلى طبيعة هذا العمل، إلا أن أعضاء ممن زاروها، بينهم القاضي عبد الوهاب قطران المعروف بمناهضته لقمع الميليشيات، قال في صفحته إن الحمادي أخبرتهم أثناء زيارتها بأن العرض كان هو ممارسة الدعارة لمصلحة الجماعة.
وقال قطران في منشور مطول على حسابه على «فيسبوك»: «شرحت لنا الحمادي بشجاعة وشموخ، ما تعرضت له من قهر وعسف وظلم، وتلفيقات للتهم، ابتداءً من اتهامها بترويج المخدرات بدون أي دليل، ثم اتهامها بممارسة الدعارة، بدون دليل، مؤكداً أن عناصر الميليشيات رفضوا حتى تصوير ملف القضية وأنهم صادروا كل حقوقها الآدمية في محاكمة عادلة أمام قاضيها الطبيعي.
وبحسب ما نقله قطران عن الحمادي «قام الجماعة بأخذها لمشاهدة عدة بيوت وطلبوا منها «الشرب والراحة مع من في تلك البيوت» لكنها أخبرتهم بأن هذا العمل يعني «الدعارة» فأخبروها بأن ذلك الصنيع «يجوز في سبيل خدمة الوطن».
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية كانت أقصت القاضي المحقق في قضية الفنانة وعارضة الأزياء انتصار الحمادي على خلفية مطالبته بالإفراج عنها، وأقدمت على تهديد محامي الدفاع عنها لإجباره على الانسحاب من إجراءات متابعة ملف الفنانة الشابة.


مقالات ذات صلة

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».