عاودت سلطات ملبورن، اليوم الجمعة، فرض إغلاق على المدينة وسكانها الخمسة ملايين، مما يمثل اختبارا لاستراتيجية استراليا الهادفة للتوصل إلى «صفر» إصابات بـ«كوفيد 19» والقضاء على بؤر التفشي مهما كانت صغيرة.
وفيما قالت السلطات إن عدد الإصابات في بؤرة للمرض ارتفع إلى 39، كانت شوارع ثانية أكبر المدن في أستراليا - بعد سيدني - مقفرة للمرة الرابعة منذ ظهور الفيروس.
وقال المواطن غافين كات لوكالة الصحافة الفرنسية: «الأمر بغاية الصعوبة (...) هذا الإغلاق يؤثر علينا. العديد من العائلات والأصدقاء لا يمكنهم العمل».
وطُلب من مواطني ملبورن البقاء في منازلهم لسبعة أيام بهدف إبطاء العدوى والسماح للسلطات بالتحقيق في طريقة انتقال الفيروس مجددا من فنادق حجر إلى المجتمع.
ويعتقد أن الفيروس بدأ مع عودة مسافر كان مصابا بالمتحور الهندي، إلى استراليا. لكن رئيس حكومة ولاية فيكتوريا بالانابة جيمس ميرلينو طلب مساعدة الجيش في التحقيق. ورُصد 1500 شخص من المخالطين، وارتفع عدد الأماكن التي زارها أشخاص مصابون بالفيروس إلى 130 موقعا.
ونسب ميرلينو ذلك إلى بطء حملة التلقيح وإخفاقات فنادق الحجر. وقال: «لو كان لدينا البديل لفنادق الحجر في هذا المتحور المثير للقلق بالتحديد، لما كنا هنا الآن».
ويعتقد أنها المرة السابعة عشرة خلال ستة أشهر التي يتسرب فيها الفيروس من منشآت فنادق حجر موقتة فرضت عليها الآن إجراءات مراقبة صارمة.
وتوجه أصابع الاتهام أيضا إلى الحكومة الفدرالية المحافظة في استراليا في بطء وتيرة التلقيح الذي يهدد بقلب النجاح المبكر لهذا البلد في القضاء على الفيروس.
وقد سجلت أستراليا 30 ألف إصابة منذ ظهور الوباء. وعدد كبير من المصابين موجودون في فنادق حجر في بلد يضم 25 مليون نسمة. لكن فقط 2 في المائة من الاستراليين تلقوا التلقيح الكامل حتى الآن.
ودافع رئيس الوزراء سكوت موريسون عن تعامل حكومته مع الأزمة قائلا إن منشآت فنادق الحجر كانت «فعالة بنسبة 99.99 في المائة».
لكن المنتقدين ردوا بالقول إن إصابة واحدة تتسرب من منظومة حجر استقبلت آلاف المسافرين، كانت كافية لإغلاق ولاية بأكملها وثانية أكبر مدن البلاد.
في الأشهر الأخيرة رفعت غالبية القيود عن الاستراليين بعد نجاح السلطات في احتواء العدوى. لكن ارتفاع عدد الاصابات في تايوان واليابان أظهر أن النجاح الأولي في احتواء الفيروس يمكن أن يتلاشى بسرعة في غياب حملة تلقيح واسعة، علماً أن أستراليا تلقح حاليا قرابة 75 ألف شخص يوميا. وبالوتيرة الحالية، لن تصل استراليا إلى مستوى تلقيح يقترب من المناعة الجماعية (70 في المئة أو أكثر بحسب التقديرات) بحلول نهاية العام.
إغلاق جديد في ملبورن يُثبت إخفاق أستراليا في التعامل مع «كوفيد 19»
إغلاق جديد في ملبورن يُثبت إخفاق أستراليا في التعامل مع «كوفيد 19»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة