كيران تريبير: راهنت على حلق شعري إذا فاز أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني

المدافع الإنجليزي يتحدث عن رحلة فريقه الشاقة نحو الفوز بالبطولة ودور سواريز في هذا الإنجاز

كيران تريبير وكأس الدوري الإسباني (رويترز)
كيران تريبير وكأس الدوري الإسباني (رويترز)
TT

كيران تريبير: راهنت على حلق شعري إذا فاز أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني

كيران تريبير وكأس الدوري الإسباني (رويترز)
كيران تريبير وكأس الدوري الإسباني (رويترز)

كان الظهير الأيمن الإنجليزي كيران تريبير يجري خائفاً بجانب ملعب «خوسيه زوريلا»، وتبدو عليه علامات القلق، وهو يقول: «يجب أن أبقي عيني عليه بأي ثمن». وكان تريبير يشير بذلك إلى زميله في أتلتيكو مدريد يانيك كاراسكو، الذي يقول تريبير عنه: «لقد كان يلاحقني بشفرة حلاقة، نظراً لأننا اتفقنا على أنه إذا فزنا بلقب الدوري الإسباني الممتاز، فسوف يحلق لي رأسي».
وحصل تريبير على لقب الدوري الإسباني الممتاز مع نادي أتلتيكو مدريد، ليكون هذا أول لقب كبير يحصل عليه اللاعب الإنجليزي في مسيرته. وخارج ملعب «خوسيه زوريلا»، معقل بلد الوليد الذي شهد فوز أتلتيكو مدريد على بلد الوليد بهدفين مقابل هدف وحيد ليحسم أتلتيكو لقب الليغا في الجولة الأخيرة، تجمع الآلاف من المشجعين الذين جاؤوا من العاصمة مدريد في رحلة طويلة لمسافة 195 كيلومتراً، في موقف السيارات للاحتفال بهذا الإنجاز الكبير. أما داخل الملعب، فكان زملاء تريبير ينتظرونه للاحتفال معهم، وكان لويس سواريز ينادي عليه.
يقول تريبير: «لا يمكنني أن أجد الكلمات المناسبة لوصف هذا الإنجاز. لقد كان موسما صعبا وشهد الكثير من التقلبات، ولا يمكنني أن أجد الكلمات التي تصف شعوري بعدما ساعدت فريقي على الفوز باللقب. لقد جئت إلى هنا بعدما قضيت آخر سنتين أو ثلاث سنوات في توتنهام، وقد منحني رئيس النادي والمدير الفني هذه الفرصة للمجيء إلى هنا واللعب بقميص أتلتيكو مدريد - لقد كانت رحلة رائعة. والآن فزت بلقب الدوري الإسباني الممتاز».
في الحقيقة، لم يتوقع أحد حدوث ذلك، ولا تريبير نفسه. يقول اللاعب الإنجليزي: «بالطبع لم أتوقع ذلك. لقد هيمن ريال مدريد وبرشلونة على الدوري الإسباني الممتاز على مدار السنوات السبع الماضية منذ أن فاز به أتلتيكو مدريد، لكنني نظرت إلى الفريق والمدير الفني واللاعبين الموجودين بالفريق، وقلت لنفسي لما لا أخوض هذه التجربة وأختبر نفسي وألعب في بطولة مختلفة؟. لقد رأيت أن هذه التجربة ستكون مفيدة لعائلتي ولأولادي، وأنا لا أنظر إلى الوراء أبدا. أنا واحد من هؤلاء الأشخاص الذين لا يمانعون أبداً في خوض تجربة جديدة مهما كانت التحديات والصعوبات، وأنا لا أدخر جهداً لمساعدة الفريق الذي ألعب له».
ويضيف: «لقد شكك الناس في هذه الخطوة عندما وصلت لأول مرة إلى هنا، وكان الناس يقولون إنني لن أتجاوز خط المنتصف في ظل طريقة اللعب التي يعتمد عليها المدير الفني للفريق دييغو سيميوني. لكنني لم أستمع إلى أي من هذه الأصوات، فأهم شيء بالنسبة لي هو زوجتي وأولادي، ولم نتردد أبدا في المجيء إلى هنا». وقدم تريبير مستويات جيدة للغاية مع أتلتيكو مدريد هذا الموسم، وكان يقوم بواجباته الهجومية على أكمل وجه، وقد لعب دوراً هاماً في حصول الفريق على اللقب. وعندما تم إيقاف تريبير عن اللعب بسبب المراهنات، أشار مسؤولون في النادي مراراً وتكراراً إلى أنهم لم يتوقعوا أن يكون الظهير الإنجليزي مهماً بهذه الدرجة، وقد تأثر الفريق كثيراً بغيابه، ويعود السبب في ذلك إلى أنه ليس ظهيرا بالمعنى التقليدي، لكنه يلعب في أكثر من مركز ويقوم بواجباته الدفاعية والهجومية بشكل رائع ويتقدم للأمام كثيراً للعب كجناح. وبالتالي، فإن غيابه عن الملاعب قد أثر كثيرا على الطريقة التي يلعب بها الفريق.
وبالتالي، لم يكن غريبا أن يشارك تريبير في جميع الدقائق التي لعبها فريقه قبل تعرضه للإيقاف، وأن يعود على الفور للمشاركة في التشكيلة الأساسية فور عودته من الإيقاف. وشارك تريبير في التشكيلة الأساسية لأتلتيكو مدريد 28 مرة هذا الموسم، ولم يتم استبداله في أي من هذه المباريات، التي صنع خلالها ستة أهداف ولم يحصل على أي بطاقة صفراء. ولحسن الحظ أن الفترة التي غاب خلالها عن المباريات لم تكلفه أو تكلف فريقه خسارة لقب الدوري. ربما يكون هذا قد جعل الأمر أكثر إثارة بعدما تأجل حسم اللقب للجولة الأخيرة.
وكانت المباريات الخمسة الأخيرة صعبة للغاية بالنسبة لأتلتيكو مدريد: الفوز بهدف دون رد على إلتشي في مباراة شهدت حصول إلتشي في الدقيقة الأخيرة على ركلة جزاء ضاعت بعد ارتطام الكرة في العارضة؛ والتعادل السلبي أمام برشلونة بعدما مرت الكرة بغرابة بجوار المرمى في الركة الحرة التي نفذها ميسي ببراعة قرب نهاية اللقاء؛ والفوز بهدفين مقابل هدف وحيد على ريال سوسيداد في ظل تراجع أتلتيكو مدريد الشديد في الدقائق الأخيرة من المباراة؛ والفوز بهدفين مقابل هدف وحيد على أوساسونا بعد إحراز هدفين متأخرين في الدقيقتين 82 و88؛ وأخيراً الفوز على بلد الوليد بهدفين مقابل هدف وحيد، حيث تأخر أتلتيكو مدريد بهدف قبل أن يتعادل ثم يحرز هدف الفوز عن طريق لويس سواريز، الذي أحرز 21 هدفاً مع الفريق هذا الموسم.
يقول تريبير: «إنه لأمر لا يصدق أن يأتي لاعب كبير مثل لويس سواريز إلى النادي، فهذا الأمر يعطي الثقة للجميع. وبالنسبة لي أنا شخصياً، فلا أجد الكلمات المناسبة لكي أصف شعوري بعد عودتي للمشاركة في المباريات في فبراير (شباط) ومساعدة فريقي على الفوز باللقب. أنا لا أنظر إلى الوراء. وعندما تعرضت للإيقاف، كنت أشاهد مباريات الفريق وأنا أعاني بشدة. لكن هذا الفريق لا يعتمد على لاعب واحد، وقام بعمل جيد للغاية في الفترة التي لم أكن أشارك فيها في المباريات. وأنا سعيد للغاية لأننا فزنا بالدوري».
ويضيف: «الأمر ليس سهلاً، ومن الطبيعي أن يمر الفريق بفترات سيئة خلال الموسم. الأمر يتوقف على كيفية مواجهة التحديات والصعوبات، وقد نجحنا بالتأكيد في القيام بذلك، ونجحنا في تجاوز الأوقات الصعبة، مثل تأخرنا بهدف في الجولة الأخيرة أمام بلد الوليد، وكما حدث أمام أوساسونا، وفي المباريات القليلة الماضية. لقد كان الأمر صعبا للغاية، لكنه يتوقف على كيفية رد فعلنا على ذلك. لا يمكننا أن نركز فقط على الأندية التي تنافس على اللقب مثل برشلونة وريال مدريد وإشبيلية، ولحسن الحظ أننا نجحنا في التعامل مع التحديات التي واجهناها. لقد كانت رحلة لا تصدق، ولم يكن من السهل أن تحقق ذلك خلال ثمانية وثلاثين مباراة».
ويتابع: «من المؤكد أن الأعصاب كانت متوترة للغاية. ربما نشعر بالتوتر قبل المباراة، لكن بمجرد النزول إلى أرض الملعب، فإن كل ما نفكر فيه هو محاولة الفوز، حتى عندما تأخرنا في النتيجة بهدف دون مقابل. لقد دخلنا الشوط الثاني ونحن نعرف أنه يمكننا العودة في المباراة، تماما كما فعلنا أمام أوساسونا قبل نهاية المباراة بعشر دقائق. نحن دائماً نثق في أنفسنا، وقد أثبتنا أننا قادرون على تجاوز الصعوبات».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».