ترحيب بعودة قنصلية القدس ومصر تفتح معبر رفح للعالقين

TT

ترحيب بعودة قنصلية القدس ومصر تفتح معبر رفح للعالقين

واصلت السلطات المصرية أمس «فتح معبر رفح البري استثنائياً لليوم الثاني عشر على التوالي، لعبور العالقين والمرضى والحالات الإنسانية». وفيما رحبت جامعة الدول العربية، أمس، بقرار «إعادة افتتاح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية»، توافقت مصر وباكستان على «أهمية استئناف مفاوضات السلام».
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «أهمية البدء في أقرب فرصة ممكنة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بما يساعد على تسوية القضية الفلسطينية، وانهاء دائرة (العنف المفرغة)».
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي، مساء الأربعاء، بين السيسي ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان. ووفق بيان رئاسي مصري، فإن «الاتصال شهد تبادل الرؤى بشأن مستجدات القضية الفلسطينية والأحداث الأخيرة في غزة، حيث أعرب رئيس وزراء باكستان عن التقدير الكبير من باكستان للموقف المصري والجهود الناجحة التي ساهمت في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والتي عكست بدورها أهمية الدور المصري على الصعيدين العربي والإسلامي»، مشدداً على أن «استقرار مصر يمثل ركيزة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ككل».
وذكرت مصادر مسؤولة في مصر، أمس، أنه «تم افتتاح معبر رفح من الجانبين لعبور العالقين من الفلسطينيين والعرب والأجانب، بالإضافة إلى استكمال استقبال الجرحى والمصابين والحالات الإنسانية القادمين من قطاع غزة، فضلاً عن إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وذلك طبقاً لتوجيهات القيادة السياسية». وأكدت المصادر «استمرار (تواجد) الطواقم الإدارية كافة لتيسير عبور العالقين والحالات الإنسانية، إلى جانب (تواجد) الطواقم الطبية لتيسير دخول الجرحى والمصابين ومرافقيهم، فضلاً عن توفير عدد من سيارات الإسعاف المجهزة لنقلهم بعد تصنيف حالاتهم الصحية، تمهيداً لتوزيعهم على المستشفيات المصرية لتلقي العلاج». وبحسب «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية، أمس، فإنه «تم إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية المقدمة من الدولة المصرية من جهات رسمية وأهلية ومنظمات مجتمع مدني وقوى سياسية وحزبية، إلى جانب المساعدات المقدمة من عدد من الدول العربية والأجنبية بحضور بعض السفراء».
من جهته؛ رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، «بقرار الولايات المتحدة إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية». وعدّه «خطوة (هامة) لتعزيز العلاقات بين واشنطن والجانب الفلسطيني». ونقل مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة عن الأمين العام قوله إن «مثل هذه الخطوة تعدّ تصحيحاً لخطأ أقدمت عليه الإدارة السابقة بقرارها إغلاق القنصلية التي ظلت لعقود طويلة جسراً دبلوماسياً بين الولايات المتحدة وفلسطين».
وأكد المصدر؛ بحسب بيان أمس، أن «الخطوة الأميركية تعكس نهجاً إيجابياً لدى الإدارة الأميركية الحالية، خاصة لجهة الاعتراف الواضح بحل الدولتين كسبيل وحيد لتسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي»، موضحاً أن «القدس الشرقية تقع ضمن الأراضي التي احتُلت في 1967، وهي تمثل عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية».
وأضاف أن «إعادة فتح القنصلية الأميركية في المدينة المحتلة تعكس إدراكاً أميركياً لأهمية الحفاظ على أسس حل الدولتين التي صارت تتعرض لتآكل متزايد، جراء الإجراءات الإسرائيلية التقييدية والنشاط الاستيطاني الإسرائيلي (السرطاني)».
في غضون ذلك، أطلقت «أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ» دورة مختصة من بُعد للأئمة والوعاظ المصريين تحت عنوان: «القدس والحق التاريخي». وقال رئيس الأكاديمية، حسن الصغير، أمس، إن «الدورة تأتي في إطار تحقيق رؤية الأزهر في خدمة القضايا الإنسانية بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص»، مؤكداً أن «الأكاديمية تهدف من خلال الدورة التدريبية إلى رفع الوعي بأبعاد القضية الفلسطينية، والتعريف بحقوق الشعب الفلسطيني الضاربة في أعماق التاريخ بجوانبها المتعددة؛ دينياً، وسياسياً، وأمنياً، ودعوياً، وإعلامياً، وتربوياً، واجتماعياً، وحضارياً، والتأكيد على أهمية الأرض والدفاع عنها ضد المحتل».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.