تعاون مصري ـ سعودي لتعقب آثار رمسيس الثالث في المملكة

أعلن الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، أنه «سيبدأ في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أعمال الحفائر بموقع الملك رمسيس الثالث بشمال السعودية»، مشيراً إلى أنه «سيترأس بعثة أثرية مصرية - سعودية للكشف عن آثار الفراعنة في المملكة، والعلاقات التجارية بين البلدين قبل نحو ثلاثة آلاف عام».
وعقد حواس، والدكتور جاسر الحربش، رئيس هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة السعودية، اجتماعاً، أمس، في العاصمة الرياض، لبحث خطوات البدء في الحفائر، وتنفيذ عدة مشروعات أخرى حول التراث السعودي، وتصوير سلسلة من الأفلام الوثائقية عن آثار المملكة، حسب بيان صحافي أصدره حواس أمس.
وفي نهاية عام 2010، أعلنت السعودية اكتشاف ما وصفته وقتها بأنه «أول نقش هيروغليفي في الجزيرة العربية، وهو نقش موجود على صخرة ثابتة في منطقة تيماء شمال المملكة، يتضمن خرطوشاً للملك رمسيس الثالث، آخر ملوك الرعامسة، الذي حكم مصر في الفترة بين 1192 و1160 قبل الميلاد، وفي ذلك الوقت عرض حواس، وكان أميناً عاماً للمجلس الأعلى للآثار المصرية، أن «يتعاون البلدان للكشف عن آثار الوجود الفرعوني في الجزيرة العربية»، وكرر هذه الدعوة في مقال نشره في نهاية عام 2019.
وأوضح حواس، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «العثور على آثار تخص رمسيس الثالث في السعودية أمر طبيعي، خصوصاً أن إحدى البرديات تقول إن الملك رمسيس الثالث أرسل بعثات تجارية لجلب النحاس من بلد مجاور، يعتقد أنه السعودية، لذلك من المتوقع العثور على آثار مصرية في الجزيرة العربية»، لكنه لم يوضح ما الذي يتوقع أن يتم العثور عليه، موضحاً: «الحفائر لم تبدأ بعد، وعندما نبدأ سنرى ما يمكن العثور عليه هناك من أدلة تاريخية حول المنطقة».
وأضاف وزير الآثار الأسبق أن «الحفائر في المملكة كشفت عن طريق تجاري يربط بين البلدين، كان يستخدم في العصور القديمة، ما يعني احتمال العثور على آثار وأدلة جديدة لملوك مصريين أرسلوا بعثات تجارية إلى المملكة منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام»، مشيراً إلى أنه «تم العثور على مجموعة من الجعارين المصرية في السعودية».
وأكد حواس أن «جميع الدلائل الأثرية تشير بنسبة 100 في المائة إلى أن هذا كان طريقاً تجارياً استخدم في العصور القديمة»، مشيراً إلى أن «العثور على خرطوش رمسيس الثالث لا يعني أنه ذهب إلى هناك، لكن القوافل التجارية اعتادت أن تضع اسم الملك في الطرق التي تمر بها».
ويوجد في تيماء نحو 46 موقعاً أثرياً، وعثر بها على آثار مختلفة يعود بعضها إلى نحو 500 ألف عام، من بينها متحجرات لكائنات منقرضة، وآثار الحضارات ما قبل التاريخ، حيث كانت المدينة واحدة من المدن الرئيسية على طريق التجارة بين مصر وبلاد الرافدين.