الأرجنتين تعيد هيكلة جهاز المخابرات بعد مقتل مدعي بوينس آيرس

تصاعد الأزمة السياسية بعد اتهام فرنانديز بمحاولة التغطية على اتهامات لإيران بتفجير الكنيس اليهودي

الأرجنتين تعيد هيكلة جهاز المخابرات بعد مقتل مدعي بوينس آيرس
TT

الأرجنتين تعيد هيكلة جهاز المخابرات بعد مقتل مدعي بوينس آيرس

الأرجنتين تعيد هيكلة جهاز المخابرات بعد مقتل مدعي بوينس آيرس

قررت الأرجنتين تغيير وكالة المخابرات الحالية بجهاز مخابرات جديد، بهدف تعزيز الرقابة عليه، بموجب مشروع قانون وافق عليه الكونغرس، أمس، في إطار رد الفعل على فضيحة تتعلق بمقتل مدعٍ شهير بالرصاص في الشهر الماضي. ودخلت الأرجنتين بأزمة سياسية منذ أن قتل المدعي.
ووافق مجلس النواب بأغلبية 131 مقابل 71 على إنشاء وكالة المخابرات الاتحادية. وتقول الحكومة إنه ستتم هيكلتها بما يسمح بتحسين محاسبة ضباط المخابرات، مقارنة مع أمانة المخابرات التي سيتم تفكيكها قريبا.
ومن المتوقع أن تصادق كريستينا فرنانديز سريعا على مشروع القانون ليصبح نافذا. وتقول فرنانديز إن ضباطا مارقين يقفون وراء الموت الغامض للمدعي ألبرتو نيسمان، يوم 18 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال مدير مكتبها أنيبال فرنانديز إن جهاز المخابرات الجديد سيُشكل ويبدأ العمل في غضون 90 يوما.
وأنشأ مجلس النواب الوكالة الجديدة بعد مناقشات ماراثونية، الليلة قبل الماضية. ويقول معارضون إن ما تفعله الحكومة لم يزد كثيرا عن مجرد تغيير اسم جهاز المخابرات، وإن الحكومة سارعت إلى تمرير القانون في الكونغرس في محاولة لتحسين مصداقية الرئيسة.
وعثر على نيسمان مصابا بطلقة في الرأس وبجواره سلاح ناري يوم 18 يناير، بعد أربعة أيام من اتهامه للرئيسة فرنانديز بمحاولة التغطية على دور إيران المزعوم في تفجير مركز يهودي في بوينس آيرس عام 1994.
ولم يعرف حتى الآن إن كان نيسمان انتحر أم قتل. وأضرت الفضيحة بشعبية الرئيسة التي تتعرض بالفعل لضغوط نتيجة ركود الاقتصاد وارتفاع معدل التضخم.
وقالت فرنانديز حينها إن رئيس جهاز مكافحة التجسس أنطونيو ستيوسو استغل نيسمان لكي يقدم المزاعم ضدها، وإنه ضالع في قتله. وستيوسو الذي غادر البلاد متهم باستغلال منصبه ستارا لاستيراد أطنان من السلع المهربة التي لم تحدد في عامي 2013 و2014.
وتوفي نيسمان قبل ساعات من الموعد المقرر أن يطلع فيه الكونغرس على اتهامه للرئيسة بأنها تآمرت مع إيران، على إخفاء ما حدث في تفجير عام 1994، من أجل تمرير صفقة حبوب مقابل النفط مع طهران.
وقالت وسائل إعلام محلية إن قاضيا أرجنتينيا أسقط أمس الاتهامات الموجهة إلى الرئيسة بالتآمر للتغطية على ضلوع إيران المزعوم في التفجير، ولكن حتى مساء أمس لم يكن ممكنا تأكيد الخبر.



بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كولومبيا في مستهل جولة تشمل أيضاً تشيلي والبيرو، في محاولة لترسيخ شراكات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية التي تعد فناءها الخلفي الجيوسياسي، في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة شهدت انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين أخيراً.
وخلال جولته التي تستمر أسبوعاً في الدول الثلاث، سيحضر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أيضاً قمة وزارية. ويقر المسؤولون في واشنطن بأن هناك ضرورة لإظهار اهتمام الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، «باعتبارهم أولوية سياسية رغم التركيز على قضايا جيوسياسية كبرى، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديد الصين لتايوان». وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن في أن يحافظ الزعماء اليساريون الجدد في أميركا اللاتينية «على نهج صديق للمشروعات الحرة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وألا يجنحوا إلى الشغب الآيديولوجي في حكمهم».
وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي براين نيكولز، في إحاطة للصحافيين، بأن بلينكن يزور ثلاث دول «كانت منذ فترة طويلة شريكة تجارية حيوية للولايات المتحدة، ولديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة (…). نحن نركز على تعزيز علاقاتنا مع تلك الحكومات». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيلتقي في بوغوتا الرئيس اليساري غوستافو بيترو، وهو متمرد سابق، ووزير الخارجية ألفارو ليفا لمناقشة الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك «الدعوة إلى ديمقراطيات قوية في كل أنحاء المنطقة، ودعم السلام والمصالحة المستدامين، والتصدي للهجرة غير النظامية كأولوية إقليمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ومعالجة أزمة المناخ».
وأضافت أن بلينكن سيجدد دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام الكولومبي لعام 2016 خلال مناسبة مع نائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، على أن يزور مركزاً لدمج المهاجرين في سياق دعم سياسة الوضع المحمي المؤقت في كولومبيا للمهاجرين الفنزويليين، الذي يعد نموذجاً في المنطقة. وكان بيترو، سخر خلال حملته، من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على المخدرات، معتبراً أنها «فاشلة»، علماً بأن هذه الدولة في أميركا الجنوبية هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، ولطالما واجهت ضغوطاً من واشنطن للقضاء على محاصيل المخدرات. كما تحرك بيترو لإعادة التعامل دبلوماسياً واقتصادياً مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم جهود الولايات المتحدة لعزل الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
واستخدم مسؤولو إدارة بايدن نبرة تصالحية في الغالب حيال بيترو، مركزين على مجالات الاتفاق في شأن قضايا مثل تغير المناخ واستشهدوا بمناشداته لمادورو للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية. وفيما يتعلق بدعوات بيترو لإنهاء الحرب على المخدرات، قال نيكولز إن واشنطن تدعم بقوة «النهج القائم على الصحة والعلم» لمكافحة المخدرات، مضيفاً أن هذا «ينعكس في سياستنا لدعم التنمية الريفية والأمن الريفي في كولومبيا. ونعتقد أن الرئيس بيترو يشارك بقوة في هذا الهدف». لكنّ مسؤولاً أميركياً أكد أن واشنطن تراقب عن كثب، ما إذا كان تواصل كولومبيا مع السلطات في فنزويلا المجاورة يخالف العقوبات الأميركية على حكومة مادورو.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً، بعد عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين، رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018... وقال نيكولز: «نحن لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
ويحمل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في رحلته هذه، جدول أعمال مثقلاً لمنظمة الدول الأميركية. ويتوجه الأربعاء إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعاً مع رئيس تشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاماً من العمر، الذي تولّى منصبه في مارس (آذار) الماضي. وأخيراً، يتوجه إلى ليما الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام. وسيشارك في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون قراراً يطالب بإنهاء «العدوان الروسي على أوكرانيا»، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية عبرت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.