بكين تنتقد واشنطن بعد إعادة ترجيحها «فرضية المختبر»

بايدن أمهل الاستخبارات 90 يوماً لتقديم تقرير حول منشأ «كورونا»

وجود أمني صيني خارج مختبر ووهان خلال زيارة وفد منظمة الصحة العالمية في فبراير الماضي (رويترز)
وجود أمني صيني خارج مختبر ووهان خلال زيارة وفد منظمة الصحة العالمية في فبراير الماضي (رويترز)
TT

بكين تنتقد واشنطن بعد إعادة ترجيحها «فرضية المختبر»

وجود أمني صيني خارج مختبر ووهان خلال زيارة وفد منظمة الصحة العالمية في فبراير الماضي (رويترز)
وجود أمني صيني خارج مختبر ووهان خلال زيارة وفد منظمة الصحة العالمية في فبراير الماضي (رويترز)

استنكرت بكين تصريحات واشنطن حول منشأ فيروس «كورونا»، واتّهمت الولايات المتحدة، أمس (الأربعاء)، بنشر نظريات «المؤامرة»، فيما عادت فرضية تسرب الفيروس من مختبر صيني إلى الواجهة في الأيام الأخيرة.
وقد تم رصد الحالات الأولى لـ«كوفيد - 19» نهاية 2019 في مدينة ووهان الصينية، قبل أن ينتشر الفيروس في جميع أنحاء العالم ويتسبب في وفاة 3.5 مليون شخص على الأقل. ولطالما رفضت بكين بشدة نظرية تسرب «كوفيد - 19» من أحد مختبراتها، ولا سيما معهد ووهان لعلم الفيروسات الذي اتهمته إدارة دونالد ترمب في السابق.
ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، الأجهزة الاستخبارية الأميركية إلى إعداد تقرير في غضون 90 يوماً حول منشأ الوباء.
وقال بايدن إن أجهزة المخابرات الأميركية منقسمة فيما يتعلق بمنشأ «كوفيد - 19»، مشيراً إلى أن ذلك يشمل إما ظهوره بسبب انتقاله للبشر من حيوان مصاب، أو تسربه بسبب حادث في مختبر. وأضاف بايدن في بيان أنه دعا إلى إجراء المزيد من التحقيق في منشأ الجائحة، منتقداً بكين ضمناً لمنعها وصول المفتشين في الشهور الأولى من الجائحة للتحقيق في منشأ الفيروس.
وقبل يوم من صدور بيان الرئيس الأميركي، قال آندي سلافيت كبير مستشاري البيت الأبيض، للصحافيين، أول من أمس (الثلاثاء): «نحتاج إلى الوصول إلى حقيقة الأمر، مهما كانت الإجابة». وتابع: «نحن بحاجة إلى عملية شفافة تماماً من الصين، نحتاج إلى مساعدة (منظمة الصحة العالمية) في هذا الأمر، ولا نشعر أننا نمتلك ذلك الآن».
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أثار مقال في صحيفة «وول ستريت جورنال» تكهنات جديدة في الولايات المتحدة، مع تزايد الدعوات لإجراء تحقيق أكثر عمقاً بما في ذلك في الأوساط العلمية. وتقول الصحيفة إنه استناداً إلى تقرير استخباراتي أميركي، نُقل ثلاثة باحثين من المختبر الصيني إلى المستشفى مع «أعراض مشابهة» لـ«كوفيد - 19» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. أي قبل شهر من الظهور الرسمي للمرض حسب بكين. وتشير الصحيفة إلى أن هذه الأعراض يمكن أن تكون أيضاً من «عدوى موسمية» تقليدية.
وتنفي الصين كل هذه الفرضيات، وانتقد المتحدث باسم الدبلوماسية الصينية، تشاو ليجيان، أمس، أمام الصحافيين «البعض في الولايات المتحدة ينشرون نظريات المؤامرة ومعلومات مضللة، مثل فرضية تسرب من مختبر». وقال تشاو: «إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقاً أن تعتمد الشفافية، فعليها مثل الصين دعوة خبراء (منظمة الصحة العالمية) للتحقيق في قاعدة (فورت ديتريك) العسكرية وجميع مختبراتها البيولوجية حول العالم». ومختبر فورت ديتريك قرب واشنطن في قلب الأبحاث لمكافحة الإرهاب البيولوجي.
يشار إلى أنه بعد أربعة أسابيع في ووهان مطلع العام، اعتبرت دراسة مشتركة لخبراء في منظمة الصحة العالمية وآخرين صينيين في مارس (آذار) أن وقوع حادث في المختبر «مستبعد للغاية». وكانت إدارة ترمب تغذي هذه الفرضية، لكن أجهزة الاستخبارات الأميركية قالت الشهر الماضي إنه لا ينبغي استبعادها.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.