تل أبيب تشترط قطع رواتب الأسرى لتسليم السلطة الدعم القطري

نتنياهو ناقش الملف مع بلينكن وراب

وزير الخارجية الإسرائيلي غابريال أشكنازي مع نظيره البريطاني دومينيك راب الذي زار إسرائيل أمس (د.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي غابريال أشكنازي مع نظيره البريطاني دومينيك راب الذي زار إسرائيل أمس (د.ب.أ)
TT

تل أبيب تشترط قطع رواتب الأسرى لتسليم السلطة الدعم القطري

وزير الخارجية الإسرائيلي غابريال أشكنازي مع نظيره البريطاني دومينيك راب الذي زار إسرائيل أمس (د.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي غابريال أشكنازي مع نظيره البريطاني دومينيك راب الذي زار إسرائيل أمس (د.ب.أ)

كشف السفير الإسرائيلي في واشنطن ولدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، أمس الأربعاء، عن أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ كلاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجة البريطاني دومينيك راب، اللذين التقاهما بمقره في القدس الغربية، أن إسرائيل ترفض أن يتم تحويل المساعدات القطرية إلى قطاع غزة؛ أيضاً عبر السلطة الفلسطينية ما دامت تعمل ضدها.
وقال إردان، في تصريحات صحافية لخص فيها زيارة الوزيرين راب وبلينكن، إن «(حماس) هي العدو المطلق لنا، وليس بالإمكان إجراء حوار معها، ويدرك الأميركيون ذلك. ولكن، أيضاً السلطة الفلسطينية تتخذ مواقف معادية لإسرائيل ولن نمنحها هذا الامتياز بتوزيع الأموال القطرية ما دامت تستمر في خطوات سلبية ضدنا، مثل دفع رواتب للمخربين، أو التوجه ضدنا إلى (الجنائية الدولية) في لاهاي، فنحن لن نجري حواراً سياسياً معها ولن نثق بأنها تستحق تولي المسؤولية في قطاع غزة». وتابع أن «الأميركيين يريدون العمل من أجل تقوية الاقتصاد الفلسطيني، ولا نعارض ذلك. ويريدون تقوية السلطة على حساب (حماس)، حتى تستأنف مفاوضات السلام، ولا نتدخل في ذلك، مع العلم بأن أبو مازن ليس شخصاً لديه قدرة أو رغبة للتحدث معه والوصول إلى نهاية الصراع. ولكن عندما يطالبوننا بالسماح بمساعدات قطرية بقيمة 40 مليون دولار في الشهر وتوجد مداولات في مجلس حقوق الإنسان في جنيف يحاول خلالها الفلسطينيون تشكيل لجنة تحقيق دائمة ضد إسرائيل حول عملية (حارس الأسوار)... فهل نكافئهم على ذلك؟».
وكان رئيس الوزراء نتنياهو التقى، أمس، وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، وشكره شخصياً وطلب أن ينقل شكره أيضاً إلى رئيس وزرائه، بوريس جونسون، «على دعمكما القاطع والثابت لحقنا في الدفاع عن أنفسنا خلال العملية الأخيرة، مما نثمنه عالياً». ورد راب قائلاً: «أُوجد هنا بصفتي صديقاً يؤيد إسرائيل بشدة. حيث نتطلع إلى بحث علاقاتنا الثنائية وكذلك الدفع بمزيد من المواضيع قدماً. ويمكنك أن تعتمد علينا دائماً».
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، إن حكومته تسعى مع المجتمع الدولي لإضعاف حركة «حماس»؛ «لأن في هذا مصلحة إسرائيلية وفلسطينية وإقليمية ودولية». ودعا الحكومة البريطانية إلى وضع «حماس» على «لائحة تنظيمات الإرهاب لمنعها من تعزيز قوتها ولمنع التمويل عنها». وقال إن «حماس» أصبحت «جزءاً من المحور الإيراني، الذي يعمل كل ما في وسعه لتوسيع دائرة العداء لإسرائيل ولسائر دول المنطقة، من خلال تطوير قدرات نووية عسكرية وإرسال ميليشيات إلى دول عدة تكرس فيها نفوذها».
وذكر أشكنازي أن «الطائرة المسيّرة الانتحارية التي اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي خلال الحرب، انطلقت من المكان نفسه الذي انطلقت منه طائرات إيرانية شبيهة إلى دول التحالف».
من جهة ثانية، قالت مصادر سياسية في تل أبيب إن إسرائيل أبلغت بلينكن أنها ستوافق على إعادة إعمار غزة؛ «فقط في حال تشكيل نظام دولي يمنع تعاظم قوة (حماس) مجدداً». وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم»، أمس، إن أشكنازي طرح أمام نظيره الأميركي خطة لإدخال مساعدات إلى قطاع غزة، بحيث يتم الفصل بين «مساعدات إنسانية أساسية؛ مثل التزويد بالماء والكهرباء»، وبين إعادة الإعمار. وأضاف أن إدخال المواد لإعادة الإعمار سيكون مشروطاً بشروط؛ «بينها إقامة نظام مراقبة بالتعاون مع الأمم المتحدة للتأكد من الجهة التي يذهب إليها أي دولار وأي كيس إسمنت».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.