وزير الخارجية الأميركي يتعهد «معاملة بكرامة» للفلسطينيين

حشد دولي للمساعدات وإعادة إعمار غزة

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية يحيي بلينكن عند وصوله لرام الله (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية يحيي بلينكن عند وصوله لرام الله (أ.ف.ب)
TT

وزير الخارجية الأميركي يتعهد «معاملة بكرامة» للفلسطينيين

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية يحيي بلينكن عند وصوله لرام الله (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية يحيي بلينكن عند وصوله لرام الله (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، خلال محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين الكبار، أن الولايات المتحدة ستقدم «مساهمات جوهرية» وستحشد الدعم الدولي بغية توسيع الفرص الاقتصادية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، من أجل الانتقال من وقف النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المختلفة بعد 11 يوماً من القتال نحو مستقبل واعد بين الجانبين.
ووصل بلينكن إلى إسرائيل في مستهل جولة هي الأولى له كوزير للخارجية إلى المنطقة، وتشمل اجتماعات مع المسؤولين الكبار فيها، قبل الانتقال اليوم إلى رام الله للاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن يتوجه لاحقاً إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومن ثم إلى عمان للاجتماع مع الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
وعلى أثر اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، قال بلينكن: «نحن نعلم أنه لمنع العودة إلى العنف، علينا استخدام المساحة التي أنشئت لمعالجة مجموعة أكبر من القضايا والتحديات الأساسية»، مضيفاً أن «هذا يبدأ بمعالجة الوضع الإنساني الخطير في غزة وإعادة البناء». وأكد أن الولايات المتحدة «ستعمل على حشد الدعم الدولي حول هذا الجهد مع تقديم مساهماتنا الجوهرية»، مشدداً على «ضمان عدم استفادة (حماس) من مساعدات إعادة الإعمار». وبعدما لاحظ أن الضحايا «غالباً ما يجري تقليصهم إلى أرقام، ولكن وراء كل رقم يوجد كائن بشري: ابنة، ابن، أب، أم، جد، أفضل صديق»، مستشهداً بتعاليم التلمود، ومنها أن «خسارة حياة واحدة هي خسارة العالم كله، سواء كانت تلك الحياة فلسطينية أو إسرائيلية»، كرر أن «الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجمات مثل آلاف الصواريخ التي أطلقتها (حماس) بشكل عشوائي ضد المدنيين الإسرائيليين». لكنه تطرق أيضاً إلى الهدف الأكبر، قائلاً: «نعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء يستحقون العيش بسلامة وأمان، والتمتع بتدابير متساوية من الحرية والفرص والديمقراطية، وأن يعاملوا بكرامة».
وكرر بلينكن في كل لقاءاته أن إدارة الرئيس جو بايدن تريد للفلسطينيين والإسرائيليين «على حد سواء» أن يعيشوا «بسلامة وأمان»، وأن يعاملوا «بكرامة». وتحدث نتنياهو عن «بناء نمو اقتصادي» في الضفة الغربية المحتلة، لكنه اعتبر أنه لن يكون هناك سلام حتى يعترف الفلسطينيون بإسرائيل باعتبارها «دولة يهودية». وأفاد بأنه مستعد لمناقشة سبل تحسين الوضع الإنساني في غزة. لكنه حذر من أن إسرائيل سترد بقوة إذا انتهكت «حماس» وقف النار. وأضاف أنه ناقش مع بلينكن جهود الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، مكرراً معارضته للاتفاق لأنه لن يكون فعالاً في منع إيران من إنتاج أسلحة نووية.
وبعد ذلك، التقى بلينكن نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، مركزاً على «حاجة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى العيش بسلامة وأمان»، في ظل «تدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار والديمقراطية». وكذلك اجتمع بلينكن مع وزير الدفاع بيني غانتس. وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في بيان، بأنهما «عبرا عن دعمهما لوقف النار وامتنانهما للشركاء، بما في ذلك مصر». وفي شأن إيران، شدد الوزير الأميركي على «التزام الولايات المتحدة القوي بأمن إسرائيل».
وقال بلينكن للعاملين لدى السفارة الأميركية في القدس: «لدينا العزم على تقديم المساعدة بفاعلية بقدر ما يمكننا التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة والبدء في إعادة البناء»، بالإضافة إلى «إعادة التعامل مع السلطة الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني»، مشدداً على أهمية «تحسين حياة الناس، سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين». وأبلغهم أن الدبلوماسي الأميركي المخضرم مايكل راتني، سيتولى مهمة القائم بأعمال السفارة، علماً بأنه شغل سابقاً منصب نائب مساعد وزيرة الخارجية وكان القنصل العام هنا في القدس.
هذا وتوجه بلينكن إلى رام الله مساء الثلاثاء، للقاء الرئيس الفلسطيني، الذي يُنظر إليه أميركياً ودولياً باعتباره شريكاً رئيسياً في عملية السلام المجمدة منذ فترة طويلة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.