مخ الثدييات يتحكم في اللسان والأطراف

TT

مخ الثدييات يتحكم في اللسان والأطراف

لا يزال هناك الكثير غير المعروف بشأن كيف يتحكم المخ في اللسان، بالوضع في الاعتبار صعوبة رصده سرعته في الحركة. وقد أظهرت تجارب الآن، أن دوائر المخ في الفئران التي تساعد اللسان على لعق الماء قد تكون هي نفسها التي تساعد الرئيسيات في التقاط الأشياء، بحسب نقلته مجلة «نيتشر» عن علماء. وباستخدام فيديو عالي السرعة، سجل عالم الأعصاب تيجابراتاب بولو وزملاؤه جوانب وقيعان ألسنة الفئران، عندما كانت هذه القوارض تحتسي الماء من مزراب. واكتشف الباحثون أن اللعق الناجح استلزم حركات تصحيحية غير معروفة سابقة، وهي سريعة جداً لدرجة يصعب رؤيتها في الفيديو، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وجاءت تلك التعديلات بعدما فات على اللسان قطرات غير مرئية، أو بعيدة. وعند تعطيل منطقة بالمخ تتحكم في حركات الجسم اللاإرادية، أعاق ذلك هذه التصحيحات؛ ما أشار إلى أن هذه المنطقة بالمخ هي التي تقف وراء تلك الحركات.
وهذه الحركات التصحيحية التي تم اكتشافها حديثاً مماثلة لتلك التي تستخدمها الرئيسيات عند مد أطرافها لالتقاط أهداف غامضة، بحسب ما ذكره الباحثون. ويتم التحكم في تعديلات الرئيسيات بدوائر مماثلة بالمخ لتلك المستخدمة من جانب الفئران.
ويقول بولو الذي يعمل حالياً في «معهد سولك للدراسات البيولوجية» في لاهويا بولاية كاليفورنيا «يظهر هذا لي أن مخ الثدييات يستخدم مبادئ مماثلة للتحكم في اللسان والأطراف. كل ما نعرفه عن مد الأذرع في الرئيسيات يمكن أن يستخدم أيضاً لفهم كيف يتحكم المخ في حركات (اللسان)».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».