على الرغم من الإنجازات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تحققت في بلدان الخليج العربي على مدى أجيال عديدة، لا تزال الصورة النمطية عن أهل الخليج متمكنة إلى حد كبير من تصورات قسم من المثقفين العرب وغيرهم، بحيث تحوّل مصطلح «البدو» عند الكثير إلى «علامة مسجلة لعرب الجزيرة، دولاً وأنظمة وشعوباً ومدناً، وأصبحت البداوة، بعد فصلها عن قيمها، وصمة لا يجدون ما هو أشفى لغيظهم منها حين يستبد بهم الغيظ على أهل الجزيرة شعوباً ودولاً»، حسب تعبير أحد المثقفين السعوديين.
ماذا وراء هذه النمطية المتكلسة في السرديات العربية؟ يعزو البعض أسبابها إلى عقدة التفوق التي ترسخت في بلدان عربية، عرفت حواضرها ومدنها الكبيرة البعث الثقافي والعلمي، وعقوداً من التحضر والتعليم والتكوين الحضاري قبل الجزيرة العربية بسنوات طويلة.
ومثل هذه السرديات، حسب وجهة نظر عدد من المثقفين السعوديين الذين يعبرون عن إحساس عام سائد تقريباً في الخليج العربي، هي {سرديات مقولبة وموجهة للحط من قدر عرب الجزيرة العربية وإبقائهم خارج التاريخ، وتثبيت معادلة المراكز والأطراف التي ما عادت صالحة إطلاقاً على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بل انقلبت تماماً منذ سنوات عديدة، وتبادلت مواقعها، فصارت الأطراف مراكز مهمة كما في قسم كبير من بلدان الخليج، فيما تراجع دور المراكز التقليدية المعروفة، التي فقدت تأثيرها وبريقها}، بحسب أحدهم.
ويعزو هذا الموقف «الاستعلائي»، حسب تعبيره، تجاه عرب الجزيرة، باعتبارهم ليسوا أكثر من بدو وأعراب، إلى «ضرب من حقد دفين يتوارى خلف المصالح السياسية والاقتصادية، ويُسفر عن وجهه حين تمس الظروفُ تلك المصالح».
صورة «الخليجي» في السرديات العربية... نمطية
مثقفون سعوديون يضعونها في خانة «القولبة»
صورة «الخليجي» في السرديات العربية... نمطية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة