وزير الخارجية المصري في عمّان ورام الله لترسيخ هدنة غزة

الأردن ومصر يؤكدان أهمية تثبيت وقف إطلاق النار

وزير الخارجية المصري سامح شكري متحدثاً في مؤتمر صحافي برام الله أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري متحدثاً في مؤتمر صحافي برام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

وزير الخارجية المصري في عمّان ورام الله لترسيخ هدنة غزة

وزير الخارجية المصري سامح شكري متحدثاً في مؤتمر صحافي برام الله أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري متحدثاً في مؤتمر صحافي برام الله أمس (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاثنين، إلى رام الله، قادماً من العاصمة الأردنية عمان، حيث التقى نظيره الأردني، على متن مروحية أردنية، في زيارة استمرت نحو ساعتين، حيث استقبله الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمقر الرئاسة الفلسطينية، قبل أن يغادر البلاد.
وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان، بأن شكري أوضح أن الزيارة تأتي في إطار مواصلة الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة والبناء عليه من أجل تحقيق التهدئة الشاملة والمستدامة، جنباً إلى جنب مع مواصلة المساعي اللازمة لإعادة الانخراط في عملية السلام باعتبارها السبيل الوحيد للتوصل لحل الدولتين وتحقيق السلام والاستقرار المنشودين، فضلاً عن التشاور مع القيادة الفلسطينية بشأن الجهود ذات الصلة بإعادة الإعمار في قطاع غزة وتوفير الدعم التنموي لسائر الأراضي الفلسطينية.
كما أكد على أهمية العمل خلال الفترة المُقبلة من أجل التحرك قُدماً لإحياء مسار تفاوضي جاد وبناء يُفضي إلى الغاية المنشودة بتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وشدد شكري على «ضرورة وقف جميع الممارسات التي تقوض من فرص السلام وتدفع مجدداً نحو التصعيد، بما في ذلك في القدس الشرقية».
ومن جانبه، أعرب عباس عن شكر وتقدير فلسطين لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإعلان عن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار تُخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة وتوفير الدعم لسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك لجهود مصر وتحركاتها المكثفة خلال الفترة الماضية التي تكللت بالنجاح في حلحلة الأزمة والتوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد بحث قبلها بساعات في عمان مع نظيره المصري سامح شكري، مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام.
وأكد الوزيران في مؤتمر صحافي مشترك، على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، وضرورة وقف «الانتهاكات الإسرائيلية» التي حذرا من أنها قد «تفجر» الأمور مجدداً.
وحض وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي ونظيره المصري سامح شكري، خلال مؤتمر صحافي عقد في عمان، على «بلورة موقف دولي فاعل لتثبيت التهدئة» بين إسرائيل وحركة حماس التي بدأت فجر الجمعة.
وأكد الصفدي أن «الأولوية الآن هي لضمان استمرار وقف إطلاق النار ووقف الانتهاكات الإسرائيلية». وحذر بأن «ما تقوم به إسرائيل في حي الشيخ جراح يهدد بانفجار الأمور مرة أخرى»، معتبراً أن «تهجير سكان حي الشيخ جراح جريمة حرب».
وقال إن «حصار أهالي حي الشيخ جراح والتضييق عليهم يدفع إلى تفجر الأوضاع مرة أخرى، ويجب التعامل مع ذلك من منطلق أنه لا حق ولا شرعية لتهجير أهالي الشيخ جراح».
من جانبه، أكد شكري أهمية التنسيق والتعاون بين مصر والأردن «لمواجهة الظروف» المرتبطة بالتصعيد الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأشار إلى أهمية «منع الاعتداءات (الإسرائيلية) المتكررة، وقضية حي الشيخ جراح (...) وممارسات أدت إلى ما أدت إليه من التصعيد واللجوء إلى الأعمال العسكرية بين إسرائيل وحماس». وقال إن «ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية بما فيها القدس، يحتم التواصل مع الأردن»، مشيراً إلى أن مصر تواصل التشاور كذلك مع مختلف الشركاء لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
من جانب آخر، أكد الصفدي وجود اتصالات بين المملكة وحركة (حماس) خلال فترة التصعيد مع إسرائيل. وقال إن «اتصالاتنا مع أشقائنا في فلسطين مستمرة، وكان هناك اتصال بين حماس والمملكة عبر الأسابيع الماضية». وأضاف: «التواصل مستمر مع الجميع وهدفنا الأساس خدمة وإسناد أشقائنا الفلسطينيين».
وكانت عمّان وعلى إثر تدهور العلاقات مع حماس، أغلقت مكاتب الحركة في المملكة عام 1999 وأبعدت خمسة من قادتها، بينهم رئيس المكتب السياسي في ذلك الوقت خالد مشعل. وشهدت علاقة المملكة مع حماس مزيداً من التوتر عام 2006، عندما اتهم الأردن الحركة بتهريب الأسلحة من سوريا إلى أراضيه. وكان خالد مشعل، الذي يحمل الجنسية الأردنية، تعرض لمحاولة اغتيال بالسم قام بها الموساد الإسرائيلي في عمان عام 1997، وهدد الملك الراحل الحسين بن طلال، في حينها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية إن لم توفر الترياق الذي أنقذ حياة مشعل لاحقاً. ووقع الأردن معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994 في حين ترفض حماس الاعتراف بالدولة العبرية.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.