بايدن يوفد بلينكن إلى الشرق الأوسط لدعم التهدئة في غزة

وزير الخارجية الأميركي يبدأ اليوم جولة تشمل القدس ورام الله والقاهرة وعمّان

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن(أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن(أ.ب)
TT

بايدن يوفد بلينكن إلى الشرق الأوسط لدعم التهدئة في غزة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن(أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن(أ.ب)

يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الاثنين إلى الشرق الأوسط للاجتماع مع مسؤولين
إسرائيليين وفلسطينيين وقادة آخرين في المنطقة في الوقت الذي دخل فيه وقف إطلاق النار عقب أعنف قتال منذ سنوات بين إسرائيل وحركة «حماس» يومه الرابع.
وقالت وزارة الخارجية إن بلينكن سيسافر إلى القدس ورام الله والقاهرة وعمّان خلال زيارته الممتدة إلى يوم الخميس وسيعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله عاهل الأردن.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في معرض الإعلان عن الزيارة إنه طلب من بلينكن القيام بهذه الرحلة بعد المساعي الدبلوماسية التي استهدفت وقف أسوأ تفجُّر للعنف بين إسرائيل وحركة «حماس» منذ سنوات.
وقال بايدن في بيان أصدره البيت الأبيض: «سيلتقي بلينكن بقادة إسرائيل لبحث التزامنا الراسخ بأمن إسرائيل. وسيواصل مساعي إدارتنا لبناء العلاقات ودعم الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية بعد سنوات من الإهمال».
وأضاف بايدن أن بلينكن سيبحث أيضاً «الجهد الدولي لضمان وصول مساعدات فورية لغزة بطريقة تفيد الشعب هناك وليس (حماس) وتقليص خطر تفجر صراع آخر في الأشهر المقبلة».
وتحكم حركة «حماس» قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصاراً منذ 2007 وتقول إن ذلك يمنع الحركة من جلب الأسلحة.
إلى ذلك، تحدث مسؤول كبير بالخارجية الأمريكية عن زيارة بلينكن المزمعة للشرق الأوسط مؤكدا أن «أهم شيء هو صمود وقف إطلاق النار».
وأكد المسؤول في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» أن واشنطن ستعمل مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة من أجل توجيه المساعدات إلى غزة بطريقة تضمن وصولها إلى سكان القطاع، مؤكدا أن «واشنطن ملتزمة بحل الدولتين ولا تراجع عن ذلك».
وردا على سؤال عما إذا كانت واشنطن ستمهد الطريق أمام محادثات سلام في المستقبل، قال المسؤول الأميركي «التركيز الأساسي الآن ينصب على وقف إطلاق النار»، مشيرا إلى أنه «من السابق لأوانه الحديث عن دعوة أطراف لواشنطن أو لأي مكان آخر»
وأضاف أن أميركا يحدوها الأمل في أن يصمد وقف إطلاق النار وتتوقع ذلك على المدى القريب على الأقل. وشدد على أن المساعدات لغزة ستكون من خلال الأمم المتحدة بالأساس وبمشاركة السلطة الفلسطينية.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».