تأكيد إصابة رئيس إدارة الأمن السياسي في سوريا وعلاجه في مستشفى الشامي بدمشق

نائب لبناني لـ(«الشرق الأوسط») : غزالة أصيب خلال مشاركته في المعارك بدرعا

تأكيد إصابة رئيس إدارة الأمن السياسي في سوريا وعلاجه في مستشفى الشامي بدمشق
TT

تأكيد إصابة رئيس إدارة الأمن السياسي في سوريا وعلاجه في مستشفى الشامي بدمشق

تأكيد إصابة رئيس إدارة الأمن السياسي في سوريا وعلاجه في مستشفى الشامي بدمشق

أكد النائب اللبناني عن حزب «البعث العربي الاشتراكي» عاصم قانصو، أن رئيس إدارة الأمن السياسي في سوريا اللواء رستم غزالة مُصاب ويُعالج في مستشفى الشامي في العاصمة دمشق، نافيا كل المعلومات التي تحدثت عن مقتله.
وقال قانصو لـ«الشرق الأوسط» إنّه زار غزالة في المستشفى يوم أول من أمس (الثلاثاء)، لافتا إلى أنّه موجود في الطابق الرابع. وأضاف: «هو أصيب بشظايا قنبلة متفجرة خلال قتاله دفاعا عن مسقط رأسه في قرية قرفا بدرعا، ويُعالج حاليا من إصابة في رجله وعينه ومن جروح طفيفة، لكن حالته جيدة ومستقرة». وأوضح قانصو أنّه التقى خلال زيارته غزالة في المستشفى بمفتي سوريا أحمد حسون الذي كان يطمئن أيضا على صحته.
وكان غزالة ظهر في فيديو تم تحميله على موقع «يوتيوب» في التاسع عشر من الشهر الحالي، ليبرر تدمير منزله بأنه «فداء للشعب السوري، ولأن العسكري الذي يأتي من دير الزور وطرطوس واللاذقية ليدافع عن أهل قرفا من القتل والتشريد والسبي، يجب ألا يفكر للحظة في أنه يدافع عن قصري». وبدا غزالة في الفيديو مدخنا السيجار وبصحة جيدة.
وقد تم التداول في وقت سابق بفيديو آخر يُظهر عملية تفجير قصر غزالة بالتزامن مع احتدام المعارك في درعا.
وسرت شائعات في الأيام الماضية عن إقالة غزالة من موقعه، وكتب الصحافي السوري المعارض موسى العمر على صفحته على موقع «تويتر»، أن «الأسد يقيل رستم غزالة من إدارة الأمن السياسي ويعين اللواء زهير حمد (شيعي دمشقي)، مسؤولا للتنسيق مع (حزب الله) وإيران بديلا عنه»، مشيرا في تغريدة أخرى إلى أن «إقالة غزالة جاءت بعد ورود تقارير أن اسمه ضمن قائمة أممية لمرتكبي جرائم الحرب ستصدر الشهر المقبل، وهو على خطى فاروق الشرع».
من جهته، غرّد الإعلامي بسام جعارة قائلا: «تأكد دخول رستم غزالة مستشفى الشامي بدمشق ولكن لم يتسرب أي شيء عن وضعه الصحي سوى أن العارض هو أزمة قلبية.. إلى الجحيم».
أما مؤيدو النظام فنشروا صورة لغزالة، لم يُعرف تاريخها، مرتديا البزة العسكرية وجالسا في مكتب، وكتبوا تحتها: «اللواء البطل رستم غزالي بألف ألف خير، وهو على رأس عمله قائدا ورئيسا لشعبة الأمن السياسي وسيبقى شوكة في حلق السفهاء الإرهابيين».
وعمّم المرصد السوري لحقوق الإنسان منتصف الشهر الحالي فيديو لغزالة وهو يتحدث إلى عدد من الضباط والقيادات العسكرية في بلدة قرفا، مسقط رأسه، بريف محافظة درعا جنوب البلاد، قائلا: «نذرنا أرواحنا لحماية سوريا من المشروع التقسيمي الذي تخططه إسرائيل والأردن ودول الخليج ليفتتوا سوريا».
وقال غزالة إن تلك الدول تسعى لـ«إعلان الإمارة الإسلامية، وتشكيل الشريط الحدودي العازل لإسرائيل» في جنوب البلاد، وأضاف أن الأردن أمر بالتحرك المفاجئ إلى قرفا، بعدد لا يقل عن 10 آلاف مقاتل، حيث جمعوهم من كل أنحاء محافظة درعا ومن القنيطرة ومن الأردن، ومعهم 100 دبابة ونحو 80 عربة مدربة، وعربات تحمل دوشكا وشيلكا، لكنهم هربوا كالأغنام».



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.