أيقونات نحتية وتصويرية تستعيد «رحلة» آدم حنين

في معرض يضم نحو 150 عملاً للفنان الراحل

الفنان المصري الراحل آدم حنين
الفنان المصري الراحل آدم حنين
TT
20

أيقونات نحتية وتصويرية تستعيد «رحلة» آدم حنين

الفنان المصري الراحل آدم حنين
الفنان المصري الراحل آدم حنين

تستقبل «أم كلثوم» زُوار متحف «قصر عائشة فهمي» الأثري بالقاهرة هذه الأيام، تستقبلهم بتمثالها البرونزي المهيب الذي نحته لها الفنان الراحل آدم حنين بفيض مشاعره، تقف «أم كلثوم» في بهو القصر مُحاطة بلوحات «قمر 14» التي رسمها حنين في باريس، في استقبال يغمر رواد المتحف بسرد بصري أخاذ تحت عنوان «الرحلة»، وهو الحدث الذي ينظمه قطاع الفنون التشكيلية في مصر تكريماً لمسيرة الفنان والنحات الراحل آدم حنين (1929 - 2020)، ومن المُقرر أن يستمر حتى 5 يونيو (حزيران) المقبل.
تتنوع أعمال المعرض ما بين نحت وتصوير، مُجددة ذكرى أحد أبرز النحاتين والتشكيليين في مصر والعالم العربي، وحكايات شغفه الأصيل بملامحه المحلية، وانحيازاته الدائمة للبشر العاديين، الكادحين، فأبطاله يقفون في المعرض شهوداً ورُواة، كما تفعل «القارئة»، و«حارس الأفق»، و«فتاة الحقول»، و«العامل»، وتمثال شاب يدفع جرة الماء نحو فمه إلى آخرها، لهثاً وراء قطرة ماء أخيرة، أطلق آدم حنين على تمثاله البرونزي هذا اسم «العطش»، الذي يعد أحد القطع التي نحتها في مدينة أسوان التي اقترنت باسم الراحل بعد أن أسس بها عام 1996 أحد أشهر ملتقيات النحت العالمية وهو «سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت» الذي يجمع نحاتين من مختلف دول العالم في فاعلية سنوية، أنتجت عدداً كبيراً من المنحوتات الحجرية، تُعرض حالياً في متحف مفتوح على سفح الجبل بمدينة أسوان (جنوب مصر).
ووفق الفنان التشكيلي إيهاب اللبان، مدير مجمع الفنون بقصر عائشة فهمي، فإن المعرض يضم أكثر من 150 عملاً ما بين تمثال ولوحة، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «فلسفة المعرض تهدف لخلق حالة حوار بين أعمال النحت والتصوير للراحل آدم حنين»، ويشير اللبان إلى أن العرض الفني للأعمال ركز على تكامل مشروع حنين في الرسم والنحت بما يُعيد اكتشافها من جديد، بما يُجدد الحنين لكل من عاصر وواكب حياة الفنان الراحل، وأيضاً لمن يتعرف عليه لأول مرة من الأجيال الجديدة.
وتعكس أعمال المعرض مراحل تطور آدم حنين الفنية، وكذلك محطاته الجغرافية، التي تركت بصماتها على أعماله، أبرزها محطة باريس التي قضى فيها نحو ربع قرن من حياته، وكان لها أثر في منحه الحس التجريدي الذي لمس تجربته، كما تعكس كذلك ذلك الحس الفطري والنزعة الدائمة لمُحاورة الطبيعة التي كانت دائماً مصدراً متجدداً في مشروع آدم حنين، ويظهر في منحوتاته التي تُصور طيوراً وحيوانات مثل القطط والكلاب والخيل والحمير، بأسلوبه الاختزالي الشهير.
وفي المعرض تقودك الأعمال المتفرقة لمكان تم تخصيصه كعالم مُصغر يضم مقتنيات آدم حنين، وأدواته التي كان يستعين بها في النحت والرسم، ففي هذا الركن يمكنك أن ترى غرفة الجلوس، والمكتبة، وعدداً من المقتنيات التي كان يحتفظ بها الراحل في بيته، ومكانه المخصص للعمل، ويشير اللبان إلى أن «هذا القسم كان مُراد به خلق مشهد يُحاكي حياة الفنان الراحل، التي تحمل حكايات عن سيرته الفنية والإنسانية، منها مثلاً حقيبته الصفراء الشهيرة، التي كانت بمثابة صديقة رحلاته، وأيضاً أدواته التي كان يستعين بها في النحت، وألوان الأكاسيد الترابية التي كان يُفضلها ويقترب بها من مفردات البيئة التي كان يحب أن يرسمها».
وتُعرض تلك المقتنيات بالتعاون مع مؤسسة «آدم حنين للفن التشكيلي»، التي أسسها الفنان الراحل، وتقوم بجمع أعماله وحفظ تاريخه الفني، إلى جانب دورها الثقافي والفني، ولعل أبرزها الجائزة السنوية التي تُمنح لشباب النحاتين.
يتأمل الفنان إيهاب اللبان ما تركه آدم حنين للمشهد الفني، ويقول «آدم حنين كان امتداداً حقيقياً للمصري القديم في أسلوب نحته، فتماثيله تحمل من القوة والصلابة، وكذلك صمت التعبير البليغ، ورغم حركتها البسيطة إلا أنها مشحونة بطاقات كامنة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT
20

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.