مصاب بالشلل الرباعي يتمكن من تحريك ذراع آلية بدماغه

ناثان كوبلاند وهو مصاب بالشلل الرباعي ويتحكم في ذراع آلية بفضل الأقطاب الكهربائية المزروعة في دماغه في جامعة بيتسبرغ ببنسلفانيا (أ.ف.ب)
ناثان كوبلاند وهو مصاب بالشلل الرباعي ويتحكم في ذراع آلية بفضل الأقطاب الكهربائية المزروعة في دماغه في جامعة بيتسبرغ ببنسلفانيا (أ.ف.ب)
TT

مصاب بالشلل الرباعي يتمكن من تحريك ذراع آلية بدماغه

ناثان كوبلاند وهو مصاب بالشلل الرباعي ويتحكم في ذراع آلية بفضل الأقطاب الكهربائية المزروعة في دماغه في جامعة بيتسبرغ ببنسلفانيا (أ.ف.ب)
ناثان كوبلاند وهو مصاب بالشلل الرباعي ويتحكم في ذراع آلية بفضل الأقطاب الكهربائية المزروعة في دماغه في جامعة بيتسبرغ ببنسلفانيا (أ.ف.ب)

تمكن علماء من خلال زرع أقطاب كهربائية في دماغ رجل مصاب بالشلل الرباعي، من أن يتيحوا له التحكم بذراعه الآلية بواسطة التفكير وتحريكها ذهنياً، والشعور بالشيء عندما يمسكه، كما لو كان في يده الطبيعية.
وسمحت هذه السابقة للباحثين الذين نشرت نتائج أعمالهم مجلة «ساينس» الخميس، بإثبات أن إضافة حاسة اللمس تتيح تحسين قدرات الأشخاص الذين فقدوا القدرة على استخدام أطرافهم. على سبيل المثال، لإنجاز مهام بسيطة مثل نقل غرض ما بفضل ذراع إلكترونية.
وقال ناثان كوبلاند البالغ 34 عاما لوكالة الصحافة الفرنسية «أنا أول إنسان في العالم يصبح لديه أطراف صناعية في القشرة الحسية يمكن استخدامها لتحفيز دماغي مباشرة. عندها يتكون إحساس لدي كما لو أني أستخدم يدي».
في 2004، تسبب حادث مروري بعطب في النخاع الشوكي تسبب في فقدانه القدرة على استخدام ساقيه ويديه.
وبعدما تطوع للمشاركة في بحوث علمية، وافق قبل ست سنوات على الخضوع لعملية ثقيلة لزرع قطبين كهربائيين يشبهان فرشاتي شعر يتم إدخالهما إلى الدماغ على مستوى القشرة الحركية التي تتحكم بالتحركات. ويحوي كل منهما 88 قطبا كهربائيا أطرافها بسُمك شعرة صغيرة.
وأوضح روب غونت أحد معدي الدراسة الرئيسيين أن أقل من ثلاثين شخصا «في العالم لديهم مثل هذه الأقطاب الكهربائية مزروعة» في دماغهم.
لكن في حالة ناثان، أضيفت سلسلتان من الأقطاب الإضافية، هذه المرة في قشرته الحسية الجسدية المتصلة بالأحاسيس.

ولفت غونت وهو أستاذ في جامعة بيتسبرغ إلى أن «الخلايا العصبية في دماغنا، عندما تكون نشطة، تبعث هذه المجالات الكهربائية الصغيرة». ويمكن تفكيك هذا النشاط الكهربائي بواسطة جهاز كومبيوتر للتحكم بالذراع الآلية.
وأضاف «بالطريقة عينها، يمكننا توليد طاقة كهربائية في هذه الأقطاب وبالتالي استخدامها لتحفيز الخلايا العصبية وحملها على العمل».
وبعد العملية، كان الفريق الطبي يحبس أنفاسه: هل ستنجح هذه الأقطاب الكهربائية في إيجاد أحاسيس لدى ناثان؟
ويقول هذا الأخير «لم يكن أحد يعرف ما ستكون النتيجة، خصوصا أنا»، لأن «ذلك لم يخضع لأي تجارب سابقا سوى على قردة»، مضيفا «علماء كثر في العالم كانوا ينتظرون ما سأقوله».
ويتابع قائلا «في المرة الأولى كان الإحساس ضعيفا للغاية، جعلتهم يعيدون التجربة»، ثم «أصبحت النتيجة إيجابية حقا».
ويوضح ناثان «ما أحس به يعتمد على الأقطاب الكهربائية التي يحفزونها. أحيانا، الأمر أشبه بضغط أو وخز. أحيانا أشعر بحماوة أو بنقر».
ويروي الشاب «إحساس النقر يبدو الأكثر طبيعيا. حتى أني نظرت إلى يدي حيث كان مصدر الإحساس ظاهريا للتحقق بعدم حصول تقلص عصبي فيها».
وتسمى هذه الآلية واجهة الدماغ والحاسوب (أي سي إم). وقد أنجز العلماء سلسلة فحوص على ناثان لمعرفة أي من الأقطاب الكهربائية يتسبب في أي إحساس عند التشغيل، وفي أي أصابع.
كذلك تدرب ناثان من خلال مشاهدة فيديوهات لذراعات آلية تتحرك إلى اليسار أو اليمين، لكي يحدد الباحثون أي أقطاب كهربائية تفعل عند التفكير بحركة ما.
بعدها أتى الجانب التطبيقي، مع وضع الذراع الآلية لناثان وتجهيزها بلواقط عند كل اصبع معدني.
ويروي ناثان «كان ذلك بغاية السهولة (...) كان يكفي أن أفكر بتحريك ذراعي إلى اليمين لأراها تتحرك يمينا».
وتقوم التمارين على الإمساك بقطع عدة وتحريكها (كالكرات أو المكعبات أو الأكواب).
وعند تشغيل المحفزات الحسية، ينجز هذه الحركات بسرعة أعلى بمرتين في المعدل.
ولا يتوانى حاليا عن القول إن استخدام هذه الأقطاب الكهربائية أصبح بمثابة «فطرة ثانية» لديه.



حبس سعد الصغير يجدد وقائع سقوط فنانين في «فخ المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
TT

حبس سعد الصغير يجدد وقائع سقوط فنانين في «فخ المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)

جدد حبس المطرب المصري سعد الصغير الحديث عن وقائع مشابهة لسقوط فنانين في «فخ المخدرات»، وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت، الاثنين، بالحكم على الصغير بالسجن المشدد 3 سنوات، وتغريمه 30 ألف جنيه (الدولار يساوي 49.65 جنيه مصري).

الحكم بسجن سعد الصغير وتغريمه جاء على خلفية اتهامه بحيازة «سجائر إلكترونية» تحتوي على مخدر «الماريوانا»، بعد تفتيش حقائبه أثناء عودته من أميركا «ترانزيت» عبر أحد المطارات العربية، عقب إحياء حفلات غنائية عدة هناك.

وكشف الصغير خلال التحقيقات التي جرت أمام الجهات المختصة بمصر، أنه لم يكن على دراية بأن المادة الموجودة في «السجائر الإلكترونية» ضمن المواد المحظور تداولها، مؤكداً أنها للاستخدام الشخصي وليس بهدف الاتجار، وأرجع الأمر لعدم إجادته اللغة الإنجليزية.

الفنانة المصرية برلنتي فؤاد التي حضرت جلسة الحكم، على الصغير، أكدت أن الحكم ليس نهائياً وسيقوم محامي الأسرة بإجراءات الاستئناف، كما أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «حالة سعد النفسية ليست على ما يرام»، لافتة إلى أنه «بكى بشدة خلف القضبان بعد النطق بالحكم، كما أنه يعيش في توتر شديد نتيجة القضية».

وقبل سعد الصغير وقع عدد من الفنانين في «فخ المخدرات»، من بينهم الفنانة دينا الشربيني، التي تعرضت للسجن سنة مع الشغل وغرامة 10 آلاف جنيه لإدانتها بتعاطي «مواد مخدرة».

الفنان أحمد عزمي (حسابه على «فيسبوك»)

وكذلك الفنان المصري أحمد عزمي الذي تم القبض عليه مرتين ومعاقبته بالحبس في المرة الثانية بالسجن 6 أشهر، بينما أعلن مقربون من الفنانة شيرين عبد الوهاب وقوعها في الفخ نفسه، مما جعلها تختفي عن الأنظار حتى تتعافى، كما أن طبيبها المعالج طالب جمهورها بدعمها. وحُكم على الفنانة منة شلبي بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ وتغريمها 10 آلاف جنيه، في مايو (أيار) الماضي، في قضية اتهامها بـ«إحراز جوهر الحشيش بقصد التعاطي في أماكن غير مصرح لها باستخدامها».

وقبل أشهر قضت محكمة الاستئناف بمصر بقبول معارضة الفنان المصري أحمد جلال عبد القوي وتخفيف عقوبة حبسه إلى 6 أشهر بدلاً من سنة مع الشغل وتغريمه 10 آلاف جنيه، بتهمة حيازة مواد مخدرة بغرض التعاطي.

«ليس كل مشهور مدمناً»

من جانبها، أوضحت الاستشارية النفسية السورية لمى الصفدي أسباب وقوع بعض المشاهير في «فخ المخدرات» من الناحيتين النفسية والاجتماعية، وأثره على المستوى المهني.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «التعميم على جميع المشاهير أمر خاطئ، فليس كل مشهور مدمناً أو خاض تجربة الإدمان»، موضحة أن «ذلك ينطبق أحياناً على بعض الفئات التي حصلت على الشهرة والمال والمعجبين لكنهم في الوقت نفسه يطالبون بامتيازات أكثر».

وأشارت إلى أن «الفكرة تكمن في أن المخدرات ربما تساهم بطريقة أو بأخرى في زيادة مستويات هرمون (الدوبامين) الخاص بالسعادة، وهذا جزء نفسي يدفع البعض للسقوط في فخ المخدرات».

الفنانة منة شلبي (حسابها على «فيسبوك»)

وتستكمل الصفدي: «ربما الوقوع في هذا الفخ نتيجة رفاهية أكثر أو البحث عن المزيد والسعي للمجهول أو الأشياء المتوفرة عن طريق السفر أو الوضع المادي».

واختتمت الصفدي كلامها قائلة إن «هذا الأمر لا يخص الفنانين وحدهم، لكنه يتعلق أيضاً بالكثير من المهن والتخصصات، لكن المشاهير يتم تسليط الضوء عليهم أكثر من غيرهم».