مصر: وصول المواد الخام لتصنيع اللقاح الصيني ضد «كورونا»

وزيرة الصحة المصرية والسفير الصيني خلال استقبال المواد الخام لتصنيع «سينوفاك» (صفحة متحدث الصحة المصرية على «فيسبوك»)
وزيرة الصحة المصرية والسفير الصيني خلال استقبال المواد الخام لتصنيع «سينوفاك» (صفحة متحدث الصحة المصرية على «فيسبوك»)
TT

مصر: وصول المواد الخام لتصنيع اللقاح الصيني ضد «كورونا»

وزيرة الصحة المصرية والسفير الصيني خلال استقبال المواد الخام لتصنيع «سينوفاك» (صفحة متحدث الصحة المصرية على «فيسبوك»)
وزيرة الصحة المصرية والسفير الصيني خلال استقبال المواد الخام لتصنيع «سينوفاك» (صفحة متحدث الصحة المصرية على «فيسبوك»)

استقبلت مصر، أمس، «أول دفعة من المواد الخام التي سوف تُستخدم لتصنيع لقاح (سينوفاك) الصيني، بالإضافة إلى تسلم 500 ألف جرعة جديدة من لقاح (سينوفارم)، وذلك في إطار جهود الدولة المصرية لتوفير لقاحات فيروس (كورونا المستجد)». وقالت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، أمس، إن «الشحنة تتضمن 1400 لتر من المواد الخام خاصة بتصنيع لقاح (سينوفاك) ضمن الاتفاقية الموقّعة بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) وشركة (سينوفاك) الصينية». وأضافت أن «المواد الخام التي وصلت تكفي لتصنيع مليوني جرعة من اللقاحات»، لافتةً إلى أنه «من المتوقع تصنيع 40 مليون جرعة من لقاح (سينوفاك) خلال السنة الأولى من توقيع اتفاقية التصنيع». وأعلنت مصر «تسجيل 1153 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، و61 حالة وفاة جديدة». ووفق وزارة الصحة المصرية، فإن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر للإصابة بالفيروس، حتى مساء أول من أمس، هو 250391 منهم 184373 حالة تم شفاؤها، و14559 حالة وفاة».
وعدّت زايد في بيان لها أمس، أن «خطوة تصنيع لقاحات الفيروس في مصر تاريخية، لتصبح مصر من أولى الدول في القارة الأفريقية التي تبدأ في تصنيع لقاحات الفيروس»، مشيرةً إلى أنه «سوف يتم تصدير الفائض من اللقاحات إلى الدول الأفريقية بعد تغطية الاحتياج المحلي»، مضيفة أن «عملية تصنيع اللقاحات تمر بأكثر من مرحلة، بدايةً من إجراء اختبارات لتحليل المواد الخام في المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، ثم مرحلة التعبئة، ثم مرحلة دراسات الجودة».
وأوضحت الوزيرة المصرية أن «الاتفاقية الموقّعة بين الجانب المصري والصيني في مجال اللقاحات تتضمن، نقل تكنولوجيا الإنتاج والتصنيع، لتمكين مصر مستقبلاً من إنتاج المواد الخام في مصر، حيث تسعى الدولة لأن تصبح عملية إنتاج لقاحات فيروس (كورونا) مصرية مائة في المائة»، لافتة إلى أن «الدولة المصرية بصدد الانتهاء من إعداد المصنع الثاني لـ(فاكسيرا) بمدينة (السادس من أكتوبر) بمحافظة الجيزة للتوسع في إنتاج اللقاحات»، مشيرةً إلى أنه «من المقرر التعاقد مع عدد من الشركات العالمية المعنية بتصنيع المواد الخام للقاحات، حرصاً على تنوع مصادر الإنتاج».
في ذات السياق، أشارت وزيرة الصحة المصرية إلى أنه «من المقرر تسلم مليون و900 ألف جرعة من لقاح الفيروس من إنتاج شركة (أسترازينيكا) كدفعة ثالثة ضمن اتفاقية (كوفاكس) بالتعاون مع التحالف الدولي للأمصال واللقاحات (غافي)، ومنظمة الصحة العالمية، فضلاً عن تسلم مليون جرعة من لقاح (سينوفاك) الصيني، وذلك خلال يونيو (حزيران) المقبل»، مشيرة إلى أن «مصر تسلمت حتى الآن 3 ملايين جرعة من لقاح (سينوفارم) الصيني، من بينها مليون ونصف جرعة مقدمة كـهدية من دولة الصين، على أن يستمر تسلم مزيد من اللقاحات تباعاً خلال الفترة القادمة». فيما أكدت الوزيرة المصرية «ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية للوقاية من الإصابة بالفيروس»، مشددة على «ضرورة الاستمرار في ارتداء الكمامة»، لافتةً إلى أن «العالم أجمع ما زال في مرحلة دراسة أبعاد الفيروس وتحوراته».
من جانبه، أكد السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشينغ، أمس، «أهمية التعاون بين البلدين في مجال تصنيع لقاحات الفيروس، وتوقيع اتفاقية التصنيع المشترك تعد امتداداً للعلاقات المصرية - الصينية ومواصلة لتعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة الجائحة».


مقالات ذات صلة

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك جرعة من لقاح «كورونا» (رويترز)

رجل يتهم لقاح «فايزر» المضاد لـ«كورونا» بـ«تدمير حياته»

قال مواطن من آيرلندا الشمالية إن لقاح «فايزر» المضاد لفيروس كورونا دمر حياته، مشيراً إلى أنه كان لائقاً صحياً ونادراً ما يمرض قبل تلقي جرعة معززة من اللقاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)

محادثات «حماس» و«فتح» بالقاهرة إلى «مشاورات أوسع» بشأن «لجنة إدارة غزة»

فلسطينيون يشاهدون الدخان يتصاعد بعد الضربات الإسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يشاهدون الدخان يتصاعد بعد الضربات الإسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)
TT

محادثات «حماس» و«فتح» بالقاهرة إلى «مشاورات أوسع» بشأن «لجنة إدارة غزة»

فلسطينيون يشاهدون الدخان يتصاعد بعد الضربات الإسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يشاهدون الدخان يتصاعد بعد الضربات الإسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)

مشاورات موسعة تتجه لها محادثات حركتي «حماس» و«فتح» بالقاهرة، بعد اتفاق أولي على تشكيل لجنة إدارة لقطاع غزة، واختلاف بشأن وضع إطار مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية يشمل فصائل فلسطينية جديدة، ضمن مساعٍ مصرية جادة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وعقد اجتماع قريب للفصائل لحسم تفاصيل بشأن اللجنة ومسار ما بعد الانتخابات الأميركية المقررة الثلاثاء.

جاء ذلك بحسب مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، كاشفة عن أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس المتواجد بالقاهرة لديه اعتراض على أي تغييرات حالية في منظمة التحرير الفلسطينية، تؤثر على أي مسار مستقبلي للقضية الفلسطينية، لافتين إلى أن اللجنة المؤقتة تم التوافق الأولي عليها خلال محادثات القاهرة، وتنتظر اجتماع الفصائل لحسم التفاصيل وإصدار مرسوم رئاسي.

واختتمت محادثات بين حركتي «حماس» و«فتح» يومها الثالث بالقاهرة، عقب الاستمرار في نقاش استمر بشأن ملفين اثنين، هما: تفاصيل إعلان اللجنة المجتمعية لإدارة قطاع غزة، ومساعي وضع إطار مؤقت لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» يضمن مشاركة «حماس» و«الجهاد» وباقي الفصائل، وفق مصدر فلسطيني مطلع على مسار المباحثات تحدث إلى «الشرق الأوسط»، أكد أن المحادثات ستجدد بشكل موسع عقب الاتفاق الأولي على تشكيل اللجنة واختلاف بشأن الإطار لم يحسم بعد.

وكانت «اجتماعات حركتي (فتح) و(حماس) بالقاهرة انطلقت السبت، بشأن إنشاء (لجنة الإسناد المجتمعي) المعنية بإدارة شؤون غزة، والسعي لتحقيق الوحدة الفلسطينية، وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة»، وفق مصدر أمني مصري، تحدث لقناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، لافتاً إلى أن «الحركتين لديهما نظرة إيجابية تجاه التحركات المصرية بشأن تشكيل (لجنة الإسناد المجتمعي) رغم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية».

ووفق المصدر الأمني «تتبع (لجنة الإسناد المجتمعي) السلطة الفلسطينية، وتتضمّن شخصيات مستقلة، وتصدر بمرسوم رئاسي من الرئيس محمود عباس وتتحمّل اللجنة إدارة قطاع غزة».

وبحسب تصريحات للقيادي في «حماس» أسامة حمدان، مساء الاثنين، فإن «أجواء اللقاء مع حركة (فتح) في القاهرة كانت إيجابية وصريحة»، لافتاً إلى أنه «تم النقاش مع (فتح) حول تشكيل هيئة لمتابعة أمور غزة واحتياجاتها»، دون تفاصيل أكثر.

وكشف القيادي في حركة «فتح»، أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعلومات المتوفرة تشير إلى أن المحادثات انتهت في يومها الثالث دون غلق الباب أو إصدار نتائج لحين مشاورات موسعة ستجري وتشمل كل الفصائل في اجتماع قد يكون هذا الشهر بالقاهرة».

وبحسب الرقب «تم تأجيل النقاش بشأن الإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتم الاتفاق المبدئي على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، وينتظر الأمر مرسوماً رئاسياً من الرئيس الفلسطيني واجتماع الفصائل المرتقب لبحث أسماء أعضاء اللجنة وتشكيلها وعملها»، لافتاً إلى أن «هذا التأجيل لا يقلل من مسار القاهرة، ولكنه مسعى لتعزيز الاتفاق على تشكيل اللجنة بعد اجتماع الفصائل».

وشهدت محادثات «حماس» و«فتح» بالقاهرة، تجاوز خلافات بشأن مرجعية عمل اللجنة هل تتبع الحكومة الفلسطينية أم لا، بـ«التوافق على أنها تتبع»، وفق معلومات الرقب، مستدركاً: «بالنسبة لملف الإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، فأبو مازن وحركة (فتح) رفضا ما كانت (حماس) تريد إنجازه بشأن وضع إطار مؤقت وتأجل لنقاشات لاحقة».

وأكد الخبير الاستراتيجي المصري، اللواء سمير فرج، أن الاجتماع أسفر عن «الاتفاق مبدئياً على تشكيل لجنة إدارة غزة بعد خروج إسرائيل، ولها 4 مهام، وهي أنها تدير الناحية الإدارية بغزة، ومسؤولة عن توزيع المعونات الإغاثية، وتعد خطة إعمار القطاع، وأن يصدر قرار رئاسي بشأنها من السلطة».

وهناك محاولات لتقريب وجهات النظر بشأن وضع الإطار المؤقت بشأن منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة المنظمة تعترف بحل الدولتين و«هناك اعتراضات من (حماس) على ذلك»، وفق فرج، مؤكداً أن مساعي مصر مستمرة في توحيد الموقف الفلسطيني ودعمه بشكل مطلق.

وفي هذا الصدد، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الاثنين، في لقاء بالقاهرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، «دعم مصر قيادة وشعباً للقضية الفلسطينية، ورفض كل أشكال التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة أو الضفة الغربية، مع استمرار الجهود المصرية المكثفة، الهادفة للتهدئة ووقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، والعمل، في الوقت ذاته، على حماية حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة».

وشدد الرئيس المصري على «دعم مصر للسلطة الفلسطينية، وبذلها جهوداً كبيرة لمساعدة الأشقاء في الوصول لتفاهمات وتوافق في الرؤى بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني، لضمان مواجهة التحديات الجسيمة والتهديدات التي تواجهها القضية الفلسطينية في هذا الظرف التاريخي الدقيق»، وفق بيان صحافي للرئاسة المصرية.

وهذا الموقف المصري هو استمرار لتأكيد دعم القضية الفلسطينية، بحسب اللواء سمير فرج، مؤكداً أن القاهرة يهمها بكل السبل وقف الحرب بغزة وترتيب البيت الفلسطيني وتوحيده ليكون قوياً أمام التحديات الموجودة.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب، أن «مصر تستشرف الخطر وتريد ترتيب الأوراق الفلسطينية، خاصة مع اقتراب إعلان الفائز بانتخابات الرئاسة الأميركية، بما يسهم من تقوية موقفها التفاوضي والتوصل لحل جاد».ويتوقع أن تكون هناك عراقيل محتملة ستواجه اللجنة، منها الرفض الإسرائيلي، وعدم الاتفاق على ترتيبات بين الفصائل في أسرع وقت، مثمناً الجهود المصرية المتواصلة لإيجاد حلول سريعة وتحقق المزيد من الحقوق الفلسطينية.