نادين لبكي في بيت «بربيري»

نادين لبكي في بيت «بربيري»
TT

نادين لبكي في بيت «بربيري»

نادين لبكي في بيت «بربيري»

* بعد أن ظل أسبوع لندن مهمشا مقارنة بعواصم الموضة العالمية لسنوات طويلة، تغير وضعه بعد أن بلغ عامه الـ25. ففي هذا العام اكتسب قوة تعززت بعودة مجموعة من أبنائه ممن هاجروا في فترة من الفترات إلى نيويورك أو ميلانو أو باريس. ولا شك أن عودة دار «بربيري» من ميلانو كانت الأكثر تأثيرا، لأنها لم تأت باسمها وإمكاناتها الهائلة فحسب، بل أتت حاملة معها لائحة طويلة من المعجبين من النجوم الذين أصبحوا يزينون الصفوف الأمامية. بل حتى أنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الأميركية أصبحت لا تتأخر عن أسبوع لندن، في أيامه الأخيرة تحديدا، بعد أن كانت تتعامل مع لندن كمحطة عبور من نيويورك إلى ميلانو لا أقل ولا أكثر. يوم الاثنين الماضي، وكالعادة، اكتظت الخيمة المنصوبة في حديقة «كيسنغتون» بالوجوه المعروفة مثل العارضات كارا ديلفين، كايت موس، ناعومي كامبل، ليلي دونالدسون، جوردان دون، والمصور العالمي ماريو تيستينو، فضلا عن نجمات مثل بالوما فايث، ماغي غيلينهال، وأخيرا وليس آخرا الممثلة والمخرجة اللبنانية نادين لبكي. نعم فعلى ما يبدو، لم يعد بالإمكان تجاهل منطقة الشرق الأوسط، وأصبحت الدار البريطانية تحاول أن تغازلها بالكثير من الطرق، كما ستكشف الأيام القادمة. إلى ذلك الحين، فإن الدار تستضيف ضيوفا من أسواقها المهمة في طقس جميل تركز فيه على شخصيات مؤثرة أكثر مما تركز على من يطلق عليهم «نجوم الشباك» فحسب. طبعا إذا اجتمع الاثنان في شخصية واحدة، فهذا هو عز الطلب. وهذا ما رأته في نادين لبكي، التي ظهرت في العرض بمعطف واق من المطر كلاسيكي، وماكياج هادئ بألوان طبيعية من منتجات الدار أيضا، تعكس شخصيتها وأسلوبها الذي تراعي فيها ما يناسبها ويشعرها بالراحة. فهنا كان بإمكانها أن تختار أي قطعة من تصاميم الدار، التي تصرخ بألوان ونقشات فنية، لكنها في المقابل اختارت هذا المعطف بلونه الكلاسيكي البيج، وهو ما يُحسب لها، ويُذكرنا بأن الموضة يجب أن تعكس شخصية لابسها وتمنحه الراحة والثقة وليس العكس.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.