2.5 مليون أميركي عاطل يترقبون مصيراً غامضاً

طلبات إعانة البطالة تهبط عن 500 ألف

يترقب نحو 2.5 مليون أميركي عاطل مصيراً غامضاً بعد توقف الإعانات (رويترز)
يترقب نحو 2.5 مليون أميركي عاطل مصيراً غامضاً بعد توقف الإعانات (رويترز)
TT

2.5 مليون أميركي عاطل يترقبون مصيراً غامضاً

يترقب نحو 2.5 مليون أميركي عاطل مصيراً غامضاً بعد توقف الإعانات (رويترز)
يترقب نحو 2.5 مليون أميركي عاطل مصيراً غامضاً بعد توقف الإعانات (رويترز)

ازداد عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة تراجعا عن مستوى 500 ألف الأسبوع الماضي، مما يشير إلى زيادة نمو الوظائف هذا الشهر رغم أن الشركات لا تزال تبحث عن عاملين.
وقالت وزارة العمل الأميركية الخميس إن إجمالي طلبات إعانة البطالة الحكومية المقدمة للمرة الأولى بلغ مستوى معدلا في ضوء العوامل الموسمية عند 444 ألف طلب للأسبوع المنتهي في 15 مايو (أيار)، مقارنة مع 478 ألفا في الأسبوع السابق. وكان هذا أدنى مستوى منذ منتصف مارس (آذار) 2020، وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 450 ألف طلب في أحدث أسبوع.
وما زالت الطلبات أعلى بكثير من نطاق 200 - 250 ألف الذي يعتبر من المؤشرات المصاحبة لأوضاع جيدة في سوق العمل. وكانت الطلبات قد تراجعت من المستوى القياسي المسجل في أوائل أبريل (نيسان) 2020 عند 6.149 مليون.
ويبحث أرباب العمل في شتى القطاعات، من الصناعات التحويلية إلى المطاعم والحانات عن عاملين رغم أن حوالي عشرة ملايين أميركي عاطلون عن العمل. ويُعتقد أن نقص دور رعاية الأطفال وسماح معظم المدارس بحضور جزئي فقط للتلاميذ وأيضا المخاوف المستمرة من جائحة (كوفيد - 19) وتقاعد العاملين المرتبط بها كلها عوامل تسهم أيضا في نقص العمالة.
وفي غضون ذلك، رأى مسؤولون جمهوريون منتخبون أنه لا يمكن الاستمرار في دفع تعويضات للعاطلين عن العمل للبقاء في المنزل أكثر من الأجر الذي يتلقونه لو كانوا يعملون، وقرروا خفض إعانات البطالة السخية المدفوعة أثناء وباء (كوفيد - 19) وترك 2. 5 مليون أميركي بلا موارد.
وقال الحاكم الجمهوري لولاية كارولاينا الجنوبية هنري ماكماستر: «ما كان يفترض أن تكون مساعدة مالية قصيرة الأمد للناس... الذين تم تسريحهم في أوج الوباء، أصبح ذلك حقا خطيرا».
وفي مواجهة خسارة ملايين الوظائف التي دمرها الوباء تم توسيع حقوق تعويض البطالة لتشمل العاملين لحسابهم الخاص وتمديدها إلى السادس من سبتمبر (أيلول) حتى للذين بلغوا المدة القصوى المحددة.
وتتفاوت قيمة التعويض من ولاية إلى أخرى بين 230 دولارا و820 دولارا في الأسبوع. وقد أضيفت إليها 300 دولار أسبوعيا أيضا. ولكن بينما يبدو الاقتصاد في طريقه للانتعاش، تواجه شركات عدة صعوبات في التوظيف وتثير المساعدات الإضافية غضب البعض.
وفي رسالة في السادس من مايو، قال النائب الجمهوري عن كاليفورنيا الجنوبية المؤيد للرئيس السابق دونالد ترمب إن هذا الوضع «يدفع العاملين ويشجعهم على البقاء في المنزل بدلا من تشجيعهم على العودة إلى العمل». وأمر بوقف كل هذه المساعدات في ولايته.
وأكد الرئيس جو بايدن مؤخرا أنه سيتم الإبقاء على هذه المساعدة في الولايات التي ترغب في الحصول عليها، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أنها ستسحب من العاطلين عن العمل الذين رفضوا وظيفة ما.
ومن ميسوري إلى ألاسكا وفرجينيا الغربية وإنديانا وجورجيا وغيرها، سيخفض 21 من 27 حاكم ولاية جمهورية، أو يلغي المساعدات الإضافية، حسب مذكرة لمحللين في مجموعة «أكسفورد إيكونوميكس» نشرت الأربعاء.
ورأى هؤلاء المحللون الاقتصاديون في حساباتهم أن 2.5 مليون عاطل عن العمل من أصل 16 مليونا استفادوا من التعويض، سيحرمون من كل دخل اعتبارا من يونيو (حزيران) أو يوليو (تموز) حسب أماكنهم. وسيخسر مليون عاطل عن العمل غيرهم الـ300 دولار الأسبوعية.
وتحذر سو بيركويتز مديرة مركز العدالة القانونية لكارولاينا الجنوبية (ساوث كارولاينا أبلسيد ليغال جاستيس سنتر) المنظمة التي تدعم المجتمعات ذات الدخل المنخفض بما في ذلك على المستوى التشريعي من أن «الأمر سيكون مدمرا».
وقالت بيركويتز: «سيكون لذلك تأثير هائل إذا لم تكن العائلات تملك دخلا مستقرا»، مشيرة إلى كل الذين لن يكونوا قادرين بعد ذلك على دفع الإيجار أو الفواتير. وأكدت أن الأمر «سيلحق ضررا بالأطفال». وأضافت أن العواقب ستكون قاسية خصوصا على العائلات الأميركية الأفريقية أو اللاتينية. والوظائف التي لا تجد إقبالاً هي التي تتطلب مهارات دنيا، وبالتالي هي الأقل أجرا.
وقالت سو بيركويتز إنه إذا كان السياسيون «قلقين جدا من أن شخصا يحصل على تعويض البطالة يمكن أن يكسب دخلا أكبر من ضعف الحد الأدنى للأجور، فلماذا لا تزال ولايتنا ترفض أن يكون الحد الأدنى للأجور أعلى من ذاك المحدد على المستوى الفيدرالي؟».
والحد الأدنى للأجور في كارولاينا الجنوبية هو نفسه الذي حددته حكومة الولايات المتحدة وهو 7.25 دولار للساعة. لكن بعض الولايات تبنت رقما أعلى. ويقول المحللون في «أكسفورد إيكونوميكس» إن هذه الإعانات السخية للبطالة «قد تكون من العوامل التي تحد من العرض في اليد العاملة». لكنهم يرون أن «المخاوف المرتبطة بالوضع الصحي تبقى العقبة الرئيسية» إذ إن نحو ثلثي سكان الولايات المتحدة لم يتم تطعيمهم. كما يشيرون إلى مشاكل رعاية الأطفال ما دام أن كل المدارس لم تفتح أبوابها بدوام كامل.
وأشارت بيركويتز أيضا إلى أن «الوظائف المتوفرة لا تتناسب فعلا» مع مهارات الباحثين عن عمل.
والشرارة التي أغضبت هؤلاء المحافظين الجمهوريين كانت نشر أرقام البطالة في أبريل. وقد أثارت خيبة أمل إذ لم يتم إحداث سوى 266 ألف وظيفة خلال الشهر بعيدا عن المليون وظيفة التي كانوا يتوقعونها.



وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
TT

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس، وستلعب دوراً مضاعفاً، كما يقول وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف. ويضيف أن هيئة المساحة الجيولوجية سيكون لها دور محوري خلال الـ25 عاماً المقبلة في تمكين قطاع التعدين، مشدداً على أن هناك عزماً على استمرار مشروعات المسح الجيولوجي والاستكشاف وتوفير البيانات للمستثمرين، خصوصاً أن الهيئة أطلقت جملةً من المبادرات تهدف إلى تحويل قطاع التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني.

كلام الخريف جاء خلال حفل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها، والذي انطلق تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وافتتحه الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة، بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية.

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير مكة المكرمة خلال تكريم الشخصيات المشاركة ويبدو وزير الصناعة ورئيس هيئة المساحة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وفي ظل هذه النتائج والأرقام ونتائج المسح، سجَّلت السعودية تدفقاً كبيراً للاستثمار في قطاع التعدين، وهو ما أكده لـ«الشرق الأوسط» الوزير الخريف، قائلاً: «يوجد الآن كمٌّ كبيرٌ من طلبات الاستثمار في قطاع التعدين، وهناك عمل مع الجهات الحكومية الأخرى؛ لضمان التنسيق لتخصيص المواقع للمستثمرين»، موضحاً أنه في كل يوم يجري التوقيع لمواقع جديدة سواء لمستثمرين حاليين فيما يتعلق بالتوسع، أو مستثمرين جدد.

وأشار الوزير إلى أن «النتائج التي نحصل عليها من المسح الجيولوجي والبيانات والمنصة، جعلت السعودية من أهم الدول التي يُنظر لها من شركات الاستثمار في قطاع التعدين للتوسع؛ لضمان مستقبلها في إمدادات التعدين»، مؤكداً: «إننا نعمل على التدقيق في المعلومات التي تصلنا، ونأخذ عينات إضافية، ونركز على مناطق محددة توجد فيها ثروات أكثر، وهذا يرفع مستوى مصداقية السعودية من حيث البيانات».

ونُفذت مشروعات عملاقة للمسح الجيولوجي غطت أكثر من 85 في المائة من أراضي المملكة ما بين أعمال مسح جيوفيزيائي وجيوكيميائي باستخدام تقنيات حديثة. كما أن هناك البرنامج العام للمسح الجيولوجي، ومبادرة بناء قاعدة المعلومات الوطنية لعلوم الأرض، وفقاً للخريف، الذي قال إن المبادرات أسهمت في ارتفاع قيمة الموارد المعدنية غير المستغلة من 4.9 تريليون ريال في عام 2016، إلى 9.4 تريليون ريال مع بداية العام الحالي، 2024.

وزير الصناعة خلال إلقاء كلمته في حفل الهيئة الاثنين (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وخلال الحفل، دشّن نائب أمير منطقة مكة، شعار هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجديد، الذي يعكس الهوية الجيولوجية للهيئة، ويفصح عن جهودها المستمرة في مسح مناطق المملكة وتعزيز الوعي الثقافي والبيئي، كما كرّم أعضاء اللجنة المؤسسة للهيئة، ورعاة الحفل.

وقال الخريف، إن هيئة المساحة الجيولوجية أنجزت أكثر من 500 مشروع متخصص في مجالات علوم الأرض، تتضمّن الخرائط الجيولوجية بمقاييس الرسم المختلفة، والاستكشاف المعدني، والمسح الجيوفيزيائي والجيوكيميائي والبحري، وأعمال مراقبة ورصد المخاطر الجيولوجية، والحد من آثارها، والدراسات والأبحاث التعدينية، كما اهتمت الهيئة منذ نشأتها بتنمية مواردها البشري؛ إيماناً منها بأنهم أساس نجاحها، فبفضل جهودهم وتفانيهم، إلى جانب خبراتهم العلمية والعملية، حققت الهيئة إنجازات نوعية حظيت بإشادة الجميع.

شهد حفل هيئة المساحة تكريماً من نائب أمير مكة المكرمة للرواد في الهيئة وعدد من الشخصيات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وأكد الوزير، في كلمته التي ألقاها بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس الهيئة، أن المملكة شهدت جهوداً وطنية حثيثة في مجال البحث والتنقيب عن الثروات المعدنية، وقد تكللت باكتشافات مهمة خلال الرُبع قرن الماضي، كان لها أثر كبير على مختلف الأصعدة، موضحاً أنه على صعيد قطاع التعدين، أسهمت هذه الاكتشافات في دعم الاستثمار وتطوير قطاع الثروة المعدنية، لا سيما مع اكتشاف عدد من المعادن الأساسية مثل الفوسفات والبوتاسيوم والذهب والفضة، بالإضافة إلى ركائز معدنية للمعادن الاستراتيجية، التي تكمن أهميتها في نمو القطاع وظهور شركات وطنية كبيرة مثل شركة «معادن».

وأضاف: «لم تقتصر إنجازات الهيئة على الاكتشافات المعدنية فحسب، بل امتدت لتشمل مجال المخاطر الجيولوجية، حيث أسهمت في توسيع شبكة الرصد الزلزالي لتعزيز قدرة المملكة في مراقبة النشاط الزلزالي، وإنشاء قاعدة بيانات (رواسي)، التي تضم آلاف التقارير والدراسات المتخصصة في المخاطر الجيولوجية، كما تشرفت الهيئة بالإشراف على استمرارية وديمومة مياه زمزم المباركة، وتعقيمها، والمحافظة على استدامتها، وأولت اهتماماً كبيراً بدرء مخاطر السيول، وإجراء كثير من الدراسات لتحديد المناطق المُعرَّضة للخطر، ودعم صنع القرار الحكومي بشأن إقامة المشروعات التنموية العملاقة».