إسرائيل تعتقل «الخلايا النائمة» في الضفة

طالت مسؤولي الصفين الأول والثاني والنشطاء الميدانيين

مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في بيت لحم بالضفة (رويترز)
مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في بيت لحم بالضفة (رويترز)
TT

إسرائيل تعتقل «الخلايا النائمة» في الضفة

مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في بيت لحم بالضفة (رويترز)
مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في بيت لحم بالضفة (رويترز)

كشفت مصادر أمنية في الجيش الإسرائيلي، أمس (الخميس)، أن حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفذها في الضفة الغربية، وطالت أسرى محررين وقيادات في «حركة حماس» وغيرها من التنظيمات المسلحة، تستهدف إجهاض مخطط لتنفيذ عمليات تفجير نوعية ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وربما داخل إسرائيل.
وقالت المصادر إن هذه الاعتقالات تتم في القدس الشرقية وسائر أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وتطال مسؤولي الصفين الأول والثاني من القيادات والنشطاء الميدانيين وتسعى للوصول إلى ما يعرف بـ«الخلايا النائمة» التي تم تدريبها للانطلاق المفاجئ عند الضرورة. وأكدت أن الاعتقالات تتم وفقاً لمعلومات استخبارية، تؤكد أن «حماس» و«الجهاد» حتى تنظيمات تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، بما في ذلك التنظيم التابع لحركة «فتح»، تخطط لتفجير الأوضاع الأمنية، حتى بعد وقف إطلاق النار مع غزة. وغرضها هو إظهار وقف النار على أنه نقطة ضعف إسرائيلية، وأن تنظيمات المقاومة لم تصب بانهيار من جراء عمليات القصف الإسرائيلية، بل لديها عناصر قوة كثيرة.
وكانت حملة الاعتقالات قد بدأت مع انطلاق الحرب في العاشر من الشهر الحالي، ولكنها أخذت تتسع في الأيام الأخيرة، مع الإعلان عن جهود حقيقية لوقف النار. وقد شملت الحملة فجر أمس كلاً من الناطق باسم قائمة «القدس موعدنا» التابعة لـ«حركة حماس»، الأسير المحرر علاء حميدان، والأسير المحرر أحمد عواد، وكلاهما من نابلس، ويزن جبر من منطقة عراق التايه شرق نابلس والأسير المحرر مهند طبنجة من منطقة خلة العامود والمعلم عودة حمايل من بلدة بيتا جنوب نابلس. وفي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال القيادي في «حماس» نايف رجوب عقب مداهمة منزله، واعتقلت المرشح على قائمة «القدس موعدنا» الأسير المحرر يوسف قزاز عقب اقتحام منزله والاعتداء على زوجته وأولاده، وكلاهما من بلدة دورا. وفي يطا الواقعة جنوب الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال، كلاً من فادي العمور، ومحمد العمور، محمد حريزات.
وكانت الضفة الغربية قد شهدت عشرات المظاهرات السلمية تضامناً مع القدس وغزة، وعندما حاول متظاهرون الاقتراب من حواجز الجيش الإسرائيلي العسكرية، أقدمت قواته على محاولة تفريقهم بالقوة. ووقعت صدامات عنيفة. وقتلت قوات الاحتلال نحو 30 فلسطينياً، ادعت أنهم هاجموا جنوداً ومستوطنين. ففي يوم الثلاثاء الأخير، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن فلسطينياً حاول مهاجمة جنود في مدينة الخليل، وفتح النار من سلاح رشاش، وحاول إلقاء قنبلة أنبوبية، قبل أن يطلق الجنود النار عليه ويسقط شهيداً في مكان الحادث. وقال بيان الجيش إن العبوة الناسفة انفجرت في يد المهاجم أثناء محاولته رميها باتجاه الجنود. وإنه كان يحمل أيضاً سكيناً.
وفي مساء الاثنين، قتل الشاب الفلسطيني، أكرم جوابرة (18 عاماً)، بنيران الجيش الإسرائيلي، بالقرب من مخيم العروب القريب من مدينة الخليل. وقد أصابته الرصاصة في الصدر. وفي وقت سابق من مساء الاثنين، بحسب الجيش، تم إطلاق النار من مركبة عابرة على جنود تمركزوا خارج مدينة الخليل. وجاءت هاتان الواقعتان بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أن سائقاً فلسطينياً حاول دهس جنود في حوارة، شمال الضفة الغربية، واصطدم بمركبة عسكرية. وقال الجيش في بيان إنه لم تقع إصابات في صفوف الجنود وتم اعتقال المنفذ.
وفي يوم الأحد، أصيب 7 جنود من عناصر شرطة الحدود، حالة اثنين منهم متوسطة، في هجوم دهس وقع في حي الشيخ جراح، الذي يتعرض لعملية استيطان وتهويد. وقد قُتل منفذ الهجوم، وهو من سكان القدس الشرقية، بنيران الشرطة. وفي ليلة السبت، أعلن الجيش أن فلسطينياً قُتل بالرصاص أثناء محاولته تنفيذ هجوم دهس بالقرب من مفرق الظاهرية في جنوب الضفة الغربية. وفي اليوم نفسه، فتحت قوات الجيش الإسرائيلي النار على سيارة إسرائيلية انحرفت باتجاه جنودها في الضفة الغربية، ظناً منهم أن السيارة المسرعة كانت تحاول تنفيذ هجوم دهس. وقالت الأسرة، التي كانت في السيارة، إنها كانت تحاول الابتعاد عن الإطارات المحترقة خلال المواجهات في المنطقة. وفي يوم الجمعة، حاول فلسطيني دهس وطعن جندي بالقرب من مستوطنة عوفرا قرب بيت لحم. وقُتل منفذ الهجوم بعد إطلاق النار عليه.
واعتبرت السلطات الإسرائيلية هذه العمليات جزءاً من مخطط أوسع يستهدف تفجير انتفاضة مسلحة، تمتد إلى المدن الإسرائيلية. وقالت إن قادة «حماس» وبقية الفصائل يستمدون التشجيع في هذه العمليات من أجواء العداء التي ترافق الحرب هذه الأيام، ولا تريد أن تضيع فرصة تولدها.



إنفوغراف... لبنان يشهد ثاني أكثر أيامه دموية إثر الحرب الإسرائيلية

شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)
شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)
TT

إنفوغراف... لبنان يشهد ثاني أكثر أيامه دموية إثر الحرب الإسرائيلية

شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)
شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)

شهد لبنان الاثنين الماضي يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 بعدما وسعت إسرائيل غاراتها الجوية على الجنوب، وسقط ما يزيد عن 558 قتيلاً، بينهم 90 امرأة و50 طفلاً، بحسب بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

وبمقارنة إحصاءات وزارة الصحة اللبنانية ببيانات برنامج «أوبسالا» المختص برصد ضحايا النزاعات المسلحة عالمياً، تبين أن الاثنين 23 سبتمبر (أيلول) الماضي كان ثاني أكثر الأيام دموية في تاريخ لبنان على الإطلاق، ولم يسبقه سوى 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990 حينما سقط 700 قتيل إبان فترة الحرب الأهلية.

وتظهر الأرقام ضراوة الضربات الإسرائيلية؛ إذ تجاوزت يوم الاثنين أضعاف حصيلة القتلى في أكثر الأيام دموية في لبنان خلال حرب عام 2006 بين إسرائيل و«حزب الله»؛ إذ سقط يوم 7 أغسطس (آب) من ذلك العام 83 قتيلاً.

ويعد برنامج رصد ضحايا النزاعات المسلحة أحد أنشطة المراكز البحثية لجامعة «أوبسالا» السويدية.