«اتفاق تسوية» لتهجير 150 سورياً من الجنوب إلى الشمال

بين قوات النظام ومعارضين برعاية روسية

حافلات لنقل سوريين من ريف القنيطرة جنوب البلاد إلى شمالها (أخبار حوران)
حافلات لنقل سوريين من ريف القنيطرة جنوب البلاد إلى شمالها (أخبار حوران)
TT

«اتفاق تسوية» لتهجير 150 سورياً من الجنوب إلى الشمال

حافلات لنقل سوريين من ريف القنيطرة جنوب البلاد إلى شمالها (أخبار حوران)
حافلات لنقل سوريين من ريف القنيطرة جنوب البلاد إلى شمالها (أخبار حوران)

بدأت أمس عملية تهجير نحو 150 شخصاً من ريف القنيطرة جنوب سوريا إلى مناطق خاضعة لسيطرة موالية لتركيا، بموجب اتفاق بين معارضين والنظام، رعته القوات الروسية التابعة لقاعدة حميميم.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بدخول 3 باصات إلى بلدة أم باطنة في الريف الأوسط لمحافظة القنيطرة، لتهجير نحو 30 شخصاً مع عائلاتهم إلى الشمال السوري، ذلك بعد اتفاق بين فرع الأمن العسكري والجانب الروسي من جهة، واللجنة المركزية في حوران وبعض وجهاء المنطقة من جهة أخرى؛ حيث انطلقت الباصات، ومن المقرر أن تكون وجهة باصات التهجير إلى منطقة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وكان «المرصد» تحدث عن توصل أطراف المفاوضات لاتفاق مبدئي بين «فرع الأمن العسكري» من جهة، واللجنة المركزية في حوران وبعض وجهاء المنطقة من جهة أخرى، ويقضي الاتفاق بتهجير 30 مطلوباً مع عائلاتهم من قرية أم باطنة بريف القنيطرة نحو الشمال السوري، وذلك خلال 5 أيام، ما يصادف يوم الخميس المقبل.
وبعد إطلاق دمشق سراح معتقلين من بلدة أم باطنة في محافظة القنيطرة جنوب سوريا، تم الاتفاق على تهجير نحو 150 شخصاً من البلدة نحو مناطق المعارضة في الريف الشمالي. وذكرت مصادر محلية أن باصات التهجير «حملت صباح الخميس 30 مطلوباً وعائلاتهم من أهالي أم باطنة لسلطات النظام بتهم الضلوع في أعمال إرهابية»، وتوجّهت القافلة التي انطلقت بعيداً عن الإعلام، وبمرافقة من الشرطة العسكرية الروسية، إلى معبر أبو الزندين في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، الواقعة ضمن مناطق «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
ويقضي الاتفاق بتهجير 30 مطلوباً للنظام مع عائلاتهم، مقابل فك الحصار عن البلدة والعودة عن قرار اجتياحها، مع منح مهلة 5 أيام. واشترط الشبان المطلوبون على فرع سعسع للأمن العسكري في اجتماع مع العميد طلال العلي الإفراج عن شابين من أبناء بلدتهم للقبول بتنفيذ الاتفاق، وقد تم الإفراج عن أحدهما على أن يتم الإفراج عن الآخر بعد أيام.
وذكر موقع «يجمع أحرار حوران» المعارض أن «التهجير يأتي في إطار الاتفاق النهائي بين فرع سعسع ووجهاء المنطقة». ونقل عن أحد الشبان المهجرين تأكيده على وجود «دور إيراني في التطورات التي شهدتها بلدة أم باطنة، وأن الميليشيات الإيرانية تعمل على إفراغ المنطقة من الشبان وتهجيرهم منها لإحكام قبضتها على المنطقة القريبة من الجولان المحتل».
وتقع بلدة أم باطنة في المنطقة المحاذية للجولان المحتل، وتتبع محافظة القنيطرة، التي استعاد النظام سيطرته عليها عام 2018.
وجاء اتفاق التهجير بعد مفاوضات بين وجهاء من البلدة واللجنة المركزية في درعا ووفد من الأمن العسكري فرع سعسع ووفد روسي، على خلفية التصعيد الذي شهدته البلدة مطلع الشهر الحالي، بعد هجوم شنه مسلحون على نقطة عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية في قرية الدوحة الواقعة بين تل الشعار وقرى جبا وأم باطنة وممتنة، قريباً من السياج الحدودي الفاصل بين سوريا والأراضي التي تحتلها إسرائيل.
وردّت قوات النظام على الهجوم بقصف مدفعي من تل الشعار على بلدة أم باطنة، ما أدى إلى نزوح أعداد من الأهالي نحو القرى المجاورة. كما تم فرض حصار على البلدة وإغلاق مداخلها، مع التهديد باقتحامها عسكرياً ما لم يتم تسليم 30 شاباً من المطلوبين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.