مصر تتوسع في مراكز تلقي اللقاحات

تهدف لتطعيم آلاف المواطنين يومياً للتصدي للجائحة

مركز لقاحات «كورونا» بمدينة نصر (صفحة مجلس الوزراء بـ«فيسبوك»)
مركز لقاحات «كورونا» بمدينة نصر (صفحة مجلس الوزراء بـ«فيسبوك»)
TT

مصر تتوسع في مراكز تلقي اللقاحات

مركز لقاحات «كورونا» بمدينة نصر (صفحة مجلس الوزراء بـ«فيسبوك»)
مركز لقاحات «كورونا» بمدينة نصر (صفحة مجلس الوزراء بـ«فيسبوك»)

في إطار الجهود المصرية لمجابهة انتشار فيروس «كوفيد - 19» خلال الموجة الثالثة، توسّعت مصر في مراكز تلقي اللقاحات لمواطنيها. وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن «التوسع في مراكز اللقاحات بهدف تطعيم آلاف المواطنين يومياً، ضمن خطة التصدي للجائحة»، مجدداً دعوته للمواطنين بـ«ضرورة الإسراع بالتسجيل لتلقي اللقاح، بما يوفر الحماية الشخصية لهم من خطر الإصابة بالفيروس، ويجنب المجتمع انتشار الوباء». فيما أعلنت وزارة الصحة المصرية أنها «تتوقع وصول 1.9 مليون جرعة من لقاح (أسترازينيكا) خلال الأسبوع الأول من يونيو (حزيران) المقبل».
ووفق أحدث إفادة لـ«الصحة»، أكدت «تسجيل 1160 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، و57 حالة وفاة جديدة». وتشير الوزارة إلى أن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس، حتى مساء أول من أمس، هو 249238. من ضمنهم 183696 حالة تم شفاؤها، و14498 حالة وفاة».
وتفقّد رئيس الوزراء المصري أمس مركز لقاحات «كورونا» الرئيسي بأرض المعارض بضاحية مدينة نصر شرق القاهرة، يرافقه وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، والممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة في مصر «اليونيسيف» جيرمي هوبكنز، ومسؤولو وزارة الصحة، حيث تم تجهيز المركز ضمن الحملة القومية لتطعيم المواطنين. وقال مدبولي إن «الدولة المصرية وفرت وأتاحت بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي أكبر حجم من لقاحات الفيروس لكافة المواطنين المصريين»، مشيراً إلى أنه «يتابع على مدار اليوم مع وزيرة الصحة والمجموعة الطبية المسؤولة عن إدارة أزمة الفيروس الاستعدادات التي تتم من أجل الحصول على أكثر من نوع من اللقاحات، كي يصبح لدى مصر أكبر حجم ممكن منها في أقل وقت ممكن»، موضحاً أنه «تم تلقي أكثر من 2.2 مليون جرعة خلال الأسبوع الماضي، ومن المستهدف خلال الشهر المقبل أن يصبح لدى مصر أكثر من 5 أو 6 ملايين جرعة أخرى، وهذا سيتيح منح اللقاح لأكبر عدد من المواطنين في أسرع وقت».
وأشار رئيس الوزراء المصري إلى أن «جميع أنواع اللقاحات المطروحة في مصر، تم اعتمادها من هيئة الدواء المصرية ووزارة الصحة، وهي لقاحات آمنة ومعتمدة ويتم استخدامها دولياً ويتلقاها المواطنون في دول العالم»، لافتاً إلى أن «كل الدراسات العلمية تؤكد أن تلقي اللقاح يقلل من نسب حدوث المرض، كما يقلل بصورة كبيرة من حدة المرض حال حدوث الإصابة، بما يجعل المصاب لا يحتاج إلى مستشفى أو علاج كبير».
من جهتها، أوضحت وزيرة الصحة المصرية أنه «تم تخصيص مركز رئيسي للتطعيم بمنطقة أرض المعارض بمدينة نصر، بطاقة استيعابية تستهدف تطعيم نحو 10 آلاف مواطن يومياً، حيث يضم المركز ساحة انتظار تستوعب 500 مواطن، بالإضافة إلى 96 عيادة لتلقي التطعيمات، والقوى البشرية تقدر بنحو 600 فرد لتقديم الخدمة، ما بين فرق طبية، وتمريض، ومدخلي بيانات، ودعم فني، بالإضافة إلى فرق للتواصل المجتمعي، وخدمة عملاء لمساعدة المواطنين وتنظيم دخول متلقي اللقاح»، معلنة أنه «جار العمل على الانتهاء من تطعيم قوائم المواطنين الذين قاموا بالتسجيل خلال الفترة الماضية»، لافتة إلى أن «وزارة الصحة والسكان تقوم حالياً بالتوازي بتطبيق ذلك النموذج (أي المركز الرئيسي) في المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية، بداية من محافظة الجيزة». وتؤكد «الصحة المصرية» أن «عدد مراكز تلقي اللقاحات تبلغ 376 مركزاً على مستوى ربوع البلاد».
في السياق ذاته، كشف مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية، عوض تاج الدين، عن أن «الحكومة المصرية تدرس منح جرعة ثالثة للتطعيم ضد الفيروس تحسباً للتحورات التي طرأت عليه في بعض البلاد». وأضاف تاج الدين في تصريحات متلفزة، مساء أول من أمس، أن «إدارة ملف التطعيمات حكيم جداً، واتفقنا مع الجهات المعنية على كل جديد»، لافتاً إلى أن «الصين أعلنت أن من حصلوا على جرعتين من لقاح الفيروس، لا بد من حصولهم على جرعة ثالثة من اللقاح».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».