< يتباهى بعض المثقفين وعدد من النقاد بأنهم يستطيعون اختراق الأعمال الفنية عموماً والسينمائية على الأخص بالغوص في زاوية مرجعيّتها السياسية. وحسنات الأفلام عادة، نسبة لهذا الاعتقاد، هي بقدر ما يطرحه العمل الفني من قضايا ومفادات وشخوص وتاريخ وجغرافيا.
< لكن في الوقت الذي لا يمكن الثناء على عمل بلا مفادات وقضايا، فإن تحويل بؤرة الاهتمام إلى «لماهية المطروح»، وليس لكيفية ذلك الطرح يحوّل النظر من البحث في الفن الذي ينتمي إليه العمل إلى النص الذي يعتمد عليه وما يتناوله ذلك النص من أفكار ومعطيات.
< في السينما، هذا النوع من النقد هو أقرب إلى فعل أدبي في أفضل حالاته وإنشائي في أسوأها. لأنه طالما اتجه صانع الفيلم إلى السينما ليقدّم من خلالها عمله، فإن الناقد عليه أن يتعامل مع هذا الوسيط وليس مع ما كان صانع الفيلم يهدف إلى هذا القول أو ذاك فقط.
< في عصر المعرفة المفتوحة على مصراعيها بجميع اللغات، ليس هناك مهارة أو تميّز في الحديث عن موضوع الفيلم. أقصد أن الحديث عن فيلم حول فولتير سيدفع الناقد المشغول بالتواصل مع القراء على أساس أنه مثقّف شامل، لإعادة صياغة ما يمكن أن يطالعه عن فولتير أو إبراهام لينكولن أو طه حسين أو أي شخص آخر. كذلك الحال إذا ما كان الفيلم تاريخياً أو سيرة ذاتية أو دراما اجتماعية واقعية. الموضوع يصبح خلاص الكاتب الأول للتعامل مع الفيلم.
< التاريخ، بذلك، صار عبارة عن كبسة زر. ومهما طرّز الكاتب كلماته ليبدو كما لو أنه ملم أكثر من سواه بالموضوع فإن الناقد الفعلي هو الذي يقترب من الخصائص اللغوية للفيلم ليتحدث عنه في تكامل صحيح. وهو بذلك يوفّر من زاده الخاص ما يكتب فيه.
نقاد الطروحات
https://aawsat.com/home/article/2983711/%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%AA
نقاد الطروحات
نقاد الطروحات
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة