تونس تتوقع إبرام اتفاق مع صندوق النقد خلال 3 أشهر

مؤشرات على تجديد «الضمان الأميركي»

تتوقع تونس إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة (أ.ب)
تتوقع تونس إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة (أ.ب)
TT

تونس تتوقع إبرام اتفاق مع صندوق النقد خلال 3 أشهر

تتوقع تونس إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة (أ.ب)
تتوقع تونس إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة (أ.ب)

كشف علي الكعلي، الوزير التونسي للاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار، عن نتائج المفاوضات التي أجرتها تونس مع صندوق النقد الدولي خلال بداية هذا الشهر بغرض توقيع اتفاق للحصول على تمويلات لميزانيتها، قائلاً، إن المفاوضات «بنّاءة»، وتوقع إبرام اتفاق مع الصندوق في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، وأن تفضي المحادثات إلى نتائج مهمّة، على حد تعبيره.
وأضاف الكعلي، أن تونس طرحت خلال جلسات التفاوض مع المسؤولين بصندوق النقد واللقاءات التي جمعتها مع مسؤولين من الولايات المتحدة والبنك الدولي ومع وكالة «مؤسسة تحدّي الألفية» الحكومية الأميركية، تجديد الضمان الأميركي لتتمكن تونس من الخروج إلى السوق المالية الدولية. وأكد على طمأنة الشركاء الأميركيين، وإعراب السلطات التونسية لهم عن استعدادها لتسديد ديونها والتزامها بكامل تعهداتها على حد قوله.
وتعمل السلطات التونسية على دعم ميزانية الدولة ضمن قانون المالية لسنة 2021، وذلك بسعيها إلى توفير تمويلات بقيمة 18.5 مليار دينار تونسي (نحو 6.7 مليار دولار)، سيخَصص جزء كبير منها لتسديد قروض سابقة بقيمة 15.5 مليار دينار.
وبشأن المفاوضات مع صندوق النقد، قال الكعلي، إن تونس تسعى للحصول على قرض مالي قيمته بين 3 و4 مليارات دولار مع نهاية السنة الحالية؛ وذلك تماشياً مع قدرة الاقتصاد التونسي على تعبئة الموارد في تونس. وعبّر في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية عن طموحه لتعبئة جزء مهم من هذا المبلغ بضمان أميركي، وذلك في نطاق دعم السلطات الأميركية الكامل لتونس في خطتها الإصلاحية، واستعدادها للعمل بنشاط لتزويدها بضمانة جديدة ومن ثمة الخروج إلى السوق الدولية وإطلاق قرض رقاعي.
وكان الكعلي قد ترأس الوفد التونسي الذي زار واشنطن من 3 إلى 8 مايو (أيار) الحالي بهدف إطلاق المحادثات مع المسؤولين بصندوق النقد والتوصل إلى إبرام اتفاق جديد يمكّن تونس من تجاوز المرحلة الاقتصادية الصعبة التي تعرفها.
ويذكر، أن تونس قد حصلت خلال الفترة الممتدة بين 2016 و2020 على قرض من صندوق النقد بقيمة 2.9 مليار دولار، امتد على ثمانية أقساط مشروطة بمجموعة من الإصلاحات الاقتصادية، وقد تأخر موعد الحصول على البعض من تلك الأقساط نتيجة عدم التزام الحكومة التونسية بالإصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي اقترحها الصندوق.
من ناحية أخرى، أعلن المعهد التونسي للإحصاء (حكومي) عن تراجع الناتج المحلي في تونس بنسبة 3 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2020. وأرجع المعهد انخفاض نسبة النمو إلى تراجع القيمة المضافة لقطاع الفلاحة والصيد البحري بنسبة 6.7 في المائة خلال الربع الأول، والانخفاض الملحوظ في محصول الزيتون خلال الموسم الفلاحي الحالي مقارنة بالموسم السابق... كما فسر هذا التراجع في جزء كبير منه بانخفاض قطاع الخدمات المسوقة بنسبة 6 في المائة نتيجة تقهقر الإنتاج في أغلب القطاعات الاستراتيجية، على غرار خدمات الفنادق والمطاعم والمقاهي والنقل والاتصالات والخدمات المالية.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.