أغنيات عربية «عاجلة» لدعم فلسطين

معين شريف ورامي صبري ومي فاروق من أبرز المشاركين

رامي صبري (حساب الفنان على فيسبوك)
رامي صبري (حساب الفنان على فيسبوك)
TT

أغنيات عربية «عاجلة» لدعم فلسطين

رامي صبري (حساب الفنان على فيسبوك)
رامي صبري (حساب الفنان على فيسبوك)

تسابق عدد من المطربين العرب خلال الساعات الماضية إلى طرح أغنيات «عاجلة» وجديدة لدعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض حالياً لغارات وهجمات عنيفة من جيش الاحتلال الإسرائيلي خلّفت عشرات القتلى والجرحى.
ومن بين الفنانين العرب الذين تضامنوا مع الشعب الفلسطيني، الفنان اللبناني معين شريف الذي طرح أغنية «أرض السماء» بمشاركة الفنان الفلسطيني سامر الوني، عبر قناته الرسمية بموقع الفيديوهات «يوتيوب» وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي من كلمات خليل عليا، وألحان سامر الوني وتوزيع أنور مكاوي وإخراج محمود رمزي، ويقول مطلعها: «يتحدثون عن السلام كأنهم أهله أو أنهم أهل البلاد، لن ننسى يومنا يا إلهي كيف احترقنا من سكات... يا رب قد صار ألم فينا اختبار للأبد».
وكشف الفنان معين شريف تفاصيل الأغنية قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «تواصلت منذ فترة مع فرقة فلسطينية من مخيم البداوي، (إحدى المخيمات الفلسطينية بلبنان) مع صالح شريف مدير أعمالي، وعرضوا عليه فكرة تقديم أغنية وطنية عن فلسطين، وبدأنا بالعمل على الأغنية بإيقاع بطيء، ولكن مع تصاعد وتيرة الأحداث في القدس مع نهاية شهر رمضان الكريم، واستشهاد عدد من الفلسطينيين، قررت تسريع إيقاع العمل على الأغنية، وتم الانتهاء من تسجيلها وتصويرها في أربعة أيام، حيث تم التسجيل وتنفيذ المكساج في ثلاثة أيام متواصلة، أما التصوير فقد تم في يوم واحد».
أمّا الفنان المصري رامي صبري فكان من أوائل الفنانين الذين تضامنوا مع سكان حي الشيخ جراح بمدينة القدس، بطرح أغنية جديدة بعنوان «القضية مكملة» من كلمات الشاعر تامر حسين وتوزيع الموزع المغربي جلال الحمداوي ومن ألحان صبري، ويقول مطلعها: «بيبتسملك مش جبان... بص الشجاعة اللي في عينيه، الأرض أرضه من زمان أنت اللي متقّل عليه، طمعك وجشعك دول عموك من الإنسانية جرّدوك».
ويقول صبري لـ«الشرق الأوسط»: «تابعت كلمات الأغنية لأول مرة بعدما نشرها الشاعر تامر حسين عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وأعجبت بها، فقمت بتلحينها ثم أرسلتها للموزع جلال الحمداوي الذي وزعها سريعاً وقمت بتسجيلها في أقل من 24 ساعة، وهذه الأغنية ما هي إلا رسالة للتعبير عمّا نريد إيصاله لكل أشقائنا في فلسطين».
كما طرحت الفنانة المصرية مي فاروق أغنية بعنوان «القضية فلسطينية» عبر قناتها الرسمية بموقع «يوتيوب»، وهي من ألحان عمرو مصطفى، وقالت فاروق لـ«الشرق الأوسط»: «تم التحضير للأغنية في ساعات قليلة من أجل خروجها للنور»، مشيرة إلى «أن صوتها هو السبيل الوحيد أمامها من أجل دعم ومناصرة الفلسطينيين».
فيما أعاد الفنان المصري طارق فؤاد، توزيع أغنيته القديمة «يا أم التراث المريمي» التي قدمها عام 1998 وحازت وقتها على جائزة أفضل أغنية عربية وهي من كلمات الشاعر سيد شوقي، ومن ألحان طارق فؤاد، وتوزيع عادل عايش.
ومن بين الأغنيات الداعمة للقضية الفلسطينية والمقرر طرحها خلال الأيام المقبلة، أغنية الفنان المصري عمرو مصطفى، التي أعلن عنها عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أول أغنية لفلسطين بجميع لغات العالم، لن نحدّث أنفسنا طويلاً، حان الوقت لنتحدث بكل لغات العالم في عمل فني ضخم لتصل الرسالة للجميع». وأيضاً كشفت الفنانة اللبنانية كارول سماحة عن تحضير عمل لفلسطين في ألبومها الغنائي الجديد المقرر طرحه بعد عدة أسابيع.
وتستحوذ القضية الفلسطينية على اهتمام عشرات المطربين العرب الذي أبدعوا أغنيات كثيرة على مدار العقود الماضية، ومن أبرزها أغنية «زهرة المدائن»، وأوبريت «الحلم العربي» الذي شارك فيه أكثر من 30 مطرباً عربياً، وأوبريت «القدس هترجع لنا» الذي قُدم بعد استشهاد الطفل محمد الدرة عام 2001، بالإضافة إلى أغنيات كبار نجوم الغناء العربي على غرار «نشيد الانتفاضة» للفنان الكبير مارسيل خليفة، و«القدس دي أرضنا» للفنان المصري عمرو دياب، وأغنية «قتلوا الشعب» للفنان اللبناني راغب علامة، وأغنية «وين الملايين» للفنانة اللبنانية جوليا بطرس، وأغنية «أنا يا إسرائيل» للفنان المصري حمزة نمرة.



«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».