«العناق» مفيد للصحة ويساعد في تجاوز الأوقات العصيبة

TT

«العناق» مفيد للصحة ويساعد في تجاوز الأوقات العصيبة

أخيراً، أصبح باستطاعتنا اليوم احتضان «عناق» أحبابنا من جديد. وسواء كان الأمر يتعلق باحتضان أجدادنا، أو الأصدقاء المقربين أو أبناء وبنات إخواننا، أصبح مسموحاً اليوم بالعناق الحذر الذي لا يتضمن ملاصقة جسدية مفرطة. اليوم، وبعد مرور أكثر عن 14 شهراً من القيود، فإن أهون وصف يمكن أن نصف به حالنا أننا افتقدنا الاتصال الاجتماعي. أما الآن، فقد أصبح باستطاعتنا على الأقل توديع أساليب التحية المحرجة التي ابتكرناها في ظل الجائحة مثل تلامس المرفقين أو محاكاة الاحتضان عبر الهواء، ومعاودة إظهار بعض الحب، جسدياً، لأفراد أسرتنا وأصدقائنا بعد عام عصيب على نحو استثنائي.
في هذا الصدد، أوضحت لوري دوثوايت، المحاضرة بجامعة سنترال لانكشاير، أن البحث عن الاتصال الاجتماعي مترسخ في تركيبتنا البيولوجية، ما يفسر سبب أهمية العناق لدينا. وقالت في تصريحات لصحيفة «مترو» البريطانية: «نحن مخلوقات اجتماعية بطبيعتنا ولدينا رغبة قوية في التواصل مع الآخرين، لأن هذا كان عاملاً جوهرياً وراء بقائنا على قيد الحياة. لقد اعتمد أسلافنا الأوائل على دعم أفراد قبيلتهم في الحصول على الغذاء والمأوى والأمان. وكانت مسألة بناء علاقات داخل القبيلة أمراً ضرورياً لأن تعرض المرء للنبذ كان يعني موته».
وأضافت: «يسمح لنا الاتصال الجسدي بتكوين رابطة وثيقة مع الآخرين، ويتسم هذا الارتباط بأهمية حيوية منذ الولادة، ذلك أننا عندما نولد نعتمد على من يتولى رعايتنا في الحصول على الغذاء وضمان السلامة. وعندما نحتضن بعضنا البعض، ننقر على هذه الحاجة الأساسية. ويتيح لنا لمس بعضنا البعض التشارك في الدفء من خلال أجسادنا ونعاين تغييرات كيميائية حيوية تعزز ارتباطنا ببعضنا البعض».
وشرحت لوري أنه «عندما نتعانق، نفرز هرموناً عصبياً يطلق عليه الأوكسيتوسين؛ وهو هرمون قوي يدفعنا للشعور بالدفء والغموض. وتوصلت أبحاث إلى ارتباط إفراز الأوكسيتوسين كذلك بزيادة الثقة والتعاطف، بجانب أنه يمكن أن يساعد المرء على التغلب على الأوقات العصيبة من خلال البحث المستمر عن الدعم الاجتماعي».
وكشفت أبحاث أخرى أن الأوكسيتوسين يقلل الشعور بالألم، لذا فإن احتضان شخص ما يعاني، يمكن أن يساعده حقاً. ويمكن أن يؤدي العناق والتقبيل والعناق والحميمية الجنسية إلى إفراز الأوكسيتوسين، وكذلك يفرز الجسم هذا الهرمون أثناء الولادة والرضاعة الطبيعية».



الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.