مجلس الوزراء العراقي يطلق التخصيصات المالية لـ «الحشد الشعبي»

المتحدث باسم مكتب العبادي لـ («الشرق الأوسط») : كيان قائم بخلاف «الحرس الوطني»

مجلس الوزراء العراقي يطلق التخصيصات المالية لـ «الحشد الشعبي»
TT

مجلس الوزراء العراقي يطلق التخصيصات المالية لـ «الحشد الشعبي»

مجلس الوزراء العراقي يطلق التخصيصات المالية لـ «الحشد الشعبي»

وافق مجلس الوزراء العراقي أمس على تنفيذ مشروع بناء قدرات «الحشد الشعبي» المدرج في جدول الموازنة الاستثمارية. وقال المجلس في بيان إنه تم «تخصيص مبلغ قدره 60 مليون دولار لتنفيذ مشروع بناء قدرات (الحشد الشعبي)».
وفي هذا السياق، أكد الدكتور سعد الحديثي، المتحدث الإعلامي باسم مكتب رئيس الوزراء، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحشد الشعبي والحرس الوطني تم تخصيص الأموال اللازمة لهما في الموازنة المالية لعام 2015، ولكن حتى يتم إقرار قانون الحرس الوطني، فإن (الحشد الشعبي) يعد اليوم كيانا قائما من حيث آليات العمل والتمويل وغيرها، وبالتالي، فإنه لا بد أن يتم إطلاق الأموال المخصصة له».
وردا على سؤال حول سبب إصدار قرار من مجلس الوزراء بينما هو مدرج في الموازنة، قال الحديثي إن «سبب إصدار قرار من مجلس الوزراء بهذا الشأن إنما هو استثناء من شرط تنفيذ العقود الحكومية والإيعاز لوزارة المالية بإطلاق صرف المبلغ».
من جهته، أكد القيادي في ائتلاف دولة القانون عدنان السراج في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «(الحشد الشعبي)، بخلاف الحرس الوطني الذي لا يزال قيد النقاش، أصبح أمرا واقعا، وقد اجتاز كل الاختبارات والتحديات التي واجهها ووضعت أمامه»، مشيرا إلى أن «هناك عوامل أدت إلى نجاح هذه التجربة؛ في المقدمة منها الاستجابة الطوعية لمنتسبيه لفتوى المرجعية حتى دون تخصيصات مالية، كما أنه حقق نجاحات في مناطق تعتبر خطوط نار مثل ديالى وجرف الصخر حيث توجد قواعد وحواضن لتنظيم داعش، يضاف إلى ذلك أنه تمكن، وفي غضون فترة قصيرة، من تحقيق تنسيق جيد مع الجيش، كما أصبحت له مقبولية بين العشائر لا سيما السنية منها التي باتت تقاتل معه، بل تستدعيه إلى مناطقها أو تعمل على استنساخ تجربته، والأهم من ذلك، أنه تمكن من تخطي البعد الطائفي».
وأشار السراج إلى أن «إطلاق أموال (الحشد الشعبي) أمر مهم لهذه الأسباب، لا سيما ونحن مقبلون على معارك مصيرية خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة مثل تكريت والموصل، في حين لا يزال (الحرس الوطني) خاضعا للنقاش، وقد يمتد هذا النقاش لستة أشهر أو أكثر، وبالتالي قد تكون الموصل وتكريت قد تحررت ولم تعد هناك حاجة للحرس أصلا».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.