غوتيريش «منزعج بشدة» لتدمير إسرائيل مبنى في غزة يضم مكاتب إعلامية

أبدى «سخطه» لتزايد أعداد الضحايا المدنيين جراء الغارات

انهيار مبنى يضم مكاتب وسائل إعلام دولية جراء غارة إسرائيلية استهدفته في قطاع غزة (رويترز)
انهيار مبنى يضم مكاتب وسائل إعلام دولية جراء غارة إسرائيلية استهدفته في قطاع غزة (رويترز)
TT

غوتيريش «منزعج بشدة» لتدمير إسرائيل مبنى في غزة يضم مكاتب إعلامية

انهيار مبنى يضم مكاتب وسائل إعلام دولية جراء غارة إسرائيلية استهدفته في قطاع غزة (رويترز)
انهيار مبنى يضم مكاتب وسائل إعلام دولية جراء غارة إسرائيلية استهدفته في قطاع غزة (رويترز)

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس السبت «سخطه» لحصيلة القتلى المدنيين في غزة وأعرب عن «انزعاجه الشديد» لتدمير سلاح الجو الإسرائيلي مبنى في القطاع الفلسطيني يضم مكاتب لوسائل إعلام دولية.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام في بيان إن غوتيريش شعر «بانزعاج شديد من تدمير غارة جوية إسرائيلية اليوم بناية شاهقة في مدينة غزة كانت تضم مكاتب للعديد من المنظمات الإعلامية الدولية». وأضاف أن الأمين العام أبدى «سخطه» بسبب «تزايد أعداد الضحايا المدنيين، ولا سيما مقتل عشرة أفراد من نفس العائلة، بينهم أطفال، في غارة جوية إسرائيلية الليلة الماضية».
من جانبها، شددت كندا على «الأهمية الأساسية لحماية الصحافيين»، داعية إلى «خطوات فورية» لإنهاء دورة العنف المتواصلة منذ الاثنين بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع المحاصر.
وقال وزير الخارجية الكندي مارك غارنو في تغريدة على «تويتر» إن أوتاوا «تتابع ببالغ القلق الوضع في إسرائيل والضفة الغربية وغزة، وتحث جميع الأطراف على اتخاذ خطوات فورية لإنهاء العنف وتخفيف حدة التوترات وحماية جميع المدنيين واللاجئين والصحافيين والإعلاميين». وأضاف أنّ «كندا تؤكد مجدداً على الأهمية الأساسية لحماية الصحافيين»، مشدداً على وجوب أن يكون الصحافيون «أحراراً في القيام بعملهم. يجب ضمان سلامتهم وأمنهم دائماً».
والسبت شن سلاح الجو الإسرائيلي ضربة على مبنى في مدينة غزة يضم مكاتب لوسائل إعلام من بينها خصوصاً قناة الجزيرة القطرية ووكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، بعد أن أبلغ شاغليه بوجوب إخلائه على الفور، في غارة سوت المبنى المؤلف من 13 طابقاً بالأرض.
وبدأت إسرائيل بقصف قطاع غزة قبل أسبوع بعدما أطلقت حركة «حماس» صواريخ من القطاع على القدس «تضامناً» مع مئات الفلسطينيين الذين جُرحوا في صدامات مع الشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى بالقدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967. وجاءت هذه الصدامات بعد تهديدات بطرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.