العلاقة بين جمهور مانشستر يونايتد وعائلة غليزر الأميركية معقدة وتزداد سوءاً

الديون الثقيلة وعدم الفوز بعدد كبير من البطولات جعلت مالكي النادي لا يحظون بشعبية كبيرة

جويل وأفرام غليزر مع سولسكاير قبل مواجهة يونايتد مع برشلونة عام 2019 في كامب نو (رويترز)
جويل وأفرام غليزر مع سولسكاير قبل مواجهة يونايتد مع برشلونة عام 2019 في كامب نو (رويترز)
TT

العلاقة بين جمهور مانشستر يونايتد وعائلة غليزر الأميركية معقدة وتزداد سوءاً

جويل وأفرام غليزر مع سولسكاير قبل مواجهة يونايتد مع برشلونة عام 2019 في كامب نو (رويترز)
جويل وأفرام غليزر مع سولسكاير قبل مواجهة يونايتد مع برشلونة عام 2019 في كامب نو (رويترز)

لم يحصل مانشستر يونايتد على أي بطولة منذ عام 2017. ولم يفز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ ثماني سنوات، وهو الأمر الذي أثار استياء جماهير النادي التي احتجت ضد عائلة غليزر الأميركة المالكة للنادي قبل مباراة الفريق أمام ليفربول على ملعب «أولد ترافورد»، التي تم تأجيلها بعد أن اقتحم بعض الجماهير أرض الملعب. ويرى البعض أن العائلة الأميركية هي المسؤولة الوحيدة عن تعثر الفريق داخل الملعب.
لقد وصلت ديون النادي إلى 487 مليون جنيه إسترليني، وما يزيد على مليار جنيه إسترليني بعد إضافة فائدة هذه الديون، التي تكدست على النادي منذ استحواذ عائلة غليزر عليه في عام 2005.
وعلاوةً على ذلك، فشل النادي في الحصول على أي بطولة منذ أربع سنوات، كما لم يحصل إلا على ثلاث بطولات فقط منذ رحيل المدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون في عام 2013، ولم يكن من بينها أي بطولة للقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد قاد فيرغسون النادي للحصول على 13 لقباً للدوري الإنجليزي الممتاز، من بين العشرين لقباً التي حصل عليها النادي عبر تاريخه. وكان فيرغسون يقوم بدور المدير الفني وكبير الكشافة ومدير الكرة بالنادي في آن واحد، وبالتالي كان رحيله أحد الأسباب الرئيسية في تراجع النادي بهذا الشكل. وقد حقق المدير الفني الأسكوتلندي الكثير من النجاحات حتى في ظل ملكية عائلة غليزر للنادي، فخلال الفترة بين عامي 2005 و2013 حصل فيرغسون على خمسة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، وحقق ثنائية دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز مرة واحدة، وحصل على ثلاث كؤوس لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية.
ببساطة، لم يكن من السهل على الإطلاق أن يجد مانشستر يونايتد بديلاً لهذا المدير الفني العبقري! وكان أول من يخلف فيرغسون على رأس القيادة الفنية لمانشستر يونايتد مواطنه الأسكتلندي ديفيد مويز، بعقد يمتد لست سنوات، لكنه لم يقد النادي إلا في 34 مباراة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز ورحل بعد ذلك. ثم جاء المدير الفني الهولندي المخضرم لويس فان غال، الذي اتسمت فترة ولايته بالتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين الذين لم يقدموا الأداء المتوقع منهم، وقاد الفريق للفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، قبل أن يقال من منصبه بسبب فشله في التأهل لدوري أبطال أوروبا.
وبعد ذلك، جاء المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي قاد النادي لمدة عامين ونصف العام، وقاد الفريق خلالها للفوز بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة والدوري الأوروبي، ثم أقاله إد وودوارد من منصبه قبل فترة أعياد الميلاد عام 2018، بعد أن نفد صبر نائب الرئيس التنفيذي للنادي. وعندما تمت الاستعانة بأولي غونار سولسكاير كمدير فني مؤقت (في البداية)، كان قد مر خمس سنوات على مانشستر يونايتد بدون فيرغسون، وهي الفترة التي انتقلت فيها الهيمنة على كرة القدم الإنجليزية إلى مانشستر سيتي، مع تكوين ليفربول لفريق قوي تمكن من الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز في موسمين متتاليين (2018 - 2019 و2019 - 2020).
وكانت القواسم المشتركة في هذه السنوات المخيبة للآمال تتمثل في وودوارد وعائلة غليزر المالكة للنادي. وبالنسبة للودوارد، فقد تعرض منزله للهجوم من قبل جماهير النادي الغاضبة، كما تعرض للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، وسيرحل عن النادي بنهاية العام الحالي، بعد إخفاق مانشستر يونايتد في الانضمام إلى بطولة دوري السوبر الأوروبي المقترحة، التي وئدت في مهدها. لكن إقامة عائلة غليزر في فلوريدا بالولايات المتحدة فيعني أنها بعيدة كل البعد عن أيدي الجماهير الغاضبة بسبب زيادة ديون النادي وفشله في الحصول على البطولات، وعدم التواصل بين ملاك النادي والجماهير.
وبعيداً عما يمكن أن نطلق عليه «الخيار النووي»، الذي يعني إجبار عائلة غليزر على بيع النادي، وأن تصبح جزءاً من الماضي، فمن الواضح للجميع أن العائلة الأميركية قد فشلت في التعامل بشكل جيد مع جمهور النادي. لكن يجب الإشارة إلى أنه رغم الغضب الشديد من قبل الجماهير، فإنه لا يزال هناك استعداد من قبل هذه الجماهير للعمل مع العائلة الأميركية، والدليل على ذلك أن مجلس أمناء جمهور مانشستر يونايتد قد أكد على ذلك يوم مؤخراً، في خطاب مفتوح جاء فيه: «لقد شعرنا بالتهميش والتجاهل أكثر من أي وقت مضى».
ويمكن القول إن عائلة غليزر في وضع مثالي الآن لتغيير ذلك - من خلال منتدى جماهير النادي الذي يضم 11 ممثلاً عن الجمهور الذي يشاهد المباريات من الملعب. وكثيرا ما يتفاعل وودوارد مع هذا المنتدى، ويستقبل الأسئلة، لذلك من المؤكد أن أحد الرئيسين المشاركين، جويل أو أفرام غليزر، يمكنهما أن يخصص ساعة من وقته، مرة أو مرتين في السنة، للتفاعل مع هذا المنتدى. ومن شأن هذا أن يُرضي «بعض المشجعين»، ويؤكد أن جويل كان صادقاً عندما وعد سابقاً بأنه سيستمع لآراء الجماهير بشكل مناسب.
وعلاوة على ذلك، يجب أن نشير إلى أن صافي ما أنفقه مانشستر يونايتد على التعاقد مع لاعبين جدد خلال العامين الماضيين بلغ 200 مليون يورو، وهو أعلى مبلغ ينفقه أي نادٍ أوروبي على التعاقدات في تلك الفترة، وهو ما يعكس رغبة مسؤولي النادي في إعادة الفريق إلى المسار الصحيح. كما ستشير عائلة غليزر إلى النمو الكبير في الإيرادات التجارية تحت إشرافهم وفي ظل رؤية وودوارد. وتقول عائلة غليزر إنها تعمل في صمت حتى تتجنب المشتتات، لكن كثيرين فسروا هذا الصمت المطبق بأنه شكل من أشكال الازدراء! ويمكن للمالكين الذين يخاطبون منتدى الجماهير (أو أي اجتماع آخر) السماح لهم بالتعبير عن كيفية قبولهم للأخطاء التي ارتكبت، وأن الجماهير محقة في الشعور بالحرمان والتهميش، وأن إيجاد بديل لفيرغسون كان صعباً للغاية، لدرجة أن الأمر تطلب ثلاث محاولات قبل الاعتماد على سولسكاير.
ومع ذلك، تتسم العلاقة بين جماهير مانشستر يونايتد وعائلة غليزر بأنها دقيقة ومعقدة للغاية، والدليل على ذلك أن بعض الجماهير قد احتجت حتى في عام 2010 عندما كان فيرغسون في منتصف الثماني سنوات التي عمل خلالها في ظل ملكية العائلة الأميركية. وفي الوقت الذي يستعد فيه وودوارد للرحيل، يحتل مانشستر يونايتد المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وعلى وشك الحصول على لقب الدوري الأوروبي بعد وصوله للمباراة النهائية بعدما سحق روما الإيطالي في الدور نصف النهائي. ومن الواضح للجميع أن الفريق يسير بخطى ثابتة تحت قيادة سولسكاير. وبالتالي، فإن الحقيقة الأساسية والواضحة هي: كلما طالت الفترة التي لا يتحسن فيها الفريق، زادت الانتقادات لعائلة غليزر والاتهامات بأنها السبب في تراجع نتائج مانشستر يونايتد - سواء كان ذلك عادلاً أم لا.


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.