«بلوتونيوم» فضائي من عمر الأرض في أعماق المحيط

«سوبر نوفا» يُعتقد أنها مسؤولة عن توليد معادن ثقيلة (ناسا)
«سوبر نوفا» يُعتقد أنها مسؤولة عن توليد معادن ثقيلة (ناسا)
TT

«بلوتونيوم» فضائي من عمر الأرض في أعماق المحيط

«سوبر نوفا» يُعتقد أنها مسؤولة عن توليد معادن ثقيلة (ناسا)
«سوبر نوفا» يُعتقد أنها مسؤولة عن توليد معادن ثقيلة (ناسا)

عثر فريق بحثي دولي، على عنصر نادر من «البلوتونيوم» في قشرة أرضية تحت المحيط الهادي (نحو 1500 متر)، وأعلنوا عن هذا الاكتشاف في دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية «ساينس».
وهناك بعض الإصدارات المشعة من المعادن الثقيلة التي لا توجد بشكل طبيعي على كوكب الأرض، وعلى وجه الخصوص كان الباحثون يبحثون عن (البلوتونيوم 244)، وهو نوع مختلف من البلوتونيوم بعمر يبلغ 80.6 مليون سنة، أي أنه كان موجود أصلاً أثناء تكوين الأرض، ومن المفترض أن يكون قد تحلل منذ فترة طويلة، لذا فإن وجود أي ذرات منه يُعد أمراً نادراً.
واختار الباحثون أعماق المحيط الهادي، لأن الصخور بهذه المنطقة تتشكل ببطء شديد، لدرجة أن ملليمتراً من القشرة يسجل 400 ألف سنة من التاريخ، وغطت العينة التي تمت دراستها العشرة ملايين سنة الماضية.
وأثناء فحص العينة عثر على عينات من (الحديد - 60)، والذي يتكون في «السوبر نوفا» أو ما يعرف بـ(المستعرات الأعظمية)، وهي الانفجارات التي تحدث أثناء موت العديد من أنواع النجوم، كما عثر أيضاً على (البلوتونيوم 244).
ويقول أنطون فالنر، عالم الفيزياء النووية في الجامعة الوطنية الأسترالية، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره أول من أمس موقع «لايف ساينس»: «لم يكن من المفاجئ العثور على (الحديد 60)، حيث أظهرت الأبحاث السابقة بالفعل تقلبات في مستويات الحديد - 60 في رواسب أعماق البحار والقشرة بمرور الوقت، ولكن كانت المفاجأة في (البلوتونيوم 244)».
وكانت نسبة (البلوتونيوم 244) التي عثر عليها إلى (الحديد - 60) ثابتة، مما يُشير إلى أن كليهما قد يأتي من أصل مشترك، ورجح الباحثون أن يكون «سوبر نوفا»، حيث من المعروف أن (الحديد - 60) وهو عنصر خفيف، يتشكل في هذا الحدث بنهاية عمر النجوم، وتشير هذه الدراسة إلى أن هذا الحدث، قد يكون مسؤولاً أيضاً عن تشكل بعض العناصر الثقيلة مثل (البلوتونيوم 244)، كما يؤكد فالنر.
ويضيف: «رغم أن الوصول المنسق لـ(البلوتونيوم 244) و(الحديد 60) يشير إلى أن كليهما يمكن أن يكون قد أتى من (سوبر نوفا)، لا يزال هناك الكثير من الأسئلة، حيث إن النماذج الحاسوبية التي تحاول تقليد تكوين العناصر داخل (السوبر نوفا)، تكافح حقاً لتوليد تكوين للعناصر الثقيلة مثل (البلوتونيوم 244)».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.