تصاعد الصراع بين إسرائيل وغزة ولا نتائج لجهود إنهاء القتال

البرج الإعلامي في غزة لحظة انهياره (إ.ب.أ)
البرج الإعلامي في غزة لحظة انهياره (إ.ب.أ)
TT

تصاعد الصراع بين إسرائيل وغزة ولا نتائج لجهود إنهاء القتال

البرج الإعلامي في غزة لحظة انهياره (إ.ب.أ)
البرج الإعلامي في غزة لحظة انهياره (إ.ب.أ)

تواصلت الضربات الجوية الإسرائيلية لغزة وأطلق فلسطينيون وابلا من الصواريخ باتجاه تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية اليوم السبت، في ظل غياب أي مؤشر حتى الآن على نهاية وشيكة للقتال المستمر منذ نحو أسبوع، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.
ودمر الجيش الإسرائيلي اليوم مبنى في مدينة غزة يضم مكاتب وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية ومحطة تلفزيون «الجزيرة»، بالإضافة إلى مكاتب وشقق أخرى.
وقدمت إسرائيل تحذيرا مسبقا من الضربة بغية إخلاء المبنى، قائلة إن الهدف يحتوي على أصول عسكرية لحركة «حماس» التي تدير غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن «طائراته المقاتلة قصفت المبنى المؤلف من عدة طوابق والذي يضم أصولا عسكرية تخص مكاتب استخبارات منظمة حماس الإرهابية».
وقال البيت الأبيض إنه أبلغ إسرائيل أن ضمان سلامة الصحافيين مسألة «بالغة الأهمية». وكتبت المتحدثة باسم الرئاسة جين ساكي في تغريدة «قلنا للإسرائيليين مباشرة أن ضمان سلامة الصحافيين ووسائل الإعلام المستقلة مسؤولية بالغة الأهمية».
وفي تل أبيب، هرع السكان سعيا للاحتماء عند انطلاق صفارات الإنذار بينما أطلق مقاتلو «حماس» وابلاً من الصواريخ. وقال مسعفون إن صاروخا أصاب مبنى سكنيا في ضاحية رامات غان التجارية مما أسفر عن مقتل رجل يبلغ من العمر 50 عاما.
وقالت «حماس» إن الصواريخ كانت ردا على غارات إسرائيلية الليلة الماضية على مخيم للاجئين على ساحل القطاع أسفرت عن مقتل امرأة وأربعة من أطفالها لقوا حتفهم بعد إصابة منزلهم في المخيم. وقال المسعفون إن خمسة آخرين لقوا حتفهم.
وأفاد مسعفون فلسطينيون بأن ما لا يقل عن 139 قتيلا سقطوا في غزة منذ اندلاع القتال يوم الاثنين من بينهم 39 طفلا. وفي الجانب الإسرائيلي سقط عشرة قتلى.
في غضون ذلك، وصل هادي عمرو مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل أمس الجمعة قبل جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي غدا الأحد لمناقشة الوضع. وقالت السفارة الأميركية إن مبعوثها يهدف إلى «تعزيز الحاجة للعمل من أجل تحقيق تهدئة قابلة للاستمرار».
واقترنت الأعمال العدائية بين إسرائيل وغزة بأعمال عنف في تجمعات يقطنها مزيج من اليهود والعرب في إسرائيل. وهوجمت معابد يهودية ونُهبت متاجر يملكها عرب واندلعت مواجهات في الشوارع.
ولا تقتصر الخسائر البشرية الفلسطينية على غزة الآن. فقد أعلن الفلسطينيون، الذين يحيون اليوم ذكرى تشريدهم في حرب عام 1948 وإقامة دولة إسرائيل، مقتل 11 في الضفة الغربية المحتلة في اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومحتجين.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.