صدمة وجدل في أميركا لإعفاء الملقحين من الكمامة

أميركية تتلقى جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا في كاليفورنيا (إ.ب.أ)
أميركية تتلقى جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا في كاليفورنيا (إ.ب.أ)
TT

صدمة وجدل في أميركا لإعفاء الملقحين من الكمامة

أميركية تتلقى جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا في كاليفورنيا (إ.ب.أ)
أميركية تتلقى جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا في كاليفورنيا (إ.ب.أ)

بعد يوم على تخفيف وكالة الصحة الأميركية تدابير الحد من فيروس «كورونا» المستجد المتعلقة بوضع الكمامات وإعفاء المطعمين من استخدامها، لا يزال العديد من الناس يشاهَدون وهم يتجولون في أنحاء العاصمة واشنطن واضعين الكمامات، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ومن بين هؤلاء، الطالبة كلويه، التي قالت إنها تلقت كامل اللقاح لكنها في أي حال كانت تضع كمامتها السوداء، وقالت، أمس (الجمعة): «أعتقد أن الإعلان... جاء صادماً للعديد من الناس. بالتأكيد كان صادماً لي».
وكلويه البالغة 20 عاماً، تعتبر أن إعلان مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها، «يبعث على التفاؤل» لكنها أوضحت أنها تعتزم مواصلة استخدام كمامتها لفترة أطول.
وقالت: «إذا رأيت مزيداً من الناس يتخلون عن كماماتهم سيُشعرني ذلك بالارتياح في التوقف عن استخدامها، وكذلك فإن مجرد رؤية أعداد الناس المحصنين في الولايات المتحدة سيساعد بالتأكيد. إذا ارتفع العدد ربما أشعر بالارتياح في أن أنزعها، ولكن من بالغ الأهمية الإدراك أن الوباء يواصل الانتشار».
وحالياً فقط 36 في المائة من السكان تلقحوا بالكامل في الولايات المتحدة، حيث أودت الجائحة بأكثر من 580 ألف شخص.
وقالت لورن وهي تضع كمامة قماشية بيضاء: «أمس لم أكن أؤيد فكرة التخلي عن الكمامة»، مضيفة: «حتى وإن كنت تلقيت اللقاح، ماذا لو كانت هناك فرصة ضئيلة في أن أكون على مقربة من شخص مريض؟ شخص غير ملقح؟».
والمرأة البالغة 36 عاماً وتعمل مستشارة، قالت إنها تعتزم إبقاء كمامتها بحوزتها عندما تخرج وستتخذ القرار بشأن استخدامها حسب «شعورها في كل يوم بل حتى في كل ساعة».
واعتبرت لورن أن الكمامة «باتت نوعاً ما جزءاً من وجهنا. أشعر بأنني عارية من دونها»، مضيفة أن كمامتها تمنح الشعور بأنها «غطاء يوفر الأمان».
ويقول الخبراء إنه من الطبيعي الإحساس بالتوتر لدى العودة إلى مزاولة حياة طبيعية إذ كانت السنة الماضية صعبة للغاية.
ويحذر الطبيب أميش أدالجا من الإفراط في التيقظ، ويقول: «يظهر العلم أنه إذا كان الشخص محصناً، سيتعامل معه الفيروس بشكل مختلف جداً، لذا بالإمكان التصرف بشكل مختلف جداً».
وجزء من المشكلة، وفق أدالجا وهو أكاديمي من كلية الصحة العام بجامعة جونز هوبكنز بلومبرغ، هو أن وكالة الصحة الأميركية كانت مفرطة في الحذر خلال الجائحة والآن صدمت الناس بخطوة تبدو أكثر جرأة.
وعندما أعلنت مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها أن الأشخاص الملقحين بالكامل يمكنهم التخلي عن وضع الكمامة في الأماكن المفتوحة، رحب الرئيس جو بايدن بالقرار واعتبره «يوماً عظيماً» للبلد الأكثر تضرراً بالفيروس.
واجتاحت التعليقات الكوميدية موقع «تويتر»، لكن روح الفكاهة كشفت عن القلق العميق لدى المستخدمين حيال المسألة، وكتبت امرأة: «لسنا ملزمين وضع الكمامة بعد اليوم إذا كنا ملقحين ولكن ماذا لو ظن الآخرون خطأ أنني من الجمهوريين» مما يشير إلى الانقسامات السياسية إزاء الكمامات.
وغردت الكاتبة غلينون دويل: «فقط أريد أن أقول إن الكمامات هي مثل غطاء ثقيل للوجه، وأنا سأبقيها إلى الأبد».
ووفق أدالجا: «الناس لم يطوروا لديهم القدرة على احتساب المخاطر»، وقال: «هناك الكثير من المبادئ الوقائية التي تم تجاوزها إلى حد بات من الصعب كما أعتقد، للناس الذين التزموا بذلك كله أن يتخلوا عنه»، ولكن «ما هي القيمة التي تستمدها من اللقاح إذا لم تعش حياتك فعلاً؟».
وتوافق لورن في نهاية الأمر قائلة: «أنا حقاً أتوق لرؤية وجوه الناس مجدداً» وتضيف: «أود أن أتمكن من أن أبتسم للآخرين».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

TT

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.

جانب من المعرض المصاحب لـ«المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

 

على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.

 

«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»

السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.

قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».

 

التوأم السيامي السوداني هبة وسماح (تصوير: تركي العقيلي)

أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.

ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».

 

«وجدتُ العلاج في السعودية»

بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».

التوأم السيامي الباكستاني فاطمة ومشاعل (تصوير: تركي العقيلي)

 

«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».

وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».

 

عُماني فخور بالسعودية

أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».

الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».

الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».

المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».