أزمة أدوية بعد المحروقات في لبنان

أزمة أدوية بعد المحروقات في لبنان
TT

أزمة أدوية بعد المحروقات في لبنان

أزمة أدوية بعد المحروقات في لبنان

توسعت أزمة فقدان السلع ووصلت إلى الأدوية بعد المحروقات، حيث أقفلت الصيدليات في منطقة النبطية أبوابها احتجاجاً على عدم تزويدها بالأدوية اللازمة من قبل الشركات، بموازاة طوابير السيارات التي تقف منذ الأسبوع الماضي أمام محطات الوقود في ظل شح المحروقات.
وبموازاة سخط اللبنانيين على المسؤولين عن الوضع، غرّد أمين سر تكتل «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب السابق فادي كرم، عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً: «مشاهد الذل التي أُدخلت عنوة إلى حياة اللبنانيين هي ثمن إلحاق لبنان بمحور الممانعة، فكما كانت في السابق معادلة «تلازم المسار والمصير» المشؤومة، اليوم هناك معادلة «إلزام لبنان بالتخلف». وأضاف: «التعتير والفقر أصبحا ماركة مُسجلة على اسم هذه المنظومة الحاكمة، وإنقاذ لبنان دورنا ورسالتنا».
وشهدت منطقة النبطية في جنوب لبنان إقفالاً لصيدليات احتجاجاً على عدم تزويدها بالأدوية اللازمة من قبل الشركات، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، التي أشارت في الوقت نفسه إلى أزمة المحروقات المتواصلة. وقالت إن الأهالي استنكروا «هذه الأزمة المفتعلة» التي تتسبب بتراجع أعمالهم وتؤثر عليهم اقتصادياً واجتماعياً.
كما أقفلت صيدليات في صيدا أبوابها، بسبب عدم تسلم أصحابها الحد الأدنى من حاجاتهم من الدواء وحليب الأطفال من الوكلاء والمستودعات.
وشهدت أكثر من منطقة لبنانية زحمة ناتجة عن طوابير السيارات المصطفة أمام محطات الوقود، في ظل إقفال بعض المحطات، والتقنين في التوزيع. وسجل المشهد ذاته في بيروت والجنوب والبقاع في شرق لبنان.
وفي السياق، أشار ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، في تصريح لقناة «إل بي سي»، إلى أن «شركتين لتوزيع المحروقات لم تسلما المحروقات للمحطات الأسبوع الماضي، ولكن الأمور إلى حلحلة بعد العيد»، لافتاً إلى أن «المواطن اللبناني يعيش بقلق ومحطات المحروقات تتحمل 200 ألف سيارة وبالتالي كمية المحروقات الموجودة لم تكن كافية».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».