صواريخ فلسطينية وضربات إسرائيلية على غزة تزيد حدة المواجهات

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

صواريخ فلسطينية وضربات إسرائيلية على غزة تزيد حدة المواجهات

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

أطلق الفلسطينيون مزيداً من الصواريخ على قلب إسرائيل التجاري، اليوم (الخميس)، في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل حملة القصف على غزة وحشدت دبابات وجنوداً على حدود القطاع، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
ولم تبدُ مؤشرات على أن العنف عبر الحدود المستمر منذ 4 أيام سيتراجع، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحملة «ستستغرق مزيداً من الوقت».

كما امتد العنف إلى الأحياء المختلطة من اليهود والعرب في إسرائيل، وهي جبهة جديدة في الصراع الطويل.
وتعرضت معابد يهودية للهجوم، واندلعت اشتباكات في شوارع بعض الأحياء، الأمر الذي دفع رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين إلى التحذير من حرب أهلية.
ووسط مخاوف من خروج العنف عن السيطرة، تعتزم واشنطن إرسال مبعوثها هادي عمرو إلى المنطقة لإجراء محادثات مع إسرائيل والفلسطينيين، فيما لم تسفر جهود الوساطة من مصر وقطر والأمم المتحدة حتى الآن عن تحقيق أي تقدم.
وفي تجدد للغارات الجوية، الخميس، على قطاع غزة، قصفت إسرائيل بناية سكنية مؤلفة من 6 طوابق في مدينة غزة، قالت إنها تابعة لحركة «حماس» التي تدير القطاع، وقال نتنياهو إن إسرائيل قصفت نحو 1000 هدف للمسلحين في القطاع إجمالاً.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 100 شخص قُتلوا في القطاع منذ تصاعد العنف يوم الاثنين، بينهم 18 طفلاً، و8 نساء، وأصيب 530 آخرون، ما شكّل ضغطاً إضافياً على المستشفيات التي تعاني من وطأة جائحة «كوفيد 19».

وقال عامل البناء أسعد كرام (20 عاماً) وهو يقف على جانب طريق لحقت به أضرار جراء الضربات الجوية: «نواجه إسرائيل وكوفيد 19. نحن بين عدوين».
وقالت الشرطة إن صاروخاً أطلق من قطاع غزة، سقط على بناية قرب تل أبيب، ما أسفر عن إصابة 5 إسرائيليين، وأفاد الجيش بأن 7 قُتلوا في إسرائيل منذ بدء أعمال العنف الأخيرة.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه يجري حشد قوات قتالية على الحدود مع القطاع، وإن إسرائيل في «مراحل مختلفة من الإعداد لعمليات برية». والخطوة تعيد للأذهان توغلات مماثلة تمت خلال حربين دارتا في 2008 - 2009 وفي 2014.
وردّ أبو عبيدة، المتحدث باسم الجناح العسكري لـ«حماس»، على الحشد العسكري بالتحدي، داعياً الفلسطينيين إلى الانتفاض، وقال: «أجلبوا بخيلكم ورجلكم... براً وبحراً وجواً، فقد أعددنا لكم أصنافاً من الموت ستجعلكم تلعنون أنفسكم».
سياسياً، قال الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين عقب اتصال هاتفي مع نتنياهو: «أتوقع وآمل أن ينتهي هذا قريباً».

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في اتصال عبر الفيديو، إلى وقف القتال.
وقال الكرملين في بيان إن «الهدف الرئيسي هو وقف أعمال العنف من جانب الطرفين وضمان سلامة المدنيين».
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى «إعادة إطلاق» مفاوضات السلام بين الجانبين، في حين دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى خفض تصعيد العنف على وجه السرعة.
وقد بدأت إسرائيل هجومها العسكري بعد أن أطلقت «حماس» صواريخ على القدس وتل أبيب رداً على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين قرب المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
وفتحت أعمال العنف جبهة جديدة بتأجيج التوتر بين اليهود الإسرائيليين والأقلية العربية التي تشكل 21 في المائة من سكان إسرائيل وتعيش جنباً إلى جنب مع اليهود في بعض الأحياء.
وقالت الشرطة إن شخصاً في حالة حرجة بعد أن أطلق عليه عرب النار في بلدة اللد التي فرضت فيها السلطات حظر تجول، وإنه تم اعتقال أكثر من 150 خلال الليل في اللد وبلدات عربية في شمال إسرائيل.
وألغت شركات طيران أجنبية رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الاضطرابات. وذكرت السلطات الطبية أن من بين القتلى في إسرائيل جندياً لقي حتفه أثناء دورية على حدود غزة و6 مدنيين، منهم طفلان وعامل هندي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 400 صاروخ تقريباً من 1600 أطلقتها فصائل غزة لم تبلغ أهدافها، وربما تسببت في سقوط قتلى ومصابين من المدنيين الفلسطينيين.
وأدى العنف إلى تجميد محادثات خصوم نتنياهو لتشكيل حكومة ائتلافية للإطاحة به من منصبه بعد انتخابات غير حاسمة في 23 مارس (آذار).



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».